القدومي من دمشق الى بيروت للقاء لحود وصلوخ
الجمل ـ خاص : بعد سلسلة لقاءات ثنائية عقدها مع قادة الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق، إضافة إلى اجتماعه اليوم مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، علمت (الجمل) أن أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح فاروق القدومي غادر العاصمة السورية متوجهاً إلى بيروت، حيث من المقرر أن يلتقي غداً الرئيس اللبناني إميل لحود، ووزير الخارجية فوزي صلوخ.
وحصلت (الجمل) على معلومات متطابقة تؤكد أن الرئيس محمود عباس، وبصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سيدعو نهاية الشهر الجاري إلى اجتماع موسع يحضره جميع الأمناء العامين للفصائل، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس المجلس الوطني، ورئيس المجلس التشريعي. لكن أي من المصادر لم تستطع الجزم فيما إذا كان الرئيس عباس سيحضر الاجتماع أم لا، وتركت البتَّ في المسألة إلى ( انشغالات الرئيس، وظروفه)، مشيرة إلى سعي الفصائل (لأن يكون الرئيس حاضراً). ويناقش المجتمعون سبل إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وتعزيز دورها، إضافة إلى مجمل التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق منها بوثيقة الأسرى ودعوة الرئيس أبو مازن للاستفتاء عليها.
وبدا واضحاً أن نجاح لقاءات القدومي في دمشق، وتوتر الأوضاع الأمنية على الساحة الفلسطينية الداخلية، واشتداد الحصار هناك، وتصاعد حدة العدوان الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني..... كلها عوامل مهدت لهذا الاجتماع الذي جاء متأخراً عن موعده عاماً وبضعة أشهر، حيث أن إعلان القاهرة/آذار من العام الماضي كلف الرئيس عباس بالدعوة إلى الاجتماع خلال شهر.
وكان القدومي الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية التقى أمس على حدة، الدكتور رمضان عبد الله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، والدكتور ماهر الطاهر مسؤول الخارج في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي
أوضح لـ (الجمل) أنه ناقش مع القدومي مسألة /منظمة التحرير الفلسطينية ارتباطاً بإعلان القاهرة 2005/، وقال إن وجهات النظر كانت متطابقة حول ضرورة إعادة بناء وتفعيل المنظمة وإحياء مؤسساتها.
ورداً على سؤال حول الاستفتاء والذي يعتزم الرئيس محمود عباس إجراؤه على وثيقة الأسرى، أكد الطاهر رفض الجبهة الشعبية للاستفتاء (لأنه لن يحل مشاكل الساحة الفلسطينية، بل سيخلق المزيد منها في ظل تصاعد العدوان الصهيوني والمراهنة على استمرار المفاوضات مع إسرائيل التي تقتل وترتكب المجازر وتتابع سياسة تهويد الأرض).
وحول إذا ما كان هناك فصيل فلسطيني طلب من القدومي التوسط لدى الرئيس عباس من أجل سحب موضوع الاستفتاء من التداول أشار الطاهر إلى أنه (طلبنا من أبو اللطف العمل على بذل جهوده مع أبو مازن كي لا يحصل هذا الاستفتاء، والقدومي وعدنا ببذل ما بوسعه وأكد لنا أهمية تواصل الحوار الفلسطيني حتى يثمر نتائج إيجابية).
وعن موقف القدومي من الاستفتاء، اكتفى الطاهر بالقول: لمسنا منه تأييداً لاستمرار الحوار ووصوله إلى نتائج مفيدة ومشجعة. وقال الطاهر إنه أكد خلال اللقاء على أن (الحلقة الأساسية والضرورية لترتيب البيت الفلسطيني تبدأ عبر تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وبدون ذلك لن نكون قادرين على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني)، واعتبر أن (الأساس هو منظمة التحرير الفلسطينية لاستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين وتجميعها لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية).
و دعا مسؤول الخارج في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى الاستمرار بالحوار حول كافة القضايا المطروحة، وشدد على أهمية التوصل إلى برنامج سياسي مشترك بين الفصائل لمواجهة خطط إسرائيل المدعومة من أمريكا لتصفية القضية الفلسطينية، ناقلاً عن القدومي موافقته على هذه الآراء والمواقف.ووصف أنور عبد الهادي لقاء القدومي مع حركة الجهاد الإسلامي أنه إيجابي جداً (حيث تم التفاهم على استئناف الحوار الوطني الشامل). وعن موضوع الاستفتاء قال عبد الهادي الذي يشغل منصب المستشار الإعلامي للقدومي:إن الفصائل تطالب أن لا يكون الاستفتاء سيفاً مسلطاً فوق الرؤوس، مؤكداً في الوقت نفسه أن القدومي ينفي ذلك بشدة ويقول إن الاستفتاء ليس الهدف بل الهدف هو الوصول إلى حوار واتفاق.
وحول لقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع اليوم مع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح فاروق القدومي، قال عبد الهادي إن القدومي أشار إلى أن وثيقة الأسرى وموضوع الاستفتاء عليها، يمثلان أساساً صالحاً للحوار الوطني الفلسطيني شرط أن يطرح كل طرف وجهة نظره ويعبر عن موقفه. وقال عبد الهادي إن القدومي أوضح للشرع أن (الاستفتاء ليس هو الغاية، بل الغاية الوصول إلى اتفاق ووثيقة سياسية موحدة وعندها تنتفي الحاجة إلى الاستفتاء).
وفي تصريحات للصحفيين، بعد لقائه الشرع، لفت القدومي إلى استياء الشعب الفلسطيني داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة من العلاقات المتوترة بين فصيلين فلسطينيين اساسيين( في إشارة إلى حركتي فتح، وحماس)، واعتبر أن التوتر الحاصل لا معنى له، ودعا إلى نسيان كل ما من شأنه تعكير جو العلاقات الفلسطينية الفلسطينية وقال: إن الوحدة الوطنية الفلسطينية مثل المقاومة الفلسطينية وأي مساس بها هو مساس بالنضال اليومي للشعب الفلسطيني. وشدد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح على أهمية الوفاق الوطني الداخلي للوصول الى برنامج عمل سياسي، وبناء منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني، مشيراً في هذا الصدد إلى انجاز الكثير من الامور.
وفيما رأى القدومي أن الاستفتاء ووثيقة الاسرى تخدم كل المقترحات ...فإنه دعا في الوقت نفسه القيادات الفلسطينية لان تتولى هذه المسألة وتعرضها للحوار. وعن أجواء لقائه مع نائب الرئيس السوري أوضح القدومي أنه ناقش مع الشرع الهمَّ الفلسطيني والتوتر السائد الذى اغتنمته اسرائيل لتصعيد عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، وقال: انه شرح للاخوة