حروب صندوق النقد والبنك الدوليين الاقتصادية ضد الدول النامية

الجمل: احتفل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تموز 2004م، بمرور 60 عاماً على اتفاقية بريتون وودز، التي تم بموجبها إنشاء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بهدف تقديم الدعم لإعادة إعمار أوروبا التي دمرتها الحرب..
ولاحقاً بعد ذلك، تم توسيع اختصاص البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أجل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدان العالم الثالث..
* ماذا فعل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالعالم الثالث؟
يقول ستيفن لندمان الخبير في الاقتصاد السياسي الدولي، بأن التجارب العملية أكدت بأن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي قد أفلحا بشكل مدهش في إنجاز عكس ما ورد في قائمة أهدافهما..
ويشير الخبير ستيفن لندمان إلى الآتي:
• أدت الخصخصة إلى نهب ممتلكات القطاع العام.
• أدى القضاء على قواعد سلطة القطاع العام إلى فوضى اقتصادية.
• أدى الحد من النفقات إلى تدمير قطاع الخدمات الضرورية مثل الصحة والتعليم.
• أدى تجميد الأجور أو تقليلها إلى هبوط القدرة الشرائية على النحو الذي ترتب عليه إدماج ذوي الدخل المحدود ضمن دائرة البؤس والفقر.
• أدى فتح الأسواق لتدفقات رأس المال الأجنبي المباشرة وغير المباشرة إلى قيام الشركات متعددة الجنسية بنهب الموارد.
• أدى القضاء على الاتحادات النقابية إلى تفتيت وتشتيت القوى العاملة.
• أدى رفع الضرائب إلى انخفاض الأجور.
بالمقابل، كما يقول الخبير لندمان، فإن إنجازات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تحققت في العالم الثالث تمثلت في الآتي:
• سيطرة الكيانات الصغيرة على الاقتصاد.
• تزايد الدين العام بمعدلات هائلة.
• اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء.
• صعود الحركات الاجتماعية والسياسية المتطرفة، وعلى وجه الخصوص الأصوليات الدينية.
• تزايد الحروب الأهلية والصراعات الداخلية..
* ما هو البديل للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي؟
تقول المعلومات بأن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز يقوم حالياً بشن حملة شعواء ضد مثلث المؤسسات الاقتصادية الدولية (البنك الدولي – صندوق النقد الدولي – منظمة التجارة العالمية)، ويركز تشافيز حملته على أساس اعتبارات أن المؤسسات الاقتصادية الدولية أصبحت مثلها مثل الأجهزة الأمريكية الأخرى، التي تستخدمها إدارة بوش في شن العدوان ضد شعوب العالم:
• الجيش الأمريكي يقوم بشن الحروب العسكرية.
• المخابرات الأمريكية تقوم بشن الحروب الاستخبارية.
• البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية تقوم بشن الحروب الاقتصادية (المالية والنقدية والتجارية).
وقد أطلق الرئيس تافيز مبادرة أن تقوم دول العالم الثالث (أو دول الجنوب الفقيرة مقارنة بدول الشمال الغنية) بإنشاء ما أطلق عليه تسمية "بنك الجنوب".. ليقوم بعملية دعم دول العالم الثالث وتعزيز قدرتها من أجل مواجهة استغلال دول الشمال الغنية.
وقد انضمت إلى مبادرة تشافيز سبعة دول هي: الأرجنتين، البرازيل، أوروغواي، باراغواي، بوليفيا والإكوادور (ليس من بينها دولة عربية واحدة)، وأعلنت دول أخرى عن رغبتها في الانضمام هي: كولومبيا، وكوبا، إضافة إلى بعض دول أمريكا الوسطى، هذا وتقول المعلومات بأنه حتى الدول الأمريكية اللاتينية الواقعة حالياً تحت السيطرة الأمريكية، فقد بدأت تفكر وتنظر جدياً في أمر الانضمام إلى مبادرة الرئيس تشافيز، وهذه الدول هي: شيلي، بيرو، غيانا، وسورينام.
عموماً، فإن مقر البنك الجديد سوف يكون في العاصمة الفنزويلية كراكاس، ويقول الخبراء بأن قيام هذا البنك سوف يشكل ضربة قاصمة في ظهر صندوق النقد الدولي الذي تقول المعلومات بأنه استطاع أن يقيد دول أمريكا اللاتينية خلال عام 2005م بديون قاسية الشروط وصل حجمها إلى 81 مليار دولار..
يقول الرئيس الفنزويلي بأن هدف البنك هو تحرير دول العالم الثالث من السيطرة الاقتصادية الأمريكية، وعلى وجه الخصوص كسر قيود البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، المفروضة على اقتصاديات بلدان العالم الثالث، على النحو الذي يتيح لهذه البلدان بناء تنمية حقيقية مستقرة تتلاءم مع حاجياتها وظروفها، بدلاً عن بناء تنمية تتلاءم مع مصلحة أمريكا والغرب..

الجمل: قسم الدراسات والترجمة