بغداد تقصي الحل الإقليمي: سندول الأزمة مع سوريا
قضت بغداد، أمس، على أي امل بإمكان حل الأزمة مع دمشق عبر الجهود الثنائية او الاقليمية، مؤكدة رسمياً توقفها عن إجراء أي مباحثات أو اجتماعات مقبلة مع سوريا بشأن التفجيرات الدامية في بغداد في آب الماضي، وقالت إنها تفضل تدويل الأزمة بينهما، وكشفت أنها «أقنعت» مجلس الأمن الدولي بإرسال مبعوث يحقق في التفجيرات.
في هذا الوقت، أعلن مجلس النواب العراقي تأجيل التصويت على مشروع قانون الانتخابات إلى الاثنين المقبل، فيما قال رئيس الكتلة الصدرية النائب نصار الربيعي، إن «مسألة كركوك تشكل عقبة أمام الاتفاق على القانون الجديد، فصياغة نص خاص ضمن القانون يتعلق بإجراء الانتخابات هناك من قبل مكوناتها، ما يزال موضوع نقاش ولم يحسم». واعتبر النائب الأول لرئيس البرلمان الشيخ خالد العطية ان التأجيل المستمر للقانون هدفه تأجيل الانتخابات، المزمع إجراؤها في كانون الثاني المقبل، موضحاً ان «الفترة المتبقية قصيرة جداً وتأخير اقرار القانون يعني تأخير الانتخابات وهذا ما نرفضه بشكل قاطع».
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارته، التي ما زالت آثار الانفجار بادية عليها، إن «العراق لم يذكر في مجلس الأمن ولا في الأمم المتحدة بان سوريا وراء التفجيرات التي حدثت في العراق، وهذا مثبت رسمياً، وإنما اتهم مواطنين عراقيين يتخذون من سوريا مكاناً لهم».
وأضاف زيباري أن الاجتماعات الأربعة التي تمت بين العراق وسوريا، برعاية جامعة الدول العربية وتركيا، «لم تحقق أي نتيجة أو تقدم أو حتى أفق للحلول المتوقعة لمعالجة هذا الموضوع سواء ثنائياً أم في إطار إقليمي». وأضاف «ابلغنا الاطراف في آخر اجتماع عقد في نيويورك ان العراق لن يشارك في اجتماعات مستقبلية، لاننا لم نجد اي جدية لمعالجة هذه القضايا وحتى من الوسطاء».
وكان العراق قد طالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن تشكيل محكمة دولية للنظر في الاتهامات التي يملكها لكن طلبه لم يلق صدى كبيراً، وكمحاولة لتحقيق مطلبه بتدويل الأزمة عدلت الحكومة العراقية طلبها قبل أيام مقترحة على مجلس الأمن وعلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال «مبعوث دولي» للنظر في ما تعتبره أدلة تثبت ادعاءاتها. وقال زيباري «حالياً هناك أسماء تتداول بين أعضاء مجلس الأمن لتسمية هذا الموظف الدولي للقيام بهذه المهمة، على الأقل خطوة أولى ومن ثم إرسال لجنة لتقصي الحقائق».
وحول التقارب السوري ـ السعودي وتأثيره على العراق، قال زيباري إن «العراق يرحّب بأي تقارب في العلاقات بين جميع الدول العربية»، واصفاً موقف العرب من العراق بالإيجابي.
من جهة ثانية، أصدرت وزارة حقوق الإنسان العراقية تقريراً، أمس الأول، ذكرت فيه إن 85 ألف عراقي قتلوا، وأصيب 147 ألفاً، بين العامين 2004 ـ 2008. ووصفت الوضع في العراق بعد الغزو في الأميركي في العام 2003، بأنه عنيف جداً. وذكرت انه «وبالرغم من الهجمات الإرهابية، مثل التفجيرات والاغتيالات والخطف والطرد بالإكراه، فإن الجماعات الخارجة على القانون هي من خلق هذه الأرقام الرهيبة التي تمثل تحدياً لحكم القانون والشعب العراقي».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد