دعوة أممية لتأسيس جبهات فكرية لمناهضة العنصرية
دعا دودو ديين المقرر الخاص المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري في مجلس حقوق الإنسان بمنظمة الأمم المتحدة إلى ضرورة تنبيه الدول أعضاء المجلس إلى مخاطر تراجع مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب.
وحذر ديين في تقرير استعرضه أمس أمام مجلس حقوق الإنسان في افتتاح دورته الخامسة بجنيف من تفاقم العنف العنصري.
وطالب الدول الأعضاء بتفعيل الإرادة السياسية لمكافحة هذه الظاهرة، وعدم تهوين شأنها، وشن حملة منظمة على دعوات سياسية توظف تلك الظواهر أدوات سياسية وانتخابية.
وينصح التقرير الدول التي تعاني العنصرية إقامة ما وصفه بجبهات فكرية لمناهضة العنصرية، والعمل من خلال التثقيف والإعلام على مكافحة الأفكار والمفاهيم المحرضة والمبررة للعنصرية، خاصة عبر الإنترنت.
وأعربت دول غربية عن رفضها معظم ما جاء في التقرير الأممي، وأبدى الاتحاد الأوروبي عدم اتفاقه والتقرير بشأن انتشار أعمال العنصرية في أوروبا، مؤكدا وجود ضمانات لحرية التعبير عن الرأي والتجمع والإفادة من المناخ الديمقراطي وحرية المعتقدات الدينية.
لكن دودو ديين رد على الانتقادات الموجهة إليه وقال إنه اعتمد في إعداد التقرير على دراسات ميدانية وبيانات ومعلومات من الحكومات المعنية ومشكلات محددة تشكل ظاهرة وليس حالات فردية.
في المقابل رحبت دول الجنوب بالتقرير، وأيدته المنظمات غير الحكومية ورأت فيه تعبيرا عن معاناة الأقليات العرقية والدينية في العالم.
وأشادت منظمة المؤتمر الإسلامي باعتماده حقائق وأدلة ميدانية، وتركيزه على الأشكال الجديدة من العنصرية في الغرب، وإعداده طبقا للمعاير الدولية المتفق عليها.
كما أكدت المنظمة اهتمام التقرير بالجانب الإنساني للمهاجرين والأجانب، واعتبرت أهم نقاطه التنبيه إلى وجود رفض للتعددية الثقافية والعرقية، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات العداء للأجانب في مختلف الدول الأوروبية.
واستندت باكستان -المتحدثة باسم منظمة المؤتمر الإسلامي- في ردها على الانتقادات الأوروبية بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الرامية إلى محاربة ومكافحة جميع أشكال التمييز العنصري الجديدة.
وطالبت البرازيل بضرورة إبرام اتفاقية بين دول الأميركيتين لمكافحة التمييز العنصري لمساعدة القارة الأميركية على وضع إجراءات فعالة لمكافحة العنصرية، والعمل على المدى الطويل لبناء مجتمع متعدد الثقافات.
وقالت البرازيل إن التقرير أبرز التناقض بين الدعوة للتمسك بالديمقراطية وانتشار أعمال العنصرية، سيما أن البرامج التي تحارب هذه الظاهرة لم تحقق النتائج المرجوة منها، وفقا للتقرير الأممي.
وتحدث مندوب الجزائر ممثل المجموعة الأفريقية عن أهمية التقرير لإيضاحه المخاوف من انتشار العنصرية بأشكالها، سيما انتشار الخوف من الإسلام وموجات العداء للسامية، مشيرا إلى أن العداء للسامية هو عداء للعرب.
وأيدت مندوبة الاتحاد الأفريقي لدى المجلس ما جاء في التقرير لكشفه عن أشكال العنصرية الجديدة والأضرار التي تنجم عنها، وطالبت بالأخذ بالتوصيات الواردة فيه للتخلص من هذا "الوباء".
تامر أبو العينين
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد