توزيع الغذاء على اللاجئين العراقيين في سورية عبر الجوال
بدأت منظمة برنامج الأغذية العالمي بتطبيق نظام إلكتروني في توزيع الحصص الغذائية المخصصة لمساعدة اللاجئين العراقيين في سورية، عبر رسائل نصية بواسطة الهاتف الجوال، وهي طريقة تطبق لأول مرة في العالم وتم البدء بها في سورية.
وقال مهند هادي، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سورية، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا البرنامج «مشترك بين منظمة الغذاء العالمي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبالتنسيق مع الجهات الحكومية السورية المعنية»، وأضاف أن مرحلة تجريبية تم البدء بتطبيقها الشهر الجاري، ويستفيد منها نحو ألف عائلة عراقية تعيش في سورية، حيث يتم إرسال رمز معين للاجئ عبر رسالة نصية بالهاتف المحمول، وهي عبارة عن رقم رصيد معين مخصص لشراء حصة من المساعدة الغذائية التي تقدمها المنظمة، وبموجب الرقم أو الرمز يتمكن المستفيد من الحصول على احتياجاته من المواد الغذائية من مراكز معينة تابعة للمؤسسة العامة للخزن والتسويق السورية، وهي تابعة لوزارة التجارة والاقتصاد.
وأكد هادي: «إنها المرة الأولى التي يطبق فيها هذا النظام، وهو أفضل كونه يتيح للمستفيد أن ينتقي حاجته من المواد الغذائية بدل مواد قد تفرض عليه ولا يرغب بها ضمن الحصة الغذائية الممنوحة، فمثلا يمكنه استبدال حصة الطحين بحصة أرز، أو يأخذ تونة بدل الجبنة، وذلك حسب احتياجه من المنتجات الغذائية المتوفرة في المؤسسة الاستهلاكية»، أما المبلغ المخصص لكل شخص فيقول مهند هادي إنه في «المرحلة التجريبية يعادل خمسين في المائة من الحصة، والتي تعادل قيمتها 44 دولارا للشخص، تمنح كل شهرين، ووفق البرنامج تم تخصيص 22 دولارا من قيمة الحصة العينية للحصول على المواد التي يحتاجها من المؤسسة الاستهلاكية».
وعن فائدة ذلك قال مهند هادي: «إن اللاجئين الذين طبقوا هذه الطريقة كانت انطباعاتهم إيجابية لأنه بهذه الطريقة لن يأخذوا مواد ليسوا بحاجة إليها، كما أنه يحق لهم شراء ما يحتاجونه فقط سواء خلال مرة واحدة أو على عدة مرات إلى أن ينتهي الرصيد، وبعد كل عملية شراء ترسل إليه رسالة نصية تبلغ بالرصيد المتبقي».
وفيما تقتصر مساعدات برنامج الأغذية العالمي على تقديم حصص غذائية، تسعى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في سورية لتوسيع المجلات الممكنة لتقديم المعونة للاجئين، وهناك نحو 215 ألف لاجئ عراقي مسجل لديها، بينهم 120 ألف لاجئ يستفيدون من المساعدات الغذائية، والأشد حاجة بينهم يتقاضون رواتب مالية بقيمة نحو 150 دولارا شهريا لرب العائلة، بالإضافة إلى 12 دولارا لكل فرد يحتاج إلى إعالة، أي للأطفال.
مسؤولة الإعلام للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في دمشق فرح دخل الله قالت ان أعداد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية تزيد، وهناك كل شهر مسجلون جدد، لافتة إلى أن العدد الإجمالي نقص في الأعوام الأخيرة عما كان عليه الرقم عام 2006 ـ 2007، والذي تجاوز 250 ألف مسجل لدى المفوضية، والآن هو 215 ألفا، فمنهم من توطن في بلد ثالث ومنهم عاد، لكن هذا لا يعني أن هناك لاجئين جددا. وأضافت أن المسجلين الجدد ليس بالضرورة هم قادمون حديثا إلى سورية، بل منهم من كان مقيما منذ سنوات ولم يسجل لدى المفوضية إلا بعد نفاد ماله. وحول نوع المساعدات التي تقدمها المفوضية قالت فرح دخل الله إن المفوضية تبذل جهودا كثيرة مع الحكومة السورية وجهات أخرى مثل الهلال الأحمر السوري لتأمين الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، فالمدارس والمشافي والجامعات الحكومية تستقبل اللاجئين العراقيين وتقدم لهم خدماتها المجانية، وتقوم المفوضية بتقديم الدعم لتلك الجهات لمساعدتها وتشجيعها لتوسيع مجالات مساعدتها.
ويشار إلى أن الرقم المتداول عن أعداد اللاجئين العراقيين في سورية نحو مليون ومائة ألف لاجئ، والمسجل منهم 250 ألف لاجئ فقط.
وكانت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إميليا كاسيلا في جنيف قالت يوم أمس إن نظام «القسائم الإلكترونية» وقيمتها 22 دولارا للأسرة الواحدة كل شهرين يعتبر إضافة للمساعدات التقليدية التي نادرا ما تحتوي على أغذية طازجة. وأعلنت انطلاق المشروع بدعم من شركة «إم تي إن» السورية للهواتف المحمولة.
وأضافت في مؤتمر صحافي مقتضب في جنيف: «سيتمكنون من استبدال القسائم الإلكترونية بالأرز والدقيق والعدس والحمص والزيت والأسماك المعلبة، وكذلك الجبن والبيض، وهي أغذية لا تشملها عادة سلة المساعدات التقليدية»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».
سعاد جروس
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد