دمشق: إعلان ترامب بشأن الجولان المحتل كشف حقيقة المخطط الرامي لنشر الفوضى والدمار في المنطقة
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل كشف حقيقة المخطط الموجه ضد سورية بشكل خاص والمنطقة بأكملها والرامي إلى نشر الفوضى والدمار في المنطقة وتكريس واقع جديد على غرار مخطط سايكس-بيكو ووعد بلفور.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في سورية إن سورية أكدت منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية التي شنتها بعض الدول عليها بأن الهدف الأساس من هذه الحرب هو تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وضمان استمراره وفق أجندة تقودها الولايات المتحدة مؤكدا أن إعلان ترامب بشأن الجولان السوري المحتل أثبت ما كانت سورية تقوله دوما وكشف حقيقة المخطط الموجه ضدها بشكل خاص والمنطقة بأكملها.
وأوضح الجعفري أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها وأدواتها في المنطقة لم يتركوا أي وسيلة غير أخلاقية وغير شرعية إلا استخدموها لخدمة أجنداتهم الرامية إلى نشر الفوضى والدمار في منطقتنا والعمل على تقسيمها لتكريس واقع جديد على غرار ذاك الذي فرضه المستعمرون السابقون في سايكس-بيكو ووعد بلفور وكل ذلك تحت ستار أفكار ونظريات شاذة روج لها بعض سياسييهم حول “الفوضى الخلاقة” و”الشرق الأوسط الجديد”.
وبين الجعفري أن دول المخطط الاستعماري الجديد وفي سعيها لتحقيق تلك المخططات أخرجت كل الأسلحة التي في جعبتها والتي تراوحت بين تشويه الأديان وتشجيع تيارات المغالاة والتطرف والتكفير فيها وممارسة الضغط السياسي والتضليل الإعلامي وترافق ذلك مع تجميع وحشد ودعم الإرهابيين الأجانب وتنظيمهم في كيانات إرهابية متعددة التسميات والولاءات أبرزها تنظيما “داعش” وجبهة النصرة الإرهابيان وشن اعتداءات انفرادية تارة وثلاثية تارة أخرى على الأراضي السورية وكذلك من خلال “التحالف الدولي” غير الشرعي الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين علاوة على فرض إرهاب اقتصادي جسدته التدابير القسرية أحادية الجانب وكل ذلك بهدف إضعاف الدولة السورية ومؤسساتها.
وأشار الجعفري إلى أن التحالف غير الشرعي الذي غزا العراق عام 2003 أسفر عن ظهور “الزرقاوي” متزعم تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق ومن بعده “البغدادي” متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي بينما أسفر التحالف غير الشرعي ضد سورية عن ظهور شخصية إرهابية أخرى هي “الجولاني” متزعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وبطبيعة الحال فإن بغداد والجولان بريئتان من هؤلاء الإرهابيين وممن يشاطرهم فكرهم الظلامي التكفيري لافتا إلى أن مخابر البنتاغون ابتدعت شخصية اسمها البغدادي لكي تسيء لبغداد الحضارة والتاريخ بعد غزوها وتدميرها وابتدعت شخصية الجولاني للإساءة لسورية وللجولان السوري المحتل.
وأشار الجعفري إلى أن الأمر لم يقتصر على ذلك حيث وظفت حكومات الدول المعادية لسورية الوضع الإنساني والمعاناة الكبيرة التي تسببت بها ممارساتها العدائية لتشويه صورة الحكومة السورية وجهودها لدعم وتمكين السوريين من تجاوز الأزمة مبينا أن هذه الممارسة مستمرة وتتجلى بأحد أوجهها في استمرار احتجاز القوات الأمريكية والتنظيمات الإرهابية التابعة لها آلاف المهجرين منذ 1791 يوما داخل مخيم الركبان في منطقة التنف المحتلة دون أي اكتراث بمعاناة هؤلاء وأوضاعهم المعيشية الكارثية التي عاينتها الأمم المتحدة بنفسها وأجرت استطلاعا داخل المخيم تبين بنتيجته أن 95 بالمئة من قاطنيه يريدون مغادرة المخيم والعودة إلى قراهم ومدنهم فلماذا يستمر الأمريكيون باحتجازهم في الركبان.
