حركة التداول ضعيفة في السوق السورية والحياة تعود لقطاع البناء..
لاتزال حركة التداول في أدنى مستوياتها رغم انقضاء الامتحانات العامة.. التي علل بها البعض برود الأسواق في الوقت الذي انخفضت فيه العديد من أسعار السلع المنتجة محلياً إلى مستويات غير معهودة فالباعة الجوالون بالسيارات والذين يستخدمون مكبرات الصوت يعلنون عن سعر كغ البطاطا المحلي في دمشق وضواحيها القريبة ما بين سبع ليرات إلى اثنتي عشرة ليرة.. والبصل بسبع ليرات أما البطيخ الأحمر فاستقرت أسعاره بين أربع ليرات وسبع.. وهنا يمكن أن يطرح سؤال كبير.. ما هو واقع المنتج والمزارع من أسعار البطاطا والبصل..؟ فإذا كانت السلعة تباع بسبع ليرات في أسواق دمشق فعلينا ان نتوقع السعر الذي باع به الفلاح من أرض الانتاج انه في أحسن الأحوال لا يزيد على الخمس ليرات.. أي انه خاسر بكل تأكيد.. الأسباب أضحت معروفة.. وواضحة فارتفاع أسعار السلع المستوردة كبّد الأسر السورية خسائر كبيرة، وموجة الغلاء في الأسواق المحلية دفعت المستهلكين السوريين إلى اتباع أساليب حياة جديدة تتمثل بالاقتصاد والترشيد وشراء أقل كمية من الأساسيات.. وبات مألوفاً جداً ان تجد المستهلك يبتاع نصف كغ من البندورة أو الخيار... إلخ، ويمكن القول: إن أسعار كل الخضر والفواكه المنتجة محلياً معقولة جداً... لكن المشكلة في أسعار الرز المادة الأساسية في معيشة كل السوريين إذ وصلت أسعارها إلى مستويات تثير الدهشة فالرز المصري ارتفع خلال قرابة عامين ثلاثة أضعاف فمن 25 ل.س إلى 85 ل.س والصنوايت من 35 ل.س إلى 110 ل.س، فطاحونة الغلاء العالمية هددت معيشة الفقراء.. وجعلت قطاعات انتاجية واسعة في كل انحاء العالم مهددة بالتوقف والوقوع في الخسائر.. والأسباب المعلنة الارتفاع المتواصل لأسعار النفط... لكن ما يجري من مضاربات وتحويل الحبوب إلى وقود حيوي هما السببان الأساسيان لموجة الغلاء العالمي، فقطاعات المواشي والدواجن أصبحت مهددة وافتقدت الكثير من عوامل النمو والاستمرار ووقع المربون ولا يزالون بخسائر كبيرة ما زالت تدفعهم نحو بيع جزء من القطيع لكي يوفروا الغذاء للجزء الباقي، وبخصوص أسعار الأعلاف في السوق المحلية لا تزال أسعار المواد المستوردة تواصل قفزاتها بين الفينة والأخرى فالصويا استقرت على ما حققته من ارتفاع في الأسبوع الماضي 28 ل.س للكغ والذرة بـ 21 ل.س أما الشعير فقط انخفض من 19 ل.س إلى 17.5 ل.س وكذلك التبن بـ 11 ل.س كما انخفضت أسعار الطحين والقمح بالسوق الحرة فالطحين بـ 27.5 ل.س والقمح المستورد بـ 21 ل.س والمحلي بـ 25 ل.س وهو غير متوفر بالكميات الكافية.
أما بالنسبة لأسعار اللحوم فكغ العواس بـ150 ـ 160 ل.س والفروج الحي بـ 67 ل.س والسعر الرسمي للمذبوح المنظف 100 ل.س علماً ان كلفة انتاج الكغ الواحد بالنسبة للمربي تقدر بـ90 ل.س أما البيض فسعره الرسمي 140 ل.س ومتوفر بالأسواق الشعبية.. كما ان كلفة انتاج البيضة الواحدة تزيد على خمس ليرات سورية.. ونتيجة لواقع ارتفاع أسعار الأعلاف فان مربي الدواجن والمواشي ما زالوا يواجهون الصعوبات والخسائر.. لكنهم يأملون بحلول ما ومستجدات معينة تؤدي إلى خفض الأسعار والعودة إلى دورة انتاج طبيعية تمكنهم من تعويض خسائرهم.
أما على صعيد حركة البناء والتشييد.. فقد بدأت الحياة تدب نوعاً ما في هذا القطاع بعد ارتفاع أسعار الرمل والحصى والحديد وقد عادت العديد من الورش لمزاولة عملها من جديد لكن بوتائر متدنية جداً.
أما فيما يتعلق بأجور خدمات المطاعم فيمكن القول انه لا ضابط لها.. إذ ان وجبة غداء لأسرة صغيرة في أحد مطاعم ريف دمشق تكلف بين 3 ـ 4 آلاف ليرة سورية.
أخيراً بيعت أونصة الذهب في بورصة نيويورك يوم أمس بـ828 دولاراً وبيع غرام الذهب في السوق السورية بـ1185 وكان سعر اليورو بـ 72.25 والدولار بـ46.10 ل.س.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد