تلفزيون العيد

21-12-2007

تلفزيون العيد

يبدو التلفزيون العربي خلال أيام الأعياد مطمئناً لقديمه وغير عابئ أبداً بالبحث عن أي جديد، فكيف بالإعداد لهذه المناسبة وإنتاج برامج خاصة بها. من هنا تعج الشاشات خلال هذه الفترة بمجموعة من المسرحيات العربية الكوميدية التي صار عرضها أشبه بتقليد يتكرر من دون تغيير ولو طفيفاً، كذلك عرض بعض الأفلام التي سبق أن شاهدها الجمهور مرات كثيرة، خصوصاً أفلام الأبيض والأسود القديمة.

ويمتد التكرار إلى البرامج التي تتحدث عن المناسبة مباشرة من دون أي محاولة لبذل جهد جدي من أجل تقديم الجوانب الكثيرة التي تتعلق بالعيد أو حتى التي تترافق معه كظواهر اجتماعية بما في ذلك شكل الاحتفال به، أو بعض أشكال الفرح الطفولي، وما يتخللها من عبث خطير بالألعاب النارية أو ركوب الأراجيح الخطرة أو غير ذلك من أشكال الاحتيال التي يمارسها بائعون متجولون بحق أطفال وصبية يجدون أنفسهم خلال العيد وقد حصلوا على قروش قليلة لم تكن لتتوافر لهم في الأيام العادية.

العيد في بث تلفزيوني كهذا لا يتجاوز التسلية في ما يقدم، بل إنه يفشل حتى في تقديم تسلية متميزة وذات ملامح وأشكال جديدة مع أنه كمناسبة ذات تاريخ محدد ومعروف سلفاً يمكن الإعداد له وإنتاج برامج تناسبه كمناسبة دينية وأيضاً كحدث اجتماعي يهم كافة أفراد العائلة العربية.

تحتاج الأسرة العربية في أيام العيد إلى اهتمام تلفزيوني أكبر يذهب إلى حدود التعرف إلى كل ما تحتاجه هذه الأسرة من معلومات وإلى الترفيه بمعناه الإيجابي الذي يمنح مشاهد الشاشة الصغيرة فرصة رؤية برامج ومسرحيات وأفلام سينمائية تعرض له للمرة الأولى. وفي الوقت ذاته يحتاج إلى رؤية حياته هو بالذات على الشاشة وليس إلى مواصلة الشعور بالاغتراب عن برامج تلفزيونية لا علاقة لها بشؤونه وقضاياه كما يحدث ويتكرر في قنواتنا التلفزيونية منذ أكثر من عقدين طويلين.

كان لافتاً في أحد الأعياد الماضية استضافة قناة فضائية أبطال مسرحية «العيال كبرت»، ما مكّن المشاهد من رؤية هؤلاء الممثلين في أعمارهم الحقيقية وقد بدوا في سن الكهولة، بينما هو لا يزال يشاهدهم في كل عيد شباباً في مقتبل أعمارهم، لنكتشف كم هي فادحة عادة تكرار تلك العروض كل عيد من دون تغيير.

راسم المدهون

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...