بعد سنوات القطيعة.. الأوروبيون يراجعون موقهم من الأسد ويوفدون دبلوماسييهم إلى دمشق
أربع سنوات مرت على اندلاع الحرب في سوريا، لكن تلك الحرب لم تنل من عزيمة الرئيس بشار الأسد وإصراره على مكافحة الإرهاب الذي ضرب بلاده. أمر دفع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، التي سبق لها وأن سحبت سفراءها من سوريا، إلى التفكير، في أحاديثها الخاصة، ب "أن الوقت قد حان لمزيد من التواصل مع دمشق". وذلك رغم معارضة فرنسا وبريطانيا لذلك على اعتبار أن "الأسد فقد شرعيته".
وكشف دبلوماسيون غربيون أن "هذه الدول تتحدث بمزيد من الصراحة في الاجتماعات الداخلية عن الحاجة للتحاور مع الحكومة السورية ولأن يكون لها وجود في العاصمة". لكنهم يرجحون في الوقت نفسه، ألا "يؤدي هذا إلى تغير في سياسة الاتحاد الأوروبي"، متحدثين عن "الجدل الذي يبرز المأزق الذي تواجهه الدول الغربية بسبب عزلها الحكومة السورية في بداية الأزمة وفرضت عقوبات. ورغم ذلك لا يزال الأسد في السلطة بعد أربع سنوات".
ولفت دبلوماسيون الانتباه إلى أن الدعوات "جاءت من عدة دول ويمكن أن تدعمها بلاد منها السويد والدنمرك ورومانيا وبلغاريا والنمسا واسبانيا وجمهورية التشيك التي لم تسحب سفيرها. كما تؤيد النرويج وسويسرا وهما من خارج الاتحاد هذه الخطوة".
وعلى الرغم من الخلافات الممتدة منذ فترة طويلة داخل أوروبا بشأن سوريا فإن الدعوات زادت منذ تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية في سوريا والعراق" – "- "داعش"، الصيف الماضي وبدء ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضده.
وأشار دبلوماسي أوروبي إلى أن "بعض الدول تقول: الرئيس بشار الأسد واقع ويجب أن نضع هذا في الاعتبار إذا كانت هناك تهديدات لأوروبا" في إشارة الى خطر أن ينفذ الجهاديون العائدون من سوريا هجمات في الداخل.
وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي: "كنا بانتظار أن يسقط كبيت من ورق لكن المشكلة أننا ننتظر منذ أربع سنوات دون أن يحدث هذا."
وأعلن مندوب سوريا بالأمم المتحدة الثلاثاء أن الحكومة السورية مستعدة لتعليق قصف حلب حتى يتسنى اختبار وقف محلي لإطلاق النار وهي خطة ساندها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ديسمبر كانون الأول.
وقال وزير خارجية الدنمرك مارتن ليدجارد لرويترز: "من المهم أن يدعم الاتحاد الأوروبي وسيط الأمم المتحدة وجهوده للتوصل إلى وقف لإطلاق النار."
وأضاف "في ما يتصل بذلك لا يمكن أن نتجنب الحوار مع النظام في دمشق لأنه يمثل عنصر قوة."
ويشير دبلوماسيون أوروبيون إلى ما يعتبرونه تغيرا في موقف الولايات المتحدة من سوريا. ويقول دبلوماسيون أمريكيون إنهم لم يحيدوا عن هدف الإطاحة بالأسد من الحكم لكنهم لا يجدون سياسة قادرة على تحقيق ذلك بثمن مقبول.
نتيجة لذلك فإنهم تعايشوا مع استمرار الأسد في منصبه لشهور وأوضحوا أن تركيزهم ينصب على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت بسمة قضماني مديرة مبادرة الإصلاح العربي ومقرها باريس والعضو السابق في تكتل المعارضة السورية الرئيسي بالمنفى: "لا نعرف ماذا يريد هذا التحالف والولايات المتحدة لا تتخذ قرارا."
وأضافت "هذا يؤدي إلى دعوات في أوروبا تقول إن الأسد أخف الضررين. عاد الجدل إلى سابق عهده."
في العلن استبعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التعامل مع دمشق. وبعد اجتماع في تشرين الأول قالوا إن "نظام الأسد لا يمكن أن يكون شريكا" في الحرب ضد "داعش".
ويؤكد دبلوماسيون أن الأسد حريص على أن يعيد الغرب فتح سفاراته لكنهم يستبعدون هذا في الوقت الراهن. ورأى البعض حلا وسطا يتمثل في التحاور مع دمشق مع التنديد بالعنف والدعوة إلى إدخال المساعدات.
وقال دبلوماسي: "كنت لأتردد في استخدام كلمة حوار.. الأمر يتعلق بالتواصل مجددا."
حتى في باريس هناك بعض الشكاوى من طريقة التعامل مع الأزمة. وقال دبلوماسي فرنسي كبير دعا إلى مزيد من الحوار مع السوريين وحليفتهم إيران، إن "إغلاق السفارة كان خطأ".
وتوفد عدة دول أوروبية دبلوماسييها إلى دمشق لكنهم لا يقيمون هناك رسميا. وقال الدبلوماسي الفرنسي "الآخرون الذين تركوها (السفارات) مفتوحة تمكنوا من أن تكون لهم عيون على الأرض ومن الاحتفاظ بعلاقة مع الأسد."
وتابع "ليست لدينا فكرة واضحة عما يحدث. الرغبة في تجديد الحوار موجودة داخل دوائر المخابرات."
(رويترز)
إضافة تعليق جديد