حماس: نقبل بتهدئة تلتزم إسرائيل بشروطها

24-12-2008

حماس: نقبل بتهدئة تلتزم إسرائيل بشروطها

تقدمت الجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف في غزة، أمس، على التهديدات الاسرائيلية بعدوان وشيك، وأعلنت حركة حماس استعدادها للعودة إلى التهدئة في حال التزمت إسرائيل بشروطها، في الوقت الذي دخلت فيه القاهرة مجدداً على خط الأزمة، اضافة الى جهة دولية لم تحددها صحيفة هآرتس الاسرائيلية. ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل العرب، وخصوصاً مصر، الى كسر الحصار الاسرائيلي على غزة، متهماً اسرائيل بانها لم تحترم التهدئة. وقال مشعل، في مقابلة مع قناة »روسيا اليوم«، ان »التهدئة انتهت بانتهاء مدتها المتفق عليها، والمسؤولية تقع على العدو الصهيوني الذي لم يحترم استحقاقاتها، وهو يتحمل المسؤولية«. وأضاف أنّ »من يريد ان يتحدث معنا حول موضوع التهدئة عليه أن يراعي الحصار المفروض على شعبنا«، مؤكداً أنّ »على العالم أن يسأل نفسه هل استثمر التهدئة استثماراً حقيقياً؟«. وأشار مشعل إلى أنّ »العالم يعرف ان الحصار سببه اغلاق المعابر ونحن طالبنا ان تفتح جميعها«، مشدداً على أنّ »لا شيء يلزم مصر بإبقاء (معبر رفح) مغلقا من الناحية القانونية«. وقال القيادي في حركة حماس محمود الزهار لوكالة »فرانس برس« إنّ »المطلوب من إسرائيل هو الالتزام بشروط التهدئة ووقف كل أشكال العدوان وفتح كل المعابر«. ورداً على سؤال حول مدى استعداد حماس للعودة إلى التهدئة، قال الزهار إنّ هذا الأمر ممكن »إذا كان هناك التزام من الجانب الإسرائيلي باستحقاقات التهدئة«.
بدوره، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن الفصائل مستعدة الآن لدراسة عروض لتجديد الاتفاق، لكنه رأى أنّ »المنطقة متجهة نحو تصعيد وليس التهدئة«.
من جهته، نفى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام أن تكون الحركة قد تلقت عروضاً أو مبادرات جديدة بشأن تجديد التهدئة في غزة. وقال عزام، في مقابلة مع قناة »الجزيرة«، إنّ الاحتلال يهيئ الأجواء ويوجد المبررات والذرائع لشن عدوان واسع على القطاع، مذكراً بأن إسرائيل »هي من تهوى سفك الدماء، وهي من خرقت الهدنة ولم تلتزم باستحقاقاتها«.
وفي القاهرة، شكل موضوع التهدئة محور مباحثات الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك. وذكرت وكالة »أنباء الشرق الأوسط« المصرية أن لقاء مبارك وعباس تناول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، وجهود إحياء عملية السلام، إضافة إلى الجهود المصرية لإعادة التهدئة، إلى قطاع غزة، والمصالحة الفلسطينية.
واعتبر عباس، بعد اللقاء، أنّ مصر هي الدولة الوحيدة المؤهلة لتولي الجهود لاستعادة التهدئة في غزة والحوار الفلسطيني. ولفت إلى انه »بعد التوصل إلى هدنة في غزة، وقبول الفصائل الفلسطينية بها، سيتم استئناف الحوار، وعندما يتم الاتفاق أثناء الحوار سيتم تشكيل حكومة فلسطينية من الشخصيات المستقلة تكون مهمتها تسيير الأعمال في الأراضي الفلسطينية وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية«، نافياً أن يكون هناك موعد محدد للدعوة لانتخابات جديدة قبل استنفاد وسائل الحوار كافة.
ورفض عباس إلقاء المسؤولية عما يجري في غزة على مصر، موضحاً أنّ »إسرائيل لا مانع لديها من إلقاء مسؤولية قطاع غزة على مصر، وهناك من الفصائل الفلسطينية من يساعدها في ذلك«، معتبراً أن أية اتهامات للقاهرة حول مشاركتها في الحصار »مرفوضة وباطلة«.
وشدّد عباس على رفضه أي اجتياح إسرائيلي لغزة، قائلاً »نحن لم ولن نقبل باجتياح القطاع، ولا حتى بضربه بالمروحيات أو بالمدفعية، ونرفض التهديدات الإسرائيلية رفضاً قاطعاً، لأنها تمثل عدواناً ضد الشعب الفلسطيني«، لكنه كرر، في المقابل، موقفه الرافض للصواريخ »العبثية« المنطلقة من القطاع.
من جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه على ضرورة الإسراع في التهدئة، محذراً من أنّ أي تأخير يعني الإضرار بمصالح الشعب الفلسطيني، خاصة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان واسع على القطاع.
يـأتي ذلك، في وقت ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أنّ جهوداً حثيثة تبذل على أعلى المستويات في المنطقة بهدف إنقاذ التهدئة، مشيرة إلى أن اللقاء المرتقب غداً بين الرئيس المصري حسني مبارك ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني يندرج في هذا الإطار.
ونقلت صحيفة »هآرتس« عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن جهة دولية تحاول التوسط لاستئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس، من دون أن تحدّد هويتها بسبب حساسية الموقف. لكن المصادر أكدت أنّ هذه الجهود ما زالت في إطار »الاتصالات الأولية«.
ميدانياً، استشهد ثلاثة مقاومين في اشتباك مع قوات الاحتلال شمالي غزة. وذكر مصدر أمني إسرائيلي إن »قوة من الجيش قتلت ثلاثة فلسطينيين كانوا يحاولون زرع عبوات ناسفة قرب السياج الأمني المحيط بتجمع نغيف هعتسراه« شمالي القطاع.
وأعلنت »كتائب شهداء الأقصى ـ جيش البراق« و»ألوية الناصر صلاح الدين« مسؤوليتهما عن قصف مدينة المجدل جنوبي إسرائيل بصاروخ. كما أعلنت »كتائب المقاومة الوطنية«، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، مسؤوليتها عن قصف موقعي كرم أبو سالم وكيسوفيم العسكريين الإسرائيليين بالصواريخ، فيما أكدت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، إنّ إحدى مجموعاتها أطلقت صاروخين باتجاه جنوب إسرائيل فجراً.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر فلسطينية أن سلطات الاحتلال أبلغت الجانب الفلسطيني نيتها فتح ثلاثة من معابر غزة اليوم بشكل جزئي، وذلك للسماح بعبور شاحنات محملة بمواد غذائية، وضخ كميات من الوقود وغاز الطهي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...