تعاون الاستخبارات التركية والإسرائيلية في حل أزمة الاعتصامات التركية

17-06-2013

تعاون الاستخبارات التركية والإسرائيلية في حل أزمة الاعتصامات التركية

جولة (الجمل) على الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:

حماية أردوغان من قبل أميركا لتسليح المعارضة السورية

كتبت الصحفية أصلي أيدين باشطاش في صحيفة ملّييت عن التنسيق الأميركي التركي من أجل تسليح المعارضة السورية وإنعكاس ذلك على الاحتجاجات المتعاظمة في تركيا. تقول أيدين باشطاش:
بعد مرور هذه المدّة على اندلاع الاحتجاجات في تركيا قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التفاوض مع حركة "تضامن تقسيم", وظن أنه يستطيع التوصل إلى تسوية تنهي حالة الاحتجاجات التي عمت البلاد.
كما صرّح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس بأن سوريا تجاوزت جميع الخطوط الحمر وأن الأسد بات يستخدم أسلحةّ كيميائية ضد شعبه. أساساً تم إبلاغ أنقرة بهذه التصريحات قبل الإدلاء بها بعدة أيام, وأنقرة على علم مسبق منذ شهر بأن الباب سيفتح أمام تسليح المجموعات غير الراديكالية ضمن المعارضة السورية.
تابعوا معي:
تناول الإعلام التركي موضوع زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض الشهر الماضي بطريقة أظهرته كأنه ولم ينل مبتغاه في هذه الزيارة, وأن زيارته كانت بصدد ضرب مؤتمر جنيف حيث عاد خائب الأمل ولم يستطع إقناع البيت الأبيض بل وعلى العكس, أقنعه الأميركيون بأن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسياً.
ولكن الموضوع ليس كذلك, ذهب أردوغان إلى الولايات المتحدة الأميركية محملاً بملفات تدين الأسد بتورطه بإستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه, كما حاول إقناعهم بفتح باب التسليح للمعارضة السورية بشكل علني. ذهب أردوغان إلى أميركا متوتراً وعاد مرتاحاً.
بحسب ما فهمت من هذا اللقاء أن أردوغان استطاع إقناع الأميركيين بتسليح المعارضة السورية, ولو أن هذا التسليح لن يحصل بالقدر المراد له, حيث سيبدأ التسليح مع إنتهاء مرحلة الانتخابات الإيرانية.
ومن ضمن الإشاعات الرائجة؛ أنه يتم تقوية وتجهيز العناصر المعتدلة من غير جبهة النصرة, كما يتم تجهيز الحدود التركية مع حلب بكامل التجهيزات اللازمة لضمان صمود المعارضين المسلحين لتفادي سقوط مدينة حلب في قبضة الجيش السوري كما حصل في مدينة القصير.
من الواضح أن أميركا دخلت في هذه الخطة بالتنسيق مع تركيا ابتداءً من هذا الأسبوع ولو أنها لم تعلن منطقة حظر جوي. كل هذه القرارات تم الاتفاق عليها في الغرفة الحمراء في مأدبة العشاء التي حضرها أردوغان مع أوباما في البيت الأبيض.
إذاً ماذا سيحصل؟ لحد الآن لم تجد أميركا البديل الجدي للنظام في سوريا, كما أن تركيا لا تريد الانهيار الكامل لأنظمة الدولة في سوريا, وليس من مصلحة أحد تقوية تنظيم القاعدة على حساب أي طرف في الدولة السورية. لهذا السبب سيكون الدعم المقدم للمعارضة خجولاً ولن يتضمن مضادات طيران أو أسلحة الـMANPAD أو ما شابه. الخلاصة: سيتم إغراق المعارضة بالسلاح ولكنه لن يكون كافياً لإسقاط النظام القوي في سوريا.
أما في الجانب الآخر سيسعى الأسد إلى دعم مؤتمر جنيف للخروج بحلٍ سياسي مدعوماً بالضربات العسكرية الموجعة التي أنزلها بالمسلحين. ومن المحتمل أن تطول الأزمة في سوريا فترة من الوقت.
بالعودة إلى أحداث حديقة كيزي والمظاهرات التي تعم البلاد في تركيا؛ لماذا تتالت التصريحات الأميركية حولها؟ ولماذا قامت قناة CNN الأميركية ببث مباشر وإجراء برامج لتناول هذه الأحداث؟ هل قررت أميركا إنهاء دور أردوغان؟ لا أعتقد. ولكن أميركا قلقت على أردوغان جراء الأحداث في تركيا لأنه ما زالت هناك مشاريع وخطط ومساومات ضخمة على الطاولة بانتظار تنفيذها. كل ما في الأمر أن التصريحات الأميركية جاءت بصدد ضبط أعصاب أردوغان وتحذيره من التهور بقصد المحافظة عليه وكأنهم يقولون له "إلى أين أنت ذاهب؟ لم نتناول الفاكهة بعد...!"
(أصلي أيدين باشطاش – صحيفة: ملّييت)

