رحيل صوت الجبل وديع الصافي
توفي الجمعة المطرب والملحن اللبناني الشهير وديع الصافي عن عمر يناهز 92 عاما في مستشفى بالمنصورية بلبنان بعد صراع مع المرض.
ولد وديع فرنسيس الشهير بـ وديع الصافي في نوفمبر/تشرين الثاني 1921 ويعتبر من عمالقه الطرب في لبنان والعالم العربي.
وكان له دور رائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد إذ أصبح مدرسة في الغناء والتلحين.
عاش الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها الفقر والحرمان، وفي عام 1930، نزحت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها.
وبعدها بثلاث سنوات، إضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده في إعالة العائلة من جهة أخرى.
كانت انطلاقته الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، في مسابقة للإذاعة اللبنانية، بأغنية "يا مرسل النغم الحنون".
ومثلت أغنية "عاللّوما"، نقطة تحول في حياته الفنية حيث أصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا.
وكان أول مطرب عربي يغني باللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال «عتابا» الذي أظهر قدراته الفنية وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي وأحيا حفلات في شتّى البلدان العربية والأجنبية.
ومع بداية الحرب الأهليه، غادر الصافي لبنان إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 في باريس، وكان سفره اعتراضًا على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة ومعبرا عن ويلات الحرب والاغتراب عن الوطن.
في عام 1990، خضع الصافي لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء.
لُقب الصافي بصوت الجبل وصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر أنّه مبتكر “المدرسة الصافية” (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية.
تم تكريمه في أكثر من دولة ومنحته جامعة الروح القدس دكتوراه فخرية في الموسيقى 1991 ومنحه الرئيس اللبناني اميل لحود وسام الأرز برتبة فارس وهو من أرفع الأوسمة في لبنان.
المصدر: bbc
إضافة تعليق جديد