المخابرات الألمانية تعترف بالتجسس
اعترف رئيس المخابرات الألمانية أرنست أورلاو بارتكاب هيئته مخالفات قانونية فيما يخص فضحية التنصت على صحفيين ألمان.
وقال أورلاو في لقاء تلفزيوني أمس الثلاثاء إن طريقة تصرف المخابرات الألمانية في الماضي لم تكن في عمق عملها ولم تكن ضمن الوسائل القانونية لها.
وكانت اللجنة البرلمانية المكلفة بمراقبة أنشطة المخابرات قد أعلنت أمس استعدادها المبدئي لنشر تقريرها بشأن تنصت هذا الجهاز.
وصرح رئيس اللجنة البرلمانية المسؤولة عن مراقبة أنشطة المخابرات الألمانية يروجين روتجين أمس الثلاثاء في برلين، بأن اللجنة مستعدة من ناحية المبدأ أن تنشر تقريرها عن تنصت المخابرات على الصحفيين.
أضاف روتجين أن اللجنة ستعطي الفرصة أولا للصحفيين الذين وردت أسماؤهم في تقارير المخابرات للتعبير عن آرائهم، وأنه من المنتظر أن يصدر القرار النهائي في هذا الشأن الأسبوع المقبل.
وكان ممثلون عن المخابرات الألمانية قد أجابوا أمس على أسئلة خاصة بتقرير القاضي السابق بالمحكمة الجنائية في ألمانيا غيرهارد شيفر خلال جلسة سرية للجنة.
وقال الناشر والمؤلف الألماني أريش شميت اينبوم -المعروف بكتاباته المنتقدة لعمل المخابرات الألمانية- إنه كان ضحية لتنصت هذه المخابرات.
أضاف شميت إينبوم في حديث مع صحيفة فاينانشال تايمز الألمانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن لديه ما يدل على أن هناك من تنصت على هاتفه. وأضاف أن فنيين بإحدى الشركات المتخصصة وجدوا خلال فحص لخط هاتفه أن معلومات خاصة بخط الهاتف وخط الفاكس كانت تصب في جهة مجهولة وأنه تم اعتراض فاكس سري خاص به من قبل جهة غير معروفة.
كما أعلنت مجلة دير شبيغل أن رئيس تحريرها ستيفان أوست خضع لمراقبة المخابرات، وأن صورا أخذت له دون علمه. وقالت المجلة إن نشاطها كان يخضع لمراقبة المخابرات عبر صحفيين جندوا لهذه المهمة.
وطالب ناشرو الصحف الألمانية بإجراء تحقيقات صارمة في فضيحة تنصت المخابرات على الصحفيين. وأصدرت رابطة ناشري الصحف الألمانية بيانا عقب اجتماع شارك فيه ممثلون عن الصحف أمس الثلاثاء في برلين جاء فيه أن هذه الفضيحة أضرت بالثقة في عمل المخابرات.
كما عبرت رابطة ناشري الصحف في بيانها عن خيبة أملها بسبب استجابة بعض الصحفيين للمخابرات ونجاحها في تجنيدهم للتنصت على زملائهم وقالت إن هؤلاء الصحفيين أضروا بكرامة زملائهم وتجاهلوا مسؤولية الصحافة.
ورحب الناشرون بقرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عدم الاعتماد على الصحفيين مستقبلا كمصدر لمعلومات المخابرات الألمانية أو استعمالهم كـ"مخبرين".
وكانت وزارتا الداخلية والدفاع قد قررتا عدم الاعتماد على المعلومات التي يتم الحصول عليها عن طريق التنصت على الصحفيين كمصادر لكشف الثغرات المحتملة داخل أجهزتها. وجاء ذلك استجابة لتعليمات مكتب المستشارية الألمانية بهذا الشأن.
وعلى أثر ذلك قررت هيئة حماية الدستور (أمن الدولة) في ألمانيا والمخابرات العسكرية التقيد بهذه التعليمات. كما قالت المخابرات إنها أمرت أفرادها بالتوقف عن رصد أنشطة الصحفيين بناء على تعليمات الحكومة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد