جنود استراليون لحماية الحدود وساترفيلد يغري دمشق
أمرت اليابان، أمس، قواتها البالغ عديدها 600 عنصر بمغادرة العراق بشكل مستعجل، منهية بذلك أول انتشار عسكري لها في ميدان حرب منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أنها أعلنت أنها ستبقي على عمليات سلاح الجو، المتمركز في الكويت، لنقل البضائع والأشخاص لقوات الاحتلال في بغداد.
ويعمق إعلان طوكيو سحب قواتها من العراق، من حرج الولايات المتحدة وبريطانيا، ويظهر أنقطع الدومينو للتحالف بدأت بالسقوط، حيث كانت إيطاليا أعلنت الجمعة الماضي أنها ستسحب كل جنودها، البالغ عددهم حوالى ,2200 من العراق في غضون ثلاثة أشهر، على أن يخفض العدد إلى 1600 قبل نهاية حزيران الحالي.
ويأتي انسحاب القوات اليابانية، التي قدمت مساعدات لإعادة إعمار مدينة السماوة في جنوبي العراق منذ كانون الثاني ,2004 ليغلق ملفاً لم يكن يحظى بتأييد شعبي في اليابان لرئيس الحكومة جونيشيرو كويزومي، الذي ينهي مهامه في أيلول المقبل، وإنما كان يعتبر وسيلة لتثبيت وجود طوكيو كقوة عسكرية إلى جانب كونها قوة اقتصادية.
وقال كويزومي، الذي يزور واشنطن الأسبوع المقبل في جولة وداعية، في مؤتمر صحافي في طوكيو،بعد التشاور بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والقوات المتعددة الجنسيات وبريطانيا واستراليا، اتخذت هذا القرار لأنني أعتبر أن المهمة الإنسانية حققت إنجازاً في المنطقة، إلا انه تعهد بأن تواصل طوكيو دعم الحكومة العراقية الجديدة.
وقال متحدث باسم وكالة الدفاع اليابانية إن القوات أعطيت أوامر فورية بالانسحاب، فيما ذكرت وكالةكيودو للأنباء أن العملية ستنتهي في نهاية تموز المقبل. وكانت اليابان تعتمد على القوات البريطانية والاسترالية لحماية قواتها في السماوة، عاصمة محافظة المثنى، التي كان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعلن، أمس الأول، أن القوات العراقية ستتسلمها في تموز المقبل.
وقال المدير العام لوكالة الدفاع اليابانية فوكوشيرو نوكاغا، في بيان،لقد قررنا سحب قوات الدفاع الذاتي والسماح لقوات الدفاع الجوية بالبقاء في العراق، موضحاً أن سلاح الجو، الذي ينتشر في الكويت، سيشكل فريقاً جديداً مكلفاً نقل الأشخاص والبضائع إلى قيادة قواتالتحالف في بغداد.
أستراليا وسوريا
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الاسترالي بريندان نيلسون أن بلاده ستنقل 460 جندياً كانوا يحمون اليابانيين من السماوة إلى قاعدة طليل في شمالي محافظة المثنى، لمساعدة الجيش العراقي في تأمين الحدود مع سوريا.
وقال الوزير الاستراليدور جنودنا في المثنى سيتغير، إننا نتفاوض مع السلطات العراقية ومع شركائنا في الائتلاف خصوصا البريطانيين. هناك احتمال لان يتزايد الخطر على جنودنا. إننا لا نهون من شأن المخاطر.
من جهة أخرى جدد منسق السياسة الأميركية في العراق ديفيد ساترفيلد، نائب السفير الأميركي لدى العراق، الاتهامات الاميركية لسوريا بدعم الإرهاب في العراق، معتبرا أن دمشق ستحصل على كافة القدرات المتوفرة في العالم، لتمكينها من ضبط حدودها، في حال صممت على أن تتصرف وتدخل التغييرات الإستراتيجية المطلوبة.
وقال ساترفيلد، في مقابلة مع وكالة يونايتد برس إنترناشونال في لندن، إن واشنطن تريد رؤية مساع أكبر من جانب الحكومة السورية، تطال الشبكات، التي تسمح بالعنف وتعبر من أراضيها إلى العراق لاقتراف أعمال عنف، (بينها منعها) من الإقامة في سوريا، مضيفاالحقيقة أن غالبية الانتحاريين دخلوا إلى العراق عبر الأراضي السورية خلال العام الماضي، وحتى أيامنا هذه، وهذا التجاوز يجب أن يتوقف حالا.
واعترف ساترفيلد، كبير مستشاري وزيرة الخارجية، أن دمشق اتخذت بعض الخطوات على الحدود، إلا انه اعتبرها خطوات غير إستراتيجية، ومجرد خطوات تكتيكية، وهناك الكثير مما يتوجب عمله من جانب الحكومة السورية، لكن للأسف لا نرى أن هناك أي شكل من أشكال التعاون الهادف من قبل الجانب السوري.
وقال ساترفيلد إن دمشق ستحصل على كافة القدرات المتوفرة في العالم، لتمكينها من ضبط حدودها ومنع تسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق، في حال صممت على أن تتصرف وتدخل التغييرات الإستراتيجية المطلوبة، لكنها وحتى الآن لم تتخذ هذا الإجراء. وكانت سوريا شكت من أن واشنطن لم ترد على طلبها التزود بمعدات لمراقبة حدودها، التي تتجاوز 600 كيلومترا، مع العراق.
وحول ما إذا كانت واشنطن تملك أدلة حول الاتهامات التي تسوقها ضد دمشق، قال ساترفيلد بالطبع، نحن والحكومة العراقية لدينا كل الأدلة المتوفرة في العالم، وهي أدلة يعرفها النظام السوري جيدا، مضيفا لن أدخل في جدل حول هذه الأدلة، لكنني سأشير إلى أن الحكومة السورية تدرك جيدا، كما كانت تدرك من قبل، الخطوات الضرورية المطلوبة لجعلها شريكا حقيقيا في العراق الجديد، وشريكا حقيقيا بالفعل لدول أخرى في المنطقة ترغب في إنجاح عملية تحويل العراق إلى بلد حر مسالم.
واعتبر ساترفيلدأن هناك الكثير من الجوانب الأخرى اختار النظام السوري الا يكون الشريك المطلوب فيها، رافضا التعليق على تقارير صحافية ذكرت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم يخطط لزيارة بغداد لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحاأن هذه اللغة الطنانة لا تعني شيئا، والكلمة الوحيدة التي سنأخذها بعين الاعتبار هي التغيير الحقيقي والجوهري في سلوك سوريا، والتي سنعرف نحن والحكومة العراقية طبيعته حين نراه على أرض الواقع.
زيباري
وفي لندن، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مؤتمر صحافي مع نظيرته البريطانية مارغريت بيكيت، إن ميسان في جنوبي شرقي العراق ستكون المحافظة الثانية، بعد المثنى، التي ستتولى القوات العراقية شؤون الأمن فيها. وينتشر في ميسان 400 جندي استرالي ونحو 250 جندي بريطاني.
واعتبر زيباري أن انسحاب البريطانيين سيتيح لهم بالتأكيد إعادة الانتشار، ولدينا خطط لتسريع هذه العملية، مضيفا نأمل أن تتسلم القوات العراقية السيطرة على الوضع بحلول نهاية العام.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد