بغـداد: الإفـراج عـن الزيـدي ممنـوع

19-12-2008

بغـداد: الإفـراج عـن الزيـدي ممنـوع

رفضت السلطات العراقية، أمس، طلباً للافراج عن الصحافي منتظر الزيدي بكفالة، مبررة ذلك بـ»الحفاظ على سلامته«. كما أكدت تعرضه للضرب، لكنها اكتفت، في المقابل، بالإعلان انه »بصحة جيدة«، نافية إصابته بكسر في ذراعه. رجل يعلّق صورة للزيدي على واجهة محل تصوير في صيدا أمس
أمّا الحذاء الشهير، الذي رماه الزيدي في وجه الرئيس الاميركي جورج بوش، فتعامل معه خبراء الأمن الأميركيون والعراقيون، على غرار أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، حيث أخضعوه لفحوص للتأكد من خلوه من أي مادة متفجرة، ثم اتلفوه.
وقال قاضي التحقيق العراقي ضياء الكناني »لقد رفضنا طلب الإفراج بكفالة عن منتظر الزيدي لما في ذلك مصلحة التحقيق وحفاظا على سلامته«. وأضاف »لو أفرج عنه سيكون هناك خطر عليه بسبب القنابل اليدوية الصنع أو الاعتداءات، وسيلاحقه الصحافيون«، موضحا »من جهة أخرى ومن الناحية القانونية ارتكب جرما ولنا الحق بعدم الإفراج عنه بكفالة«.
وردا على اتهامات عائلة الزيدي للقوات الأمنية بضربه ما أدى إلى تعرضه لكسر في الذراع والأضلع، قال الكناني إنه »كان يحمل آثار ضرب على وجهه« لكنه »بصحة جيدة« ولا يبدو أن ذراعه مكسورة.
وأشار إلى انه قد يتم توجيه الاتهام إلى الزيدي بموجب المادة ٢٢٣ من قانون الجزاء العراقي حول »التهجم على رئيس دولة أجنبية«. ويواجه في حال إدانته بتهمة الاعتداء الموصوف، الحكم عليه بالسجن ٥ إلى ١٥ سنة، لكن المحكمة ستقرر ما إذا كانت مجرد »محاولة تهجم« تعاقب بحكم يتراوح بين السجن سنة وخمس سنوات.
وتابع الكناني »أرسلنا طلبا إلى أجهزة الأمن لتلقي أغراض منتظر الزيدي وهاتفه وحذائه فأرسلوا كل شيء باستثناء الحذاء«، موضحا »تم تمزيق الحذاء بالكامل من قبل بعض الخبراء الأمنيين العراقيين والأميركيين لغرض التفتيش والبحث عن مواد أو متفجرات قد يكون يحويها«.
ورأى القاضي »كنت أفضل أن يكون (الحذاء) في حوزتنا كدليل في الملف، لكن بما أن منتظر الزيدي اعترف بفعلته وان مشاهد التلفزيون تؤكد الأمر، فيمكن أن يأخذ التحقيق مجراه«.
إلى ذلك، شكك عدي الزيدي، شقيق منتظر، بما روجت له الحكومة العراقية بأنّ الصحافي العراقي قدم اعتذاراً عما قام به. وقال عدي إنّ »هذه المعلومات غير صحيحة على الإطلاق. إنها كذبة. منتظر أخي وأنا اعرفه جيدا. انه لا يعتذر«، مضيفا »لكن لو حدث ذلك فسأقول لكم انه حدث تحت ضغط«. كما شكك شقيقه ضرغام الزيدي أن يكون منتظر كتب مثل هذه الرسالة، مشيرا إلى أن العائلة والأعضاء في قناة »البغدادية« سيتظاهرون قرب المنطقة الخضراء اليوم.
وكان المسؤول الإعلامي لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، ياسين مجيد أعلن إن »الصحافي أرسل رسالة اعتذار وندم يطلب فيها العفو من رئيس الوزراء«، موضحا أن »الرسالة نقلت لنا من قبل جهة التحقيق مكتوبة بخط يده«. ونقل عن الزيدي قوله في الرسالة »قد لا ينفع العذر الآن مع كبير القبح الذي ارتكبته، لكن اذكر في صيف العام ،٢٠٠٥ (أنني) قمت بإجراء مقابلة صحافية معك، وقلت لي ادخل البيت بيتك وأنا استعطف هذا الشعور الأبوي منكم للصفح عني«.
وعن قبول المالكي للاعتذار، قال مجيد إن »رئيس الوزراء لا يفكر بالانتقام، لكنه الآن بيد القضاء والتحقيق« جار معه.
من جهة ثانية، ظهر رئيس مجلس النواب محمود المشهداني في البرلمان، بعد يوم من إعلانه استقالته احتجاجا على نشوب مشادات كلامية حادة في جلسة البرلمان بسبب انقسام أعضاء البرلمان بين مؤيد ومعارض للزيدي.
إلى ذلك، تظاهر نحو ٢٠٠ صحافي وناشط سياسي مصري أمام مقر نقابة الصحافيين، وسط القاهرة، حاملين »أحذية« تضامنا مع الزيدي، ولافتة كتب عليها »الأنظمة العربية تمنع تصنيع الأحذية عيار ٤٤«. ورددوا شعارات تهاجم سياسات واشنطن و»تبعية الأنظمة العربية«. وتظاهر أتراك أمام السفارة الاميركية في أنقرة. وخلع نحو ٥٠ صحافيا فلسطينيا تجمعوا أمام كنيسة المهد في بيت لحم أحذيتهم تضامنا مع الزيدي.
إلى ذلك، بعث الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب مكرم محمد أحمد برسالة إلى المالكي دعاه فيها إلى الإفراج عن الزيدي »تلبية لمطلب الآلاف من الصحافيين العرب من الخليج إلى المحيط، وذلك بالتضامن مع نقابة الصحافيين العراقيين«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...