ثلاثون طالبا سوريا ضحايا عملية ابتزاز برعاية سفارة قبرص بدمشق

الجمل ـ إدلب ـ مصطفى حمزة : لإن  التعليم الجامعي أصبح في بلدنا بعيد المنال على الكثير من أصحاب المواهب والرغبات، ويكاد يكون حكرا على من أمضوا وقتهم في الدورات الخصوصية لتخزين المعلومات وتحصيل العلامات التي تخولهم حجز مقعد في الجامعة كيفما كان وأياً كان الاختصاص بالرغم من محدودية الاختصاصات في جامعاتنا مقارنة بجامعات العالم، تقدمت وابنتي ( مع الأحرار ) للحصول على الشهادة الثانوية ودون توقع للنتائج على أمل أن يدخل كل منا في إحدى  جامعات الوطن ليدرس الاختصاص الذي يختاره.
نجحنا وحصلنا على الشهادة الثانوية عام2006 م إلا أن العلامات لا تخولنا الدخول إلى أي فرع من جامعاتنا والتعليم المفتوح لا تتوفر فيه الاختصاصات المتوافقة مع أمنياتنا !
فكرنا بالجامعات الأجنبية وبدأت رحلة البحث عن القبول الجامعي لدى بعض الدول الأجنبية مع الأخذ بالاعتبار الفرع الذي نرغبه والقسط الذي يمكننا تسديده دون معاناة ،وذلك من خلال المكاتب ذات الشأن التي أخذ البحث عنها وقتاً ليس بالقصير . وبعد عدة رحلات الى دمشق واتصالات أجريت هنا وهناك ومن خلال الدعايات المنشورة تمكنا من الوصول إلى بعض هذه المكاتب التي تأملنا بها خيرا بحسب ما أوحت اليافطات البارزة على واجهاتها، و القصص التي كان يرويها أصحابها وعن علاقتهم الوثيقة بالسفراء بدءًا من ولائم الغداء وإلى السهرات ، وظننا المستقبل المشرق ينحني بين أيدينا دون أي عناء.
وقع الاختيارعلى أحد العروض المقدمة من مكتب الريم للخدمات الجامعية حيث زعم صاحبه أنه منتدب لعدة جامعات في العالم ومنها جامعات قبرص والتي اخترنا منها ((GLOBAL.COLLEGE)) و((FREDERICKINSTITUTEOFTECHNOLOGY))
 ثم سألني صاحب المكتب د. ع .ع : إن كان لدي ولد يحمل الشهادة الإعدادية يمكن تدريسه معهد إدارة أعمال حيث بإمكانه جلب قبول له من الجامعة المذكورة أيضاً وافقت على العرض المقدم:
 1 _ الإعلام أو الدراسات الدبلوماسية لي
 2-  تصميم الأزياء  لابنتي
3- ولولدي معهد إدارة أعمال.
ثم أعطانا ورقة مدون فيها مجموعة من الطلبات . بعدها تم الاتصال بالسفارة والسؤال عن الشروط المطلوبة والتأكد من الحصول على الفيزا إذا ما تم استخراج الأوراق المطلوبة وتصديقها من عدة جهات حكومية، تحتاج لقطع مئات الكيلومترات بين هذه وتلك من إدلب إلى حلب ثم إلى دمشق العاصمة من أجل الترجمة والتصديق من العدلية والخارجية ومن ثم الإرسال عبر البريد السريع ((DHL)) ومن ثم تسديد الأقساط الجامعية على مرحلتين : الأولى عند التسجيل والأخرى عند الحصول على القبول الجامعي.
باشرنا بإعداد الأوراق والإجراءات المطلوبة في الشهر التاسع أيلول من عام 2006  انتهينا في 28 من كانون الثاني عام 2007 ، ثم تقدمنا للسفارة القبرصية في دمشق بالأوراق الأخيرة مصطحبين الشهادات المصدقة بالإضافة إلى أوراق ثبوتية أخرى مع القبولات الجامعية والكفالة المصرفية وإيصالات الدفع المحولة إلى الجامعة عبر البنوك المختصة، وإيصالات القبض من الجامعة.
وبناء عليه قابلنا القنصل وبرفقته المترجم والمستشار كما أعتقد، و بعد أن قلب بالأوراق سألني إن كانت الأوراق الأخرى لولدي فأجبت نعم.
 وبعد  أن نظر في أوراقي وتصفحها قال: القسط الجامعي المدفوع من قبلك غير مكتمل! سألته كيف؟ . أجاب : ينقص 200 دولار.
 فقلت له إني دفعت المبلغ كاملاً مع أجور التحويل لكن ربما كان فارق العملة.
 فطلب مني دفع المبلغ المتبقي قبل الساعة الحادية عشر من اليوم التالي، مع إشعار بالمبلغ المحول، وأخر من الجامعة، وإرساله إلى فاكس السفارة  .