تعاون الاستخبارات التركية والإسرائيلية في حل أزمة الاعتصامات التركية

كتب الصحفي أتيلا أكار في صحيفة يورت مقالاً تناول فيه ما دار في اللقاء ما بين رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان ورئيس الموساد الإسرائيلي تامر باردو، وعلاقة اللقاء بأحداث ميدان تقسيم, وعن الدعم الإسرائيلي المقدم لتركيا لتجاوز محنتها في هذه الأيام العصيبة التي تمر فيها حكومة حزب العدالة والتنمية. ويقول أكار:
منذ عدة أيام أتى رئيس الموساد تامر باردو إلى تركيا بشكل سري في إطار زيارة خاطفة، وأجرى لقاءً مع نظيره رئيس الاستخبارات التركية وتناولا الموضوع السوري والإيراني وموضوع حديقة كيزي والأحداث الجارية في اسطنبول وباقي المحافظات التركية. ما فاجئني ليس اللقاء بحد ذاته ولا موضوع مؤتمر جنيف أو العلاقات الاستخباراتية الثنائية بين البلدين, ولكن موضوع حديقة كيزي واعتصامات ساحة تقسيم كان محل استغراب لدي كما لدى معظم وسائل الإعلام.
أبلغ باردو لفيدان أنه يوجد تنسيق مشترك بين عناصر الثورة الإيرانية وجهاز المخابرات السوري في أعمال ضد الدولة التركية. كان الحديث يدور دائماً عن مدى تغلغل المخابرات الأجنبية ضمن أحداث ساحة تقسيم. وخطرت في بالي التساؤلات التالية:
هل ستوجه أنقرة أصابع الاتهام إلى الاستخبارات الإيرانية والسورية بعد الملفات التي قدمت لها من قبل إسرائيل بعد أن كانت تتهم سابقاً "لوبي الفوائد" والقوى الغربية بالوقوف خلف الأحداث؟
من المعلوم أن إيران وسوريا غير راضيتين عن سياسة أردوغان في المنطقة. بالتأكيد هم يتمنون وقوعه في مواقف صعبة, ولكن هل أجهزة الاستخبارات السورية والإيرانية منظمتان جيداً لدرجة تجييش وتنظيم هذا الكم الهائل من الشعب التركي؟
ما الذي قدمته إسرائيل ومقابل ماذا قدمته؟
إذا كانت مؤامرة رأس المال العالمي صحيحة بخصوص أحداث حديقة كيزي وميدان تقسيم, فهل من الممكن أن يكون رأس المال هذا، -بما أنه يتكون بشكل رئيسي من اللوبي اليهودي-،قد عرض تقديم بعض المساعدات؟
لكم الحكم...
(أتيلا أكار – صحيفة: يورت)

التقارب الإسلامي والقومي ضد أحداث تقسيم

لفت الكاتب عمر شاهين في مقالته التي كتبها في صحيفة راديكال عن التقارب بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في الوقوف ضد المعتصمين في ميدان تقسيم. يقول شاهين:
من الواضح أن أحداث حديقة كيزي أدت إلى اتفاقات وتنافرات عديدة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك؛ نستطيع رؤية تقارب حزب العدالة والتنمية الحاكم مع حزب الحركة القومية المعارض. كان هذان الحزبان ألد الأعداء لبعضهما فيما يتعلق بملف التفاوض مع الأكراد, ولكنهما الآن أشبه بركاب نفس السفينة ويحكمهما المصير نفسه.
من أبرز المظاهر التي رأيناها خلال المسيرة التي نظمها حزب العدالة والتنمية تحت عنوان "احترام الإرادة الشعبية" استقبال المتظاهرين القوميين لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالأعلام ذات الأهلة الثلاثة (علم حزب الحراك القومي) في مدخل ميدان المسيرة.كما رفعت إحدى المجموعات أعلام حزب الحركة القومية وقد كتب عليها هذا البيت المشهور للشاعر التركي الشهير ناظم حكمت "إن لم تحترق أنت، ولم أحترق أنا، ولم نحترق نحن، كيف سنخرج من الظلمات إلى النور". كما كتب على اللافتات "قف شامخ الرأس لا تنحني, القوميون العنصريون معك إلى النهاية". ولم يقف أردوغان مكتوف الأيدي أمام هذه اللفتة, فالتفت نحو هذه المجموعات ووجه لهم سلاماً خاصاً مقدماً شكره لحزب الحركة القومية على هذه الوقفة. كما شكر حزب السعادة وحزب السلام الكبير أيضاً, ولكن اهتمامه الكبير بحزب الحركة القومية كان لافتاً. ويخطر على البال تأثير مليح كوكتشيك (رئيس بلدية أنقرة وقيادي في حزب العدالة والتنمية) عندما نرى هذه التركيبة من التكتلات. إذ يمكن القول أن كوكتشيك، الذي ضمن ترشيحه عن قوائم الحزب في الانتخابات المقبلة بسبب الأحداث الأخيرة, كان دائماً يستخدم اليمين في حربه ضد حزب الشعب الجمهوري اليساري التوجه.
اختار حزب العدالة والتنمية منطقة سينجان لإجراء المسيرة وهو المكان الذي مرت فيه دبابات الجيش التركي أثناء انقلاب 28 شباط عام 1997 (عندما أسقط العسكر حزب الرفاه بقيادة الراحل نجم الدين أربكان) ويمكن القول أن هذه المنطقة هي أكثر منطقة محافظة متشددة في أنقرة.
إذا جمعنا أصوات الحزبين (العدالة والتنمية مع الحركة القومية) ينتج لدينا حوالي 80 بالمئة من الأصوات, حيث كان هذا الميدان, وهو أكبر ميدان في أنقرة, يعج بالناس. وكانت هذه المسيرة من أكبر المسيرات التي نظمها حزب العدالة والتنمية. وقدر أحد ضباط الشرطة عدد المشاركين فيها بحوالي 280 ألف شخصاً. وأستطيع القول أن المحتشدين في هذا الميدان أتوا من عدد من المحافظات التركية الأخرى. فبعد أن رأى الحزب الحاكم في أحداث حديقة كيزي بأنها عبارة عن مؤامرة "28 شباط عالمية" فلن يعاني من عجز في الانتخابات المحلية.
كما رفعت لافتات تدين قناة CNNint بسبب تغطيتها الشاملة لأحداث تقسيم, وبذلك أراد أردوغان ضرب المتآمرين ضده من خلال سرقة أصوات الأحزاب الأخرى.
(عمر شاهين – صحيفة: راديكال)

اللهجة الاستفزازية والخطاب التحريضي لأردوغان

كتب الصحفي حسن جمال على موقع T24 مقالاً أشار فيه إلى الخطر الذي ينتظر تركيا نتيجة التحريض والاستفزاز الذي يستخدمه أردوغان في خطاباته السياسية في سبيل تجييش أنصاره ضد المتظاهرين. يقول جمال:
استخدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تظاهرة سينجان التي نظمها في 15 حزيران لهجة حادة وعنيفة جداً وتحريضية أيضاً ضد من لا يتماشى مع أسلوب حياته ومن لا ينظر إلى الحياة من وجهة نظره. من الواضح أنه لا يرى الحاجة لفرملة غضبه وحقده اللامتناهي الذي كان قد تغلغل في أعماقه منذ زمن بعيد.
لم أسجل من خطبة أردوغان إلا ملاحظة واحدة: عندما يتكلم رئيس وزراء بهذه اللهجة لا يجلب السلم والسلام إلى بلده بل يجر البلاد إلى الانقسام والتقاطبات المتناحرة. أنا مستاء لأنني أقوم بكتابة هذه الجمل ولكن عندما رأيت الشرطة البارحة تقتحم حديقة كيزي بأمر من أردوغان فلم أتمالك نفسي وكتبت هذا المقال.
أهدي إخوتي الزعران السلام والمحبة (كان اردوغان قد وصف المعتصمين بالزعران). لا تأبهوا لأحد, عاجلاً أم آجلاً سوف تدق الديمقراطية باب بلادنا. وصمودكم هذا أنار مصابيح الأمل, لأنكم بالدفاع عن أسلوب حياتكم تدافعون عن باقي نماذج الحياة والرؤى والألوان والحريات في البلاد.
في المقال الذي كتبته البارحة, لم أكن أمتلك أملاً بتخفيف أردوغان للهجته كي يعيد البلاد إلى حالتها الطبيعية. ولكن رغم ذلك أريد أن أنمي الأمل وأقول "ربما".
كنت أعتقد أنه ربما بقي بعض الناس العقلاء حواليه ليصغي لنصائحهم. ولكن أخشى أن يقوم بتفجير السلم والأمن بسبب لهجته وتحديه.
صعد أردوغان إلى المنصة بتكبره ولهجته الحادة ولم يكن لسانه سلمياً أبداً, كان تحريضياً وتقسيمياً واستقطابياً ومثيراً للشغب ومالئاً للميادين. وكان يلف ويدور ويوجه حديثه بإتجاه الذين دخلوا إلى الجوامع بأحذيتهم وشربوا الخمر فيه والذين هاجموا المحجبات. بالطبع يجب أن نشذب هذه التصرفات وأن ننتقدها, ولكن عندما تقوم بتكرار هذه المواضيع والقضايا بشكل مستمر أمام كتلة شعبية ضخمة فإنك تقوم بترسيخ التحريض في نفوسهم.
كان يتحدث عن الآداب والأخلاق والوقار ولكن لسانه كان محرضاً. تحدث عن الديمقراطية والانتخابات الشرعية وصناديق الاقتراع والإرادة الشعبية ولكنه كان استفزازياً
بالمناسبة فهو لا يقصر أبداً بتحريض المعدومين على الأثرياء. للأسف كانت إشارات الانتقام واضحة في كلامه. بمعنى آخر: كان يسعى إلى تهضيم خطابه المزين بالكلمات المحفزة في عالم الأعمال ضد الذين لم يشاركوه وجهة نظره في أسلوب الحياة.
أعود وأكرر, أحذر أصحاب الحكم, أحذر السيد أردوغان بأن الطريق الذي اخترته ليس الطريق الصحيح. بهذا الظلم والعدوان لن تصل الديمقراطية والحقوق والسلم إلى البلاد. فليدرك أردوغان جيداً أنه هو من جر البلاد إلى هذه الأزمة, لنرى كيف سيخرجها منها...
(حسن جمال – موقع: T24)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...