حشد غربي لدعم المعارضة السورية والعمل على فكرة «المناطق العازلة»

11-08-2012

حشد غربي لدعم المعارضة السورية والعمل على فكرة «المناطق العازلة»

تحلّ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم، ضيفة على المسؤولين الأتراك، في توقيت بالغ الحساسية سورياً، مع اشتداد المعارك في حلب المجاورة، واقتصار المشهد السياسي الدولي حول الأزمة على المقاربة الايرانية.
أميركا التي فرضت عقوبات جديدة على شركة نفطية سورية أمس، تسعى إلى إيجاد توافق مع حليفها التركي حول إجرءات محتملة في المرحلة المقبلة، من بينها إقامة خمس مناطق عازلة في شمال سوريا حسبما ذكر تقرير إعلامي تركي، إلى جانب رفع مستوى دعم المعارضة المسلحة في الداخل.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الاميركية أن الولايات المتحدة تريد «إلقاء الضوء على نشاطات حزب الله في سوريا ودوره المركزي في اعمال العنف المتواصلة التي يقوم بها النظام السوري بحق الشعب السوري»، واتهمت الحزب بـ«تقديم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوما بعد يوم».
كما اتهم البيان حزب الله بـ«تسهيل» تدريب قوات الحكومة السورية على ايدي الحرس الثوري الايراني، وبأداء «دور اساسي» في طرد معارضين سوريين من لبنان.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية تعزيز عقوباتها على سوريا وفرضت عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع ايران، وذلك في إطار المساعي الأميركية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان إن «هذا النوع من التجارة يسمح لإيران بمواصلة تطوير برنامجها النووي وفي الوقت ذاته تزويد الحكومة السورية بالموارد لقمع شعبها».
من جهته، دعا وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي المرشح لخلافة كوفي أنان مبعوثا عربيا ودوليا لسوريا، مجلس الأمن الى توحيد الموقف تجاه الأزمة السورية. وقال الإبراهيمي في بيان أصدرته مجموعة «الحكماء» التي تضم عددا من الشخصيات العالمية إن «على مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية تبنّي موقف موحد من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة».
وأضاف الإبراهيمي إن «ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم». وأكد أن «على السوريين أن يجتمعوا معا كأمة واحدة من أجل التوصل الى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام بل على التسامح».
وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لدولته مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة اضافية تبلغ خمسة ملايين جنيه (6,3 ملايين يورو) لا تشمل اسلحة.
وفيما وصل عدد اللاجئين السوريين الى تركيا الى 53 الفا حسب ما اعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية، وفي كل بلاد الجوار السوري إلى حوالي 150 ألفا، ذكرت صحيفة «جمهورييت» التركية أن أنقرة تستعد لإقامة خمس مناطق عازلة داخل الأراضي السورية على عمق 20 كيلومترا وسط تزايد الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي والمعارضة وتحسبا لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الأراضي التركية.
وقالت «جمهورييت» إن «الحكومة التركية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تناقش إمكانية إصدار قرار بشأن إرسال قوات تركية إلى خارج البلاد، مع إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية من دون اللجوء إلى البرلمان التركي».
وتصل اليوم كلينتون إلى تركيا، وستتركز مباحثاتها بحسب مصادر إعلامية حول التطورات في سوريا، وأهمها إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بالإضافة إلى مناقشة «مكافحة الإرهاب».
من جهته، اعتبر إمام جمعة طهران المؤقت حجة الإسلام كاظم صديقي، أن القضية السورية تجسد ازدواجية الغرب في التعاطي مع القضايا الدولية. وقال صديقي «إن القضية السورية أمر مستغرب، وتجسد ازدواجية الغربيين»، موضحا أنه «رغم امتلاك الكيان الإسرائيلي لآلاف الرؤوس النووية والجرائم التي ترتكبها الأنظمة العربية الديكتاتورية، تركّز الدول الاستكبارية على القضية السورية، رغم أن سوريا بدأت الإصلاحات وبدأ البرلمان فيها نشاطه».
وانتقد بشدة منظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية بسبب «صمتها أمام الجرائم التي ترتكبها الجماعات المسلحة الإرهابية في سوريا»، مشيرا إلى أن «هؤلاء المجرمين مارسوا الكثير من أعمال العنف والجرائم في سوريا».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...