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية اتخذت الإجراءات اللازمة لإجلاء محتجزي مخيم الركبان وإنهاء معاناتهم وهي تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على الجانب الأمريكي للسماح لقاطني المخيم بحرية الحركة وضمان أمن وسلامة الطواقم الإنسانية ووسائل النقل التي ستعمل على إنهاء معاناة المدنيين وتفكيك المخيم كما تطالبهما بإلزام القوات الأجنبية غير الشرعية بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية.
وجدد الجعفري التأكيد على استعداد سورية للاستمرار بالتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام غير بيدرسون لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري-السوري للوصول إلى حل سياسي يحقق مصلحة السوريين ويحافظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدتها أرضا وشعبا ويؤدي إلى القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على أراضيها كما تشدد على أن العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سورية فقط وأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلده وأن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي وذلك وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية.
وأكد الجعفري أن رهان كيان الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية على استثمار الحرب الإرهابية والسياسية والاقتصادية التي شنت على سورية طيلة ثماني سنوات لإضعافها وتقليص دورها العربي والإقليمي والإسلامي هو رهان ثبت خطؤه.
وردا على المندوب الأمريكي قال الجعفري إن واشنطن تفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على سورية تسببت بمعاناة ملايين السوريين كما تفرض إجراءات مماثلة على من يساعدها وآخر ما تفتقت عنه ذهنيتها إصدار مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية /اوفاك/ تعميما جديدا يهدد السفن التي تنقل مساعدات إلى سورية بالحظر بينما يتباكى المندوب الأمريكي على الوضع الإنساني للمهجرين للسوريين الذين تحتجزهم قوات بلاده المحتلة في مخيم الركبان وتمنعهم من المغادرة فأي نفاق هذا.
وبين الجعفري أن “التحالف الأمريكي” غير الشرعي يقوم بنقل متزعمي تنظيم “داعش” الإرهابي إلى مخيمات يشرف عليها بهدف استثمارهم لاحقا في أماكن أخرى متسائلا: هل يستطيع المندوب الأمريكي الإجابة عن سؤال أين متزعمي “داعش” الإرهابي إذا كان هذا التنظيم انتهى حقا وأين البغدادي وعصابته ولماذا لا يتم تسليط الضوء على الإرهابيين الذين تم اعتقالهم أم أن واشنطن تعتزم إعادة استثمارهم وإرسالهم الى جبهات جديدة في أماكن أخرى مشيرا إلى أن ما يحصل في سورية هو مخطط خطير تشرف عليه الولايات المتحدة وهذا ما أكده رئيس وزراء مشيخة قطر السابق حمد بن جاسم حيث أقر بأنه تم صرف مبلغ 137 مليار دولار لتدمير سورية بتعليمات من واشنطن.
ولفت الجعفري إلى أن ادعاء المندوب الأمريكي حول الطفل السوري ايلان بأنه تم قتله وحرقه في بداية الأزمة كلام كاذب فالطفل غرق على الشواطئ التركية بفعل عصابات التهريب التركية التي كانت تضع في كل زورق 300 راكب بدلا من 50 ولذلك كان الناس يموتون في البحر المتوسط أما بخصوص الطفل عمران فالجميع يعلم أنه ظهر على الصفحة الأولى من صحيفة نيويورك تايمز وكان الاتهام بأن الجيش العربي السوري هو الذي قصف حلب وأحرق الطفل ثم تبين لاحقا أن كل هذا الكلام كذب حيث ذهب الطفل مع أبيه إلى لاهاي وجنيف وقال إنه تم إرغامه على الظهور بهذا المظهر بعد أن لونوا وجهه بالأحمر وأخبروه ماذا يجب عليه أن يفعل ثم قدم الطفل وأبوه شهادتين بأن هذا الكلام كذب وأن كل ما قيل كان تمثيلية ومسرحية.
إضافة تعليق جديد