تركيا: محاكمة صحافي انتقد "فساد" الرئيس

26-04-2016

تركيا: محاكمة صحافي انتقد "فساد" الرئيس

حُكم على رئيس تحرير صحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة جان دوندار، يوم الإثنين، بدفع غرامة قدرها تسعة آلاف يورو بتهمة "الإساءة" إلى الرئيس رجب طيب إردوغان في سلسلة مقالات تناولت فضيحة فساد استهدفته في العام 2013.
وأعلن دوندار نفسه الخبر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكتب: "إن كان كشف الحقيقة جريمة، فنحن سنواصل إرتكاب مثل هذه الجرائم"، وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة "التجسس" في قضية أخرى.
وقال دوندار: "أعتقد في الواقع أنني لم أرتكب أي جريمة في هذه القضية، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "جمهورييت"، مؤكداً: "إنني أتمسك بكل ما كتبته".
وحكم على دوندار بغرامة قدرها 28650 ليرة تركية (نحو تسعة آلاف يورو) لكتابته عدداً من المقالات حول قضية فساد، طاولت إردوغان في كانون الأول العام 2013 ، في وقت كان رئيساً للوزراء، وكذلك مقربين منه وبينهم إبنه بلال ووزير النقل الحالي.
وأعلن محامي الصحافي أنّه سيطعن في الحكم.
وأجرى الصحافي بصورة خاصة، مقابلة مع أحد المدّعين العامين المكلفين القضية، ما أثار غضب إردوغان الذي قدّم شكوى متخذاً صفة الإدعاء الشّخصي.
وكان دوندار ملاحقاً بتهمة "الإساءة" و"انتهاك سريّة التحقيق"، غير أنّه تمّت تبرئته من هذه التهمة الأخيرة.
وترى السلطات التركية خلف قضية الفساد، يد الداعية فتح الله غولين، حليف إردوغان السابق الذي أصبح عدوّه اللدود والمتهم بإقامة "دولة موازية" تهدف إلى الإطاحة بالرئيس المحافظ. وقد زادت السلطة التابعة لـ"حزب العدالة والتنمية" من حملات التطهير ولا سيما في صفوف الشرطة والقضاء.
ويواجه دوندار، ومدير مكتب "جمهورييت" في أنقرة أردم غول (المعارضان الشرسان للحكومة التركية منذ وقت طويل)، عقوبة السجن مدى الحياة في محاكمة ثانية جارية، هما متهمان فيها بالتجسس وكشف أسرار دولة، والسعي إلى قلب نظام الحكم ومساعدة منظمة إرهابية.
ونشر الصحافيان في أيار العام 2014، مقالاً مسنداً بصور وشريط فيديو التقط على الحدود السورية قبل ذلك بنحو أربعة أشهر، في كانون الثاني العام 2014، يُظهر اعتراض قوات الأمن التركية لشاحنات عائدة لجهاز الاستخبارات التركي تنقل أسلحة لمقاتلين متشددين في سوريا.

ضغوط لإزالة "صورة"
وفي سياق متّصل، تمارس تركيا ضغوطاً على سلطات جنيف لحملها على أن تسحب من أحد المعارض صورة لمتظاهرين يتهمون إردوغان بأنّه المسؤول عن مقتل الفتى التركي بركين الفان، كما عُلم اليوم الإثنين.
وهذا المعرض الذي تدعمه مدينة جنيف، ومنظمة "مراسلون بلا حدود"، مستمر منذ أسبوع حتى الآن في جادّة الأمم، أمام مقر الأمم المتحدة في المدينة السويسرية، حيث يأتي للتظاهر يومياً مواطنون من جميع أنحاء العالم.
ويضم المعرض 58 صورة، التقطها في السنوات الأخيرة في هذه الساحة الصحافي المصور السويسري الكردي - الأرمني الأصل ديمير سونميز، الذي يقول إنّه أراد إبراز "نضالات الشعوب".
ورداً على استيضاح الوكالة الفرنسية، أوضح المصور (56 عاماً) أنّ سلطات جنيف قد اتصلت به وأبلغته أنّ المندوبين الأتراك في جنيف "يطالبون بسحب الصورة".
وهذه الصورة الملتقطة في 14 آذار العام 2014، تُظهر مجموعة من المتظاهرين الذين يحملون يافطة عليها صورة فتى يضحك إلى جانب نص بالفرنسية "إسمي بركين ألفان، لقد قتلتني الشرطة بناءً على أوامر من رئيس الوزراء التركي" (رجب طيب اردوغان الذي أصبح رئيساً منذ ذلك الحين).
وكتب تحت الصورة: "تكريم لبركين ألفان الذي أصابته الشّرطة التركية بجروح وتوفي في اسطنبول بعد 269 يوماً قضاها في غيبوبة".
وقال المتحدث باسم مدينة جنيف فيليب اسبين لـ"فرانس برس"، إنّ "تركيا نظمت تظاهرة تتعلق بهذه الصورة"، وإنّ سلطات المدينة ستتخذ قراراً خلال اجتماعها الأسبوعي.
وقد أصيب بركين الفان بجروح خطيرة في رأسه في حزيران العام 2013 لدى رمي قنبلة مسيلة للدّموع بينما كان ذاهباً لشراء الخبز خلال تدخل للشرطة في الحي الذي يسكنه، خلال عصيان أدّى إلى اهتزاز نظام إردوغان.
وأدّت وفاته في 11 آذار العام 2014، بعد غيبوبة استمرت 269 يوماً، إلى تنظيم تظاهرات في كل كبرى مدن البلاد، وانتقد فيها مئات آلاف الأشخاص حكومة رئيس الوزراء اردوغان الذي أصبح اليوم رئيساً.
ويعيش ديمير سونميز، المولود في العام 1960 في أرضروم في تركيا، منذ العام 1990 في جنيف، وحصل على الجنسية السويسرية. وقد بدأ عمله في الصحافة والتصوير في الثمانينيات في تركيا ثم طلب اللجوء السياسي في سويسرا.


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...