بعد زيارة اسرائيل والأردن كيري في العراق: كل ما يدعم الأسـد هو مشـكلة
سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي قام أمس، بزيارة مفاجئة إلى بغداد، إلى حث القادة العراقيين على مزيد من التعاون بشأن النزاع في سوريا. وزيارة العراق هي المحطة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي في جولته التي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن، وجميعها، باستثناء بغداد، كانت إلى جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وشدد كيري خلال الزيارة الاولى له الى العراق منذ توليه منصبه الجديد، والتي استمرت يوماً واحداً، على قلق واشنطن إزاء الاحتجاجات القائمة في محافظات العراق الغربية منذ عدة أشهر، ما قد يعطي مساحة لاستغلالها من قبل الجماعات المسلحة بما في ذلك تنظيم «القاعدة».
والتقى كيري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حيث قال خلال اللقاء إن «ما تحقق شيء جيد، ومن الجيد رؤيتك مرة أخرى». وأضاف «لاحظت أن الأمور أكثر هدوءاً مما كانت عليه في المرة الأخيرة التي كنت فيها هنا»، في إشارة لما كان عليه العراق خلال آخر زيارة لكيري في العام 2006.
وأبدى كيري تخوف واشنطن من احتجاجات الانبار في العراق ضد حكومة المالكي، وأن «القاعدة» قد يستغل هذه الاحتجاجات، مشدداً على التعامل بشكل جيد مع هذه التظاهرات، وعلى ضرورة الحوار مع الأطراف كافة.
وقال صحافيون حضروا الجلسة، في بداية محادثات كيري والمالكي، إن وزير الخارجية الأميركي قال مازحاً إن الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون أكدت له أن العراق سيفعل أي شيء تطلبه واشنطن.
وقال كيري»أخبرتني الوزيرة (السابقة) بأنكم ستفعلون كل ما أقوله»، فرد عليه المالكي مازحاً أيضاً، بقوله «لن نفعل».
وأشار كيري إلى أنه أبلغ المالكي بأن تحليق طائرات إيرانية عبر المجال الجوي العراقي «يمثل مشكلة». وأضاف «كل ما يدعم الرئيس (السوري بشار) الأسد يمثل مشكلة، أوضحت تماماً لرئيس الوزراء أن تحليق طائرات من إيران يساعد في بقاء الرئيس الأسد ونظامه».
وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن إيران التي تقوم بإرسال معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية تقول عنها طهران إنها تحمل إمدادات إنسانية فقط.
ونفى مسؤولون عراقيون السماح بنقل أسلحة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. وقال عضو «لجنة الأمن والدفاع» في البرلمان العراقي عباس البياتي «نحن قمنا بواجبنا بتفتيش عشوائي لعدد من الطائرات الإيرانية ولم نجد سلاحاً مسرباً أو مهرباً عبر العراق». وأضاف «إذا كانت أميركا في هذا الصدد حريصة على هذا الأمر عليها أن تزودنا بالمعلومات التي لديها».
كما أجرى وزير الخارجية الأميركي محادثات مع ممثلين للطوائف الثلاث، ومن بينهم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي.
وتحدث كيري هاتفياً مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، الذي تمضي حكومته قدماً في خطط لإنشاء خط أنابيب نفطي إلى تركيا، تخشى واشنطن من أن يؤدي إلى تقسيم العراق.
وكان كيري التقى أمس الأول، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في عمان، ثم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل، حيث أكد لهما «ضرورة» تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب ما أفاد ديبلوماسي أميركي.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن المباحثات التي أجراها كيري مع كل من عباس ونتنياهو كانت «مفيدة». وأضاف «في كلا الاجتماعين كرر الوزير كيري القول إن السلام ليس ممكناً فحسب، بل ضروري لمستقبل الشعبين».
بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن اللقاء بين نتنياهو وكيري بدأ ثنائياً، ثم تحول موسعاً، شارك فيه الفريقان المكلفان عملية السلام، وعلى رأس الفريق الإسرائيلي وزيرة العدل تسيبي ليفني المكلفة إدارة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
ووصل كيري أمس الأول، إلى إسرائيل آتياً من عمان، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتباحث وإياه في «خطوات إحياء عملية السلام»، كما أعلن السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري.
وقال خيري إن كيري «التقى بالرئيس عباس هنا مساء اليوم (أمس الأول) وبحث معه الخطوات التي يمكن أن تتخذ لإعادة إحياء عملية سياسية جديدة للسلام» بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً أن عباس أكد لكيري «خطورة الاستيطان الإسرائيلي على عملية السلام برمتها وضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل».
وأشار خيري إلى أن اللقاء الذي جرى في منزله في عمان «جرى فيه تقييم لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية».
وعن المصالحة التركية الإسرائيلية، أكد وزير الخارجية الأميركي من عمان، أن المصالحة التي جرت يوم الجمعة الماضي، بين تركيا وإسرائيل برعاية أوباما هي «تطور مهم جداً سيساعد في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».
وقال كيري، في بيان، إن «نتنياهو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يستحقان التقدير الكبير لجعلهما هذا الأمر ممكناً»، مضيفاً «نحن نتطلع إلى التنفيذ السريع للاتفاق والتطبيع الكامل للعلاقات، بحيث تتمكن إسرائيل وتركيا من العمل معاً لتعزيز مصالحهما المشتركة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد