تباً للحرب: الصحافة السورية تصبح الأستاذ الجليل للإعلام الأمريكي

11-04-2006

تباً للحرب: الصحافة السورية تصبح الأستاذ الجليل للإعلام الأمريكي

قال مشاركون في لجنة مناقشة تنظمها رويترز ان تغطية الاعلام الاميركي لما يحدث في العراق متحيزة فهي أما "انباء طيبة" أو "أنباء سيئة" وان كل الاطراف تفتقر إلى تقديم الصورة الكاملة للاحداث.

كانت هذه من النقاط القليلة التي اتفق عليها الصحفيون وصحفيو الانترنت ومتحدث عسكري أميركي اجتمعوا في نيويورك لمناقشة التغطية الاعلامية للعراق.

وقال روجر كوهين وهو صحفي في الهيرالد تريبيون زار العراق مؤخرا "اذا كتبت تقريرا من العراق به أنباء طيبة تحسب على الفور على حساب الحكومة وكأنك تبرر لها.وإذا كتبت شيئا به انتقاد تحسب على حساب المعسكر الآخر."

وصرح كوهين بان الصحافة الأميركية التقليدية وصحفيي الانترنت على السواء يسقطون في هذا الشرك ويتبعون خطا واحدا. واضاف "في أغلب الاحوال تقرأ الفقرة الاولى وتنظر إلى أسم الكاتب لتعرف تماما إلى أي اتجاه يسير التقرير."

وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن بويلان الذي عاد إلى الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول بعد أن قضى 16 شهرا في العراق شغل خلالها منصب كبير المتحدثين باسم الجيش الأميركي انه لاحظ بعد عودته ان تغطية العراق في وسائل الاعلام الأميركية قليلة.

وقال "كنت أعتقد حين ذهبت إلى هناك في بادئ الامر أنه لا تخرج من العراق أنباء طبية كافية. ثم أدركت أن الامر ليس مسألة انباء حسنة أو سيئة، بل أن القصة الكاملة لا تروى."

وانتقد مسؤولو ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش الاعلام مرارا لتركيزه على أعمال العنف اليومية وعلى الصراع العرقي والطائفي لا على التقارير الايجابية مثل الاستقرار النسبي في أجزاء من العراق.

ومن جانبه قال غيث عبد الاحد وهو مصور صحفي عراقي إنه من الخطأ القول إن الصحفيين يتجاهلون الانباء الطيبة.

وأضاف عبد الاحد "انها حرب أهلية. الناس يقتلون كل يوم بل كل ساعة. وفي كل مكان من العراق. إنها حرب أهلية ونحن حتى الآن لا نريد أن نسمي الاشياء باسمائها."

وقال زكي شهاب المحرر السياسي بصحيفة الحياة ومقرها لندن ان الامن تدهور بدرجة كبيرة في السنة الماضية وانه لم يعد ممكنا أن يضمن الصحفيون العرب والعراقيون سلامتهم اذا ما سافروا خارج العاصمة بغداد.

وقال اليستير مكدونالد رئيس مكتب رويترز في بغداد إن العاملين العراقيين في الوكالة وعددهم نحو 70 في 18 مدينة في شتى انحاء العراق يجدون صعوبة متزايدة في العمل بسبب التوترات الطائفية وان ذلك اضطر بعض الصحفيين الى مغادرة بعض المدن بعد تلقيهم تهديدات بالقتل.

وقال مكدونالد "اناس كثيرون يعملون معنا ويخشون كشف هويتهم كصحفيين." واضاف ان الكتابة عن اعادة البناء تكون صعبة حين يتدهور الامن.

وطبقا للجنة حماية الصحفيين قتل ما لا يقل عن 67 صحفيا في العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003 .

وقال كوهين "هناك حملة منظمة لبث الرعب في نفوس الصحفيين سواء من الغرب أو من غير الغرب."

وقال شهاب إن "الصحفيين العراقيين يعملون عادة في السر ويرفضون الكشف عن هويتهم حتى لا يتهموا بالتواطؤ."

وصرح عبد الاحد بان البرنامج الذي تبنته وزارة الدفاع الأميركية لدفع أموال للمؤسسات الاخبارية العراقية التي تنشر تقارير ايجابية جعل الحياة اكثر صعوبة للصحفيين العراقيين.

واستطرد "كيف تتصور أن ينزل صحفيون عراقيون محترمون إلى الشوارع ويكتبون تقريرا ايجابيا. الكل سيشير لهم ويقول إنهم مرتشون مأجورون لدى الأميركيين."


المصدر: ميدل ايست اونلاين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...