بعد لقائه أولمرت مبارك يرجح مشاركة سورية في أنابوليس
رجح الرئيس المصري حسني مبارك، بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في شرم الشيخ، امس، ان تشارك سوريا في مؤتمر انابوليس المقرر عقده في 27 تشرين الثاني الحالي، مبديا استعداده لزيارة اسرائيل، فيما «أغرى» اولمرت الدول العربية لحضور المؤتمر، متعهداً بأن تتناول المفاوضات مع الفلسطينيين «كل القضايا الرئيسية»، لكنه اشترط للتوصل الى أي اتفاق ان تحارب السلطة «الإرهاب في غزة».
وقال مبارك، في مؤتمر صحافي مشترك مع اولمرت، إن «الاجتماع الدولي المقبل يواكب الذكرى الثلاثين لزيارة الرئيس السادات للقدس داعياً للسلام العادل والدائم والشامل»، مضيفاً «أتطلع مخلصاً لنجاح الاجتماع الدولي في انابوليس في إطلاق مفاوضات سلام جادة تتناول قضايا الوضع النهائي في إطار زمني محدد ووفق آلية للمتابعة متفق عليها».
وأعرب مبارك عن أمله في نجاح مؤتمر انابوليس في «كسر جمود عملية السلام على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي ليفتح الطريق الى إحراز تقدم مماثل على باقي المسارات»، مضيفاً «وأتمنى نجاح هذه المفاوضات في غضون عام ـ كما أبلغتنا وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاميركية» كوندليسا رايس. وتابع «لا أحد يستطيع أن يغفل المبادرة العربية وسيتم الرجوع إليها».
وكانت مصر قد ألمحت، أمس الأول، إلى أنها سترسل وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط للمشاركة في المؤتمر. وأعرب مبارك عن اعتقاده بأن سوريا ستبعث وزير خارجيتها وليد المعلم للمشاركة فيه أيضاً، مضيفاً «اعتقد أنه سيأتي».
ورداً على سؤال حول كيفية قيام دولة فلسطينية في ظل سيطرة حركة حماس على غزة، قال مبارك إن «حركتي حماس وفتح بينهما بعض المشاكل، ولا بد عند قيام الدولة الفلسطينية ان تكون هناك دولة واحدة تضم غزة ورام الله برئيس واحد، وطبعاً هذا سيأخذ بعض الوقت».
وفي الذكرى الـ30 لزيارة الرئيس المصري السابق انور السادات الى اسرائيل، شدد مبارك على انه «على استعداد لزيارة اسرائيل لو ساعد ذلك في حل القضية الفلسطينية»، مضيفا «ان العلاقة بين مصر واسرائيل مستقرة وليست عندنا مشكلة في زيارات متبادلة من اسرائيل الى مصر او من مصر الى إسرائيل».
ورد أولمرت قائلاً «إن الرئيس مبارك صديق لإسرائيل ودائماً نوجه لسيادته الدعوة، لأن يكون ضيفاً لنا والدعوة قائمة له».
أضاف «أرغب في أن أوضح أن هذا المؤتمر يعد بداية للمفاوضات وليس نهايتها، وأرجو أن يعلم العالم العربي كله أن المفاوضات ستتناول كل القضايا الرئيسية من أجل التوصل الى إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية. لن نتهرب من أي مشكلة ولن نتجاوز أي موضوع يشغل الفلسطينيين، وبالتالي لن نسمح بمرور أي موضوع يهم إسرائيل أيضاً وعلى رأسه محاربة الإرهاب». وتابع «إن إسرائيل تنظر بجدية وبتقدير إلى المبادرة العربية للسلام وتوليها اهتماماً كبيراً من أجل التوصل إلى تسوية شاملة»، موضحاً «آمل بشدة في التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين في العام 2008».
ولفت أولمرت إلى أن أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين، يجب ان يستند الى «خريطة الطريق» التي تنص على تفكيك فصائل المقاومة. وقال «لن يتم تطبيق المعاهدة قبل التنفيذ الكامل للالتزامات الواردة في خريطة الطريق... وهذه الالتزامات تنطبق أيضاً على قطاع غزة. يفترض الفلسطينيون أن غزة يجب أن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية، وبالتالي فانه من الطبيعي ان يحارب الفلسطينيون الإرهاب وهذا يشمل قطاع غزة».
ونفى مبارك الاتهامات الإسرائيلية لمصر بأنها لا تكافح تهريب الأسلحة الى غزة. وقال إن «الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية تجتمع كل أسبوع من أجل تلافي هذا الموضوع»، فيما أشار اولمرت الى انه «تم تحديد برنامج العمل المشترك بين أجهزة الاستخبارات المصرية والإسرائيلية من أجل منع دخول الإرهابيين من غزة».
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي يرافق اولمرت ان «مصر طلبت مؤخراً زيادة عدد حرس الحدود حتى تتمكن من مكافحة تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة بشكل أكثر فاعلية»، مضيفاً «إن ذلك سيتطلب إعادة صياغة ملحق معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية الموقعة في العام ,1979 والذي يحدد عدد القوات المصرية في سيناء». وتابع ان «اسرائيل ليست على استعداد للموافقة على مثل هذا الطلب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد