تتنافس القوى الغربية والعربية في مؤتمر الحوار الفلسطيني اليوم

ينطلق اليوم في رام الله وغزة مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في ظل تنازع الأمل والخيبة في نفوس الفلسطينيين، والاحساس ب<أن الوطن في خطر>، حسب تعبير مصادر السلطة، واجواء الاحتقان التي ظلت سائدة بين حركتي فتح وحماس برغم استمرار اللقاءات المشتركة بين قيادتيهما في قطاع غزة، برعاية مصرية. 
و شهدت الحلبة السياسية الفلسطينية المزيد من التحضيرات لانعقاد مؤتمر الحوار، بتقديم أكاديميين في غزة مبادرة للحوار الوطني. كما أعلنت الإذاعات الفلسطينية في القطاع عن توحيد برامجها اليوم في بث مباشر تأييدا للحوار.
وذكرت  مصادر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أنه ستعقد اليوم جلستان علنيتان تبدآن بخطاب يلقيه أبو مازن، تليه ثلاث كلمات لرئيسي الحكومة إسماعيل هنية والمجلس التشريعي عزيز الدويك، كما أن كلمة المجلس الوطني الفلسطيني سيلقيها نائب رئيس المجلس محمد صبيح. وبعد ذلك ترفع الجلسة العلنية الأولى تمهيدا لعقد الجلسة العلنية الثانية التي سيلقي فيها ممثلو 17 فصيلا وكتلة برلمانية كلماتهم.
ومن المقرر أن يصدر بيان عام في اليوم الأول عن الجلستين العلنيتين، يستهدف طمأنة الشارع الفلسطيني بشأن جدية الحوار، مشددا أيضا على وجوب إنهاء مظاهر التجييش وضرورة الوحدة الوطنية وتبديد حالة الاحتقان القائمة.
وفي اليوم الثاني للحوار، ستعقد جلستان سريتان تكرسان لبحث الإشكالات في إطار أن المؤتمر سيد نفسه. وسيتقرر في هاتين الجلستين تشكيل لجان عمل مشتركة لاستكمال الحوار الفعلي حول قضايا الفلتان الأمني، والمخارج من الأزمة الميدانية الراهنة، والثوابت الوطنية، والحصار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وأكدت مصادر اللجنة التحضيرية أن وثيقة <الوفاق الوطني> التي أعدت في السجون الإسرائيلية هي الوثيقة المركزية التي سوف يستند إليها الحوار.
وأوضحت مصادر مقربة من الرئاسة الفلسطينية أنه لدى أبو مازن عزم واضح على عدم تعقيد المسائل، والعمل بروحية البحث عن قواسم مشتركة. وشددت على أن كلمته التي سيلقيها أمام المؤتمر ستركز على هذه الروحية. 
وقالت أن نية المتحاورين في رام الله وغزة التمهيد لحوار يجري قريبا في القاهرة، بعد استكمال الحوار داخل لجان العمل المشتركة. وثمة أحاديث عن عقد هذا الحوار خلال شهر من الآن بعد التأكد من أن اتهام وزارة الداخلية المصرية لفلسطينيين بتدريب إرهابيي تفجيرات دهب لن يترك أثرا سلبيا على الموقف المصري من استضافة المؤتمر.
وشدد الرئيس الفلسطيني أمام بعض أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر، على أن موعد الحوار في القاهرة يتوقف على نتائج عمل لجنة الحوار المنبثقة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ومن الجائز أن تأكيد أبو مازن على حوار القاهرة يرمي إلى إزالة بعض الخوف لدى عدد من الفصائل الفلسطينية من أن حوار غزة ورام الله هو البديل عن <حوار الخارج>. ومن مراجعة لعدد من الفعاليات الفلسطينية حول نتائج الحوار المتوقعة، يتضح أن الآراء متناقضة إلى حد كبير: فهناك من يعتقد أن الأزمة الفلسطينية اشتدت إلى أبعد مدى، وأن غالبية القوى، خصوصا داخل فتح وحماس، معنية بإيجاد مخارج لها. ويؤمن هؤلاء أن الجميع حريص على إنجاح عمل مؤتمر الحوار ولجان العمل التي تنبثق عنه.
إلا أن هناك من يرى عكس ذلك، ويشير إلى استحالة التوصل إلى اتفاق ينقذ الجميع من الفشل. ويشير هؤلاء بتشاؤم إلى الوضع داخل كل من فتح وحماس على حد سواء، ويقولون إن فتح، بحالتها الراهنة التي لم تعد ترتكز على أي ركائز، عاجزة عن توحيد صفوفها وتبني موقف موحد من أي شيء. وأوضح قيادي في فتح  أن 12 سنة من السلطة أفقدت فتح كل شيء تقريبا، فقد وقفت طوال تلك الفترة على ساقين هما الرئيس الراحل ياسر عرفات وهيكلية السلطة، وقد فقدت الساقين وغدت مشلولة بشكل يصعب عليها ترتيب أوضاعها الداخلية.
وبموازاة ذلك، هناك من يؤمن بأن حماس، وهي ترى وضع فتح هذا، تعمد إلى التصعيد في ظل إغراء المكاسب، وهذا ما يفسر لدى بعض هؤلاء ترتيب لجان المقاومة المقربة من حماس مسيرة في غزة، بحضور آلاف من المسلحين، باسم الذراع العسكري لفتح، قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمر الحوار. ورأى هؤلاء أن خطوة تصعيدية من هذا القبيل كفيلة بأن تكون تفجيرية. وأوضح عدد من ممثلي فتح، الذين حضروا مع ممثلين لحماس لقاء تم أمس برعاية مصرية مع هنية، أن خطوة استعراضية كهذه تفاقم التوتر بين حماس وفتح، وأن ذلك يلحق الضرر بفرص التعاون بين الحركتين، كما يقلص احتمالات نجاح الحوار.
وأكد قيادي من فتح  أنه على اقتناع بفشل الحوار، لا لشيء إلا لأنه لا إمكان لنجاحه في الفترة الحالية، أقله بسبب عدم التحضير المناسب. وأشار إلى أن حوارا لا يسبقه توافق يصعب وصفه بالحوار، حتى لو كان الوطن في خطر.

فيما يعد اختراقا لحركة فتح ، تظاهر اكثر من الف ناشط فلسطيني قالوا انهم ينتمون الى كتائب شهداء الاقصى الأربعاء في غزة معلنين ولاءهم للقوة الامنية الجديدة التابعة لحركة حماس.
وهتف المتظاهرون -نحن مع حكومة الصمود وضد الفساد- و-نعم نعم لقوة المساندة- التابعة لوزارة الداخلية. وحملوا رشاشات كلاشينكوف وقاذفات صواريخ ار بي جي.
وكان المتظاهرون يرتدون قمصانا كتب عليها -كتائب شهداء الاقصى-.
وهؤلاء المتظاهرون موالون للمتحدث باسم وزارة الداخلية خالد ابو هلال الذي يتزعم مجموعة مسلحة تقول انها تشكل جزءا من كتائب شهداء الاقصى التي تضم عدة مجموعات.
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح اتخذت قرارا بطرد ابو هلال من صفوفها بعد ان عين متحدثا باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس في نيسان/ابريل.
وقال احد المشاركين في التظاهرة اسماعيل الاشقر -حركة فتح خربت البلاد. اليوم نقول ان اخوتنا الحقيقيين هم اعضاء حماس. قياديو الاقصى حكموا غزة خلال عشر سنوات ولم يفعلوا شيئا-.
ونشرت الحكومة الاربعاء الماضي قوة امنية جديدة مؤلفة من ثلاثة الاف عنصر ينتمي معظمهم الى كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحماس.
ورد الرئيس محمود عباس بتعزيز انتشار الاجهزة الامنية الموالية لفتح في الشوارع.
وتسبب الانتشار والانتشار المضاد في شوارع قطاع غزة بتوتر ومواجهات مسلحة بين انصار الحركتين.
من جهة اخرى اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان احد ناشطي حماس الذين جرحوا برصاص اطلقه مجهولون فجر الاربعاء في قطاع غزة توفي متأثرا بجروحه.
وقالت المصادر الامنية ان -سالم قديح (22 عاما) استشهد متاثرا بجروح اصيب بها فجرا مع اثنين اخرين من نشطاء حركة حماس-.
وكانت مصادر امنية فلسطينية اوضحت ان الناشطين الثلاثة في حماس اصيبوا بجروح خطيرة برصاص اطلقه مجهولون فجر الاربعاء في احد شوارع بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة بدون ان تضيف اي تفاصيل.
كما اصيب اثنان من افراد القوة الخاصة التابعة لوزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام بالرصاص ايضا في مدينة غزة.
وتابعت المصادر ان عبوة ناسفة انفجرت امام منزل قيادي في حماس في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وتأتي سلسلة الحوادث هذه بينما يسود توتر شديد بين حركة فتح التي ينتمي اليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واسلاميي حماس.

المصدر: السفير- وكالات