حماس تبحث خيار إقامة الدولة الفلسطينية

أعلنت الحكومة الفلسطينية، امس، انها تبحث خيار إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وذلك في إطار حل لا يكون على مراحل، لكنه لا يشمل الاعتراف بإسرائيل، في وقت طالب رئيس الوزراء اسماعيل هنية المصارف العربية بأن تكون <أكثر جرأة> لجهة تحويل المساعدات المالية، بينما حذر الرئيس محمود عباس (ابو مازن) من أن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني <سينفجر غضباً> ما يؤدي الى فوضى <لا نعرف نتائجها>.
ميدانياً، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، انها أطلقت فجر امس صاروخا من طراز <كاتيوشا> باتجاه بلدة عسقلان القريبة من غزة في جنوبي أراضي ال.48
وأعلن الاحتلال، من جهته، أن صاروخ من نوع <غراد> أطلق من شمالي القطاع وانفجر في محيط بلدة نيتيف هسارة القريبة من غزة، ما أدى الى نفوق 30 طيرا في مزرعة للدجاج.
وقال أحد القادة الميدانيين للجهاد، ابو احمد، ان الحركة تعد <مفاجأة جديد> للاحتلال في الايام المقبلة، مضيفاً ان <مهندسينا طوروا صواريخ جديدة محلية الصنع... ستحمل متفجرات أكثر من الكاتيوشا، ويبلغ مداها 24 كيلومترا>.
إلى ذلك، قتل مسلحون القيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس محمد تتر (25 عاما) فيما كان يسير بالقرب من مكتب هنية في منطقة تل الهوى في غزة، بينما أصيب عنصر آخر من كتائب القسام بجروح متوسطة.
وكان عنصران آخران من كتائب القسام قد أصيبا أمس، في منطقة عبسان شرقي مدينة خان يونس، جراء إطلاق النار عليهما من قبل مجهولين.
وقال المتحدث باسم كتلة حماس البرلمانية صلاح البردويل إن <الفاعل في كلا الحالتين يعمل وفق جدول الأعمال الصهيوني ويعمل كخفافيش الليل، ويريد أن يربك الساحة ويدخلها في فتنة جديدة>.
حماس
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد <هناك بحث في أكثر من خيار، ومنها قيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام .1967 نحن أيضا لسنا ضد المفاوضات مع دراسة جدواها، ولكن نطرح حلا نهائيا رزمة واحدة وليس على مراحل> مضيفا <ولكن في كل الخيارات المطروحة لا يمكن الاعتراف بإسرائيل>. وتابع <أحد الأسباب لدراسة هذه الخيارات اننا في السلطة ومن يده في النار ليس مثل الذي يده في الماء ولا بد من إيضاح الموقف السياسي للناس>.
وكان قياديون من مختلف الفصائل الفلسطينية، بينها حماس وفتح، معتقلون في السجون الاسرائيلية، قد أعلنوا الأسبوع الماضي مبادرة تشمل الاعتراف الضمني بإسرائيل وإقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال مسؤول بارز في حماس <يمكن القبول ب90 في المئة مما جاء في وثيقة المعتقلين من دون الاعتراف بإسرائيل. لن نكسب شيئا من الاعتراف. الاعتراف قد يمزق الحركة>. غير ان مسؤولا آخر من حماس شدد على ان وثيقة الاسرى <ليست قريبة من موقف حماس>.
المساعدات
وقال هنية في بداية الجلسة الاسبوعية للحكومة في غزة <أوجه النداء للمصارف العربية التي لديها أموال للشعب الفلسطيني بأن تكون أكثر جرأة لجهة تحويل هذه الاموال للداخل، وأطالب المصارف الفلسطينية ايضا بأن تعبر عن وطنيتها الصادقة والمعروفة من أجل استقبال هذه الحوالات ومن أجل تخفيف المعاناة عن الاسرة الفلسطينية وعن الموظف الفلسطيني>. أضاف <الحكومة تابعت كل الاجتماعات الإقليمية والدولية وترى أن هناك حراكاً في الموقف الأوروبي لجهة العدل والإنصاف ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني>.
وفي سياق الحصار الذي تفرضه اسرائيل على الفلسطينيين، أعلن مصرف <ديسكاونت> الاسرائيلي امس انه <في غضون ثلاثة أو ستة أشهر، ستكون ديسكاونت قد أوقفت كل نشاطاتها مع المصارف الفلسطينية وتقديم الخدمات المصرفية لها> مضيفا <جرى التوصل للقرار بعد العديد من المناقشات مع وزارة المالية وبنك إسرائيل>.
في المقابل، قررت الدنمارك منح مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 7 ملايين كورون (حوالى 940 الف يورو) لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).
أبو مازن
وقال ابو مازن، في كلمة أمام البرلمان الاوروبي في استراسبورغ، <الحكومة الفلسطينية يجب أن تعطى الفرصة للتكيف مع المتطلبات الاساسية للمجتمع الدولي>.
وقال ابو مازن، في مؤتمر صحافي عقده بعد مداخلته أمام البرلمان الاوروبي، ان <الشعب الفلسطيني يواجه كارثة إنسانية محققة، لذلك أطالب باعتماد آلية اللجنة الرباعية بسرعة> مضيفا <نحن في سباق مع الزمن، المسألة مسألة أسابيع لا أكثر، وعلينا أن نسرع في هذا الامر (آلية الرباعية) لتفادي الكارثة>. وتابع ان <الاموال مقطوعة وهناك 160 الف موظف لا يتقاضون رواتب كما ليس لدى المؤسسات الحكومية أموال، الحياة تتجمد والشعب سينفجر غضباً ما يؤدي الى فوضى لا نعرف نتائجها>.

المصدر: وكالات