قمنا بتنفيذ المطلوب وحضرنا بكامل الأوراق الى السفارة و خرج إلينا المستشار وأخذ الأوراق المتبقية، وتم تأجيلنا ثلاثة أيام مكثنا خلالها في دمشق لنعود إلى السفارة ونفاجأ بتأجيل آخر ثم آخر حتى السادس من شباط الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر حيث موعد استلام الجوازات. حيث ظهر شخص يحمل الجوازات ـ كنا يوم ذلك حوالي ثلاثين طالباً تقريباًـ  وأخذ ينادي كل منا باسمه ليسلمه الجواز ، وبعدما استلمنا الجوازات اكتشفنا أن السفارة رفضت منح الفيزا. لكل الطلاب الذين تواجدوا في ذلك اليوم ، دون توضيح أسباب الرفض !! تعالت الأصوات مطالبة بمقابلة السفير القبرصي لبيان الأسباب ، فلم تتم الاستجابة والموظف الذي سلم الجوازات قال أنه لا يستطيع التعليق على ما حدث ، ووجهة نظر السفارة سوف تبين للهجرة والجوزات وللجامعات القبرصية المعنية فقط !!!!!!
احتج الطلاب لأنهم هم المتضررين ويحق لهم معرفة أسباب رفض منحهم الفيزا بعد هذه الرحلة الشاقة والأموال التي أنفقوها للتسجيل في الجامعة وإعداد الوثائق المطلوبة والوقوف المذل على أبوب السفارة، كما من حقهم أن يخرج اليهم سعادة السفير ليوضح لهم لماذا لم يتم رفض منحهم الفيزا قبل تكبيدهم الخسائر المادية والمعنوية ، بل أن السفارة بدت وكأنها شريك في عملية احتيال دولية ،تستغل أحلام الناس ورغبتهم بمتابعة الدراسة..لا بل أن السفارة القبرصية لم تتوان عن تسليط الشرطي الذي يحرس بابها كي يهدد الطلبة وهو يحرك بندقيته بالاتصال بقسم الشرطة التابع له لارسال تعزيزات ليتم اعتقالهم . كما لم يوفر الشتائم ليمطر ضحايا السفارة القبرصية ..
 حالة الإحباط التي اصابتني وأبنائي كما اصابت العشرات غيرنا جعلتني أعود أدارجي لا ألوي على شيء ، متجنباً النظر في وجه ابني خجلاً واسفاً فيما هو يركل الارض تحت قدميه ، صمت لا أملك ما أقوله لولدي الذي قتلت أحلامه قبل أن تتفتح براعمه .
ودون أن أكلمه قال لي : لو أن بلدنا يحترمنا .. لاحترمنا هؤلاء الذين يقيمون سفاراهم على أرضنا ..
 زادني  كلامه خجلاً وصمتت لا أملك جواباً .. ثم أردف متسائلاً أيضاً : أبي .. لم
أرد عليه . أبي :  هم يريدون أن يضحكوا عليناولا يريدون منا أن نتعلم في بلادهم .
لدى عودتنا الى بيتنا في إدلب اتصلت بالسفارة على أمل معرفة سبب الرفض لكن دون جدوى
فسألت عن كيفية تحصيل الأموال التي تم دفعها فأجابونا أنهم غير مسؤولين عن إعادة أموالنا.
سألت : طالما انتم غير مسؤولين عن تحصيل ما دفع للجامعة ، لماذا طالبتم بإكمال النقص في المبلغ المدفوع للجامعة وهو 200 دولار . لماذ انتم ملتزمون أمام الجامعة وغير ملتزمين حيال تعرضنا لهذه الخسارة؟
 زعمت العاملة في قسم الفيزا أنها لا تدري .
الخلاصة :
نتقدم بشكوانا هذه الى وزارة الخارجية السورية ، ونطالبها بشيء من العناية والاهتمام بمواطنيها ، وحمايتهم من الابتزاز والاحتيال اللا أخلاقي  الذي يمارس عليهم من قبل بعض السفارات الأجنبية على ارضهم ، لاسيما إني وأمثالي قدمنا كل المتطلبات اللازمة وحققنا كامل الشروط بالإضافة إلى دفع رسوم التفييز إلى السفارة القبرصية بالإيصال رقم ( NO . 062290   ) والإيصال رقم (NO . 062291   )فأين يذهب أحدنا بعد أن انقضى الوقت ولم تبق جامعة في العالم الآن يمكن التقدم لها فهل يعقل أن نستلم الرفض بعد انتهاء التسجيل في معظم جامعات العالم ؟؟؟ ثم من يتحمل أعباء المصاريف والمبالغ التي تم انفاقها كل هذه الفترة حيث تجاوزت قيمتها قيمةالقسط الجامعي السنوي في تلك الدولة . وهل يقبل مواطنو قبرص أن يعاملوا في بلادنا ، كما تمت معاملة السوريين في السفارة القبرصية على ارضنا ؟
سؤال لسعادة السفير القبرصي :
إن كان سبب الرفض هو خشيتكم من عملنافي بلادكم ...! أعتقد أن الأقساط التي دفعتها للجامعات ، لا يمكن لأي عمل في بلادكم بأفضل أجر يعطى لعربي أن يغطي جزءًا منها.
أما إذا كانت المشكلة أعقد من ذلك ونجهلها ..!  فما نرجوه منكم ألا تسخروا من إنسانيتنا وبلغوا جامعاتكم أن تمتنع عن إرسال القبولات الجامعية لأبنائنا. وأن لا تأخذ الأموال (الرسوم) قبل موافقتكم الميمونة على منح شرف الفيزا.
كما اتوجه الى منظمات حقوق الإنسان في سوريا والوطن العربي والعالم ، لينظروا بهذه الجناية التي ترتكب بحق إنسان يحلم بمتابعة التحصيل العلمي ، وكيف يتم استغلاله ابشع استغلال وبالتعاون مع الجهات الرسمية الممثلة بالسفارة .

الجمل