بريطانيا مهتمة بحماية الحدود الشمالية الشرقية للبنان
قدّمت بريطانيا حزمة جديدة من التدريب والمعدات للجيش اللبناني لتعزيز قدراته، تحديداً في ضبط الحدود الشمالية الشرقية. وأبلغ رئيس أركان الدفاع البريطاني السير ديفيد ريتشردز قيادة الجيش بهذا الاتزان خلال الرسمية التي قام بها إلى لبنان في نهاية الأسبوع.
اللقاء الابرز في هذه الزيارة هو مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، «قدّم الجنرال ريتشردز التعازي بالجنود والضباط اللبنانيين الذين سقطوا أخيراً في صيدا، ونقل رسالة ثقة قوية بالجيش من الحكومة البريطانية»، كما قال مصدر ديبلوماسي بريطاني في بيروت واكب ريتشردز.
ويقول الديبلوماسي البريطاني الذي رفض الكشف عن اسمه «نجح الجيش اللبناني في الآونة الأخيرة، خصوصاً في صيدا، بالتصرف بشكل متوازن، وهذه إشارة مهمة، والمطلوب منه الاستمرار في هذا السلوك الذي هو محطّ تقدير من المملكة المتحدة، معطوفة على رسالة ثقة أيضاً بالعماد قهوجي نظراً إلى طريقة إدارته للحوادث الأخيرة».
لا ترتبط زيارة رئيس أركان الدفاع البريطاني بحوادث صيدا، إذ كانت محددة سابقاً وتندرج في سلسلة خطوات بريطانية مستمرة «دعماً للخطة الخماسية التي وضعها الجيش، مع تركيز على تقوية قدراته، خصوصاً الألوية المختصة بحماية حدود لبنان مع سوريا».
ويشير المصدر الديبلوماسي البريطاني الى أن «المملكة المتحدة تركز على استقرار لبنان لأنه يحمي المصالح اللبنانية والبريطانية، وحماية الحدود تعني تجنيب لبنان اي اهتزاز امني».
لا يرتبط موضوع زيادة حماية الحدود الشمالية الشرقية بمشاركة «حزب الله» في معارك «ريف القصير»، «لانه قائم منذ زمن سابق لهذه المشاركة»، بحسب الديبلوماسي المذكور الذي يعتبر أن مشاركة «حزب الله» أدّت الى انعكاسات سلبية على استقرار لبنان «ونحن ضدّ انغماس أي طرف لبناني في النزاع السوري».
تلاقي بريطانيا في خطواتها الداعمة للجيش، الولايات المتحدة الأميركية التي أعلن نائب وزير خارجيتها وليم بيرنز، يوم الاثنين الفائت، عن رفع بلاده وتيرة المساعدات للمؤسسة العسكرية اللبنانية، خصوصاً أنه «يقوم بدور أساسي في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان»، وهذا ما يؤكده الديبلوماسي البريطاني بدوره قائلاً: «ثمة تنسيق أكيد مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص، وكذلك مع المجتمع الدولي، وذلك في إطار الخطة الخماسية التي وضعت بطلب من الجيش».
تقتصر المساعدة البريطانية للجيش اللبناني على المعدات العالية الجودة من صناعة بريطانية، والتدريب العسكري ضمن برنامج أعطى فرصة لعدد من الضباط اللبنانيين بزيارة بريطانيا والتدرب في «المعهد العسكري العالي» في «ساندهيرست»، وهو معهد يستقبل النخب العسكرية.
ويقول الديبلوماسي البريطاني «إن التعاون مع الجيش اللبناني هو دعم للدولة كي تكون قوية وتبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية».
ولا ينفي مخاوف بريطانية من «تحديات» للاستقرار اللبناني «ولكن لبنان استطاع لغاية اليوم مواجهة الصدمات، وقد ظهر ذلك جلياً في حوادث طرابلس وصيدا، وبريطانيا تدعم تشكيل حكومة لأنها تساعد في توطيد الاستقرار، وتتعامل مع التحديات الأمنية والسياسية والاجتماعية».
رافق السير ريتشردز في زيارته الرسمية الى بيروت الكولونيل طوم توغنهات، الكولونيل جيمس كوشنير، الملحق العسكري في السفارة البريطانية في بيروت، ورئيس قسم المشرق في وزارة الخارجية البريطانية ديفيد اشلي.
وورد في بيان صادر عن السفارة البريطانية في بيروت أن «زيارة الجنرال ريتشارد الاستثنائية للجنرال قهوجي تأتي لاستعراض التفاصيل النهائية لحزمة مساعدات الجيش اللبناني في المستقبل القريب. وقد أثنى الجنرال ريتشردز على الاحتراف الذي أبداه الجيش اللبناني في رده على الحوادث الأخيرة من العنف ودوره في تأمين حدود لبنان، وسيكرر التزام المملكة المتحدة القوي لاستقرار لبنان وسيادته، ومساندته للجيش اللبناني».
وقد زادت المملكة المتحدة منذ العام ٢٠١٠ من مساعدتها للجيش اللبناني إلى أكثر من الضعف.
مارلين خليفة
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد