تسليح معارضي سوريا يعرقل الديبلوماسية: شـحنـة كـرواتيـة ترسـلهـا السـعوديـة عـبر الأردن

27-02-2013

تسليح معارضي سوريا يعرقل الديبلوماسية: شـحنـة كـرواتيـة ترسـلهـا السـعوديـة عـبر الأردن

وزير الخارجية الأميركي جون كيري بدأ جولته الخارجية وسوريا على رأس أجندته. وزير الخارجية السوري وليد المعلّم التقى المسؤولين الروس في موسكو. المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في القاهرة يجري محادثاته. روما تستعد لاستقبال اجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» غدا الخميس. رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب ذاهب للمشاركة بالاجتماع بعد تلقيه تعهدات بالحصول على دعم كبير. كل ذلك في واد، والمعركة الدائرة على الأرض السورية في وادٍ آخر.
الحراك الديبلوماسي على اختلاف جبهاته يدفع باتجاه الحلّ السياسي. أما المعركة على الأرض فمستمرة، في سياق تصاعدي دموي وجودي، لم يتوقف فيها تدفق السلاح عبر الحدود.عنصر من «الجيش الحرّ» خلال الاستراحة في حلب، أمس. (رويترز)
أمس، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تمويل السعودية شراء كميات كبيرة من الأسلحة الكرواتية، وتسريبها سراً إلى المعارضين السوريين منذ كانون الأول الماضي.
هذا ما كشفه مسؤولون أميركيون وغربيون أكدوا أن شحنات الأسلحة وصلت عبر الأردن، فيما لم يكن دور أميركا واضحاً في هذا الإطار.
وفي تعليق على هذه الشحنات، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إنها «تنضج قدرات المعارضة اللوجستية»، مستدركاً بالقول إن «المعارضة ما زالت هشة ومفككة وغير متماسكة» وإن «شراء الأسلحة ليس نقطة تحول في حدّ ذاته».
كما لفت مسؤولون إلى أن طائرات مدججة بالأسلحة غادرت كرواتيا منذ كانون الأول الماضي، بعدها بدأت تظهر أسلحة يوغوسلافية في تسجيلات نشرها المسلحون على موقع «يوتيوب»، فيما أوضحوا أن هذه الأسلحة كانت من ضمن فائض الأسلحة غير المعلن عنه لدى كرواتيا بعد حرب البلقان في تسعينيات القرن الماضي.
وبحسب مسؤول غربي، تضمنت الشحنات «آلاف البنادق ومئات الرشاشات»، وذلك في «حملة مضادة للتسليح الإيراني للنظام، والذي يتفوق على ما يصل للمعارضين بكثير».
في المقابل، نفت وزارة الخارجية الكرواتية مثل هذه الشحنات، فيما رفض مسؤولون سعوديون وأردنيون التعليق على الموضوع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الكرواتية دانييلا باريسيك إن «كرواتيا منذ بداية الربيع العربي لم تبع أية أسلحة إلى السعودية أو المسلحين السوريين».
وبعكس الموقف الكرواتي الرسمي، خرجت صحف كرواتية كان أبرزها «جوتارنجي ليست» لتشير إلى وجود العديد من الطائرات الأردنية قبل أشهر في كرواتيا. ولفتت إلى أن أميركا، وهي الحليف السياسي الكرواتي الأبرز، قد تكون لعبت دور الوساطة.

وفي سياق متصل، دخلت «نيويورك تايمز» في رصد دقيق لتواريخ وأماكن ظهور الأسلحة الكرواتية في التسجيلات المصوّرة. ففي بداية كانون الثاني الماضي ظهرت هذه الأسلحة خلال هجوم للمعارضة في مدينة بصر الحرير في محافظة درعا، وفي الشهر ذاته تمّ تحميل أكثر من سبعين تسجيلا مصوّرا من المنطقة ظهرت فيها الأسلحة على أنواعها.
وفي المنتصف الثاني من الشهر ذاته، كما في الشهر الحالي، ظهر لواء «أبابيل حوران» في ريف دمشق ومعه الأسلحة. وفي الثامن من شباط الحالي، عمد «لواء عبد الله بن مسعود» إلى تحميل تسجيل مصوّر يظهر الاشتباك في مخيّم اليرموك وفيه استعراض للقوة المتزايدة التي تؤمنها هذه الأسلحة. كما برزت ألوية في دمشق، بينها «شهداء داريا»، وهي تستخدم نوعاً من الأسلحة الكرواتية.
وما زال ظهور هذه الأسلحة في حلب شبه نادر، في وقت تبدو أكثر حضوراً في إدلب وحماه حيث تزامن ظهورها مع العديد من الاشتباكات في تلك المناطق.
وفي انتظار ما ستفرزه الديبلوماسية، تستمر المعارك، ومعها عداد الخسائر السورية، في سباق مع الحراك السياسي النشط هذه الفترة، وليس واضحاً إن كانت مرشحة للتوقف في أي أمد قريب أو حتى بعيد.

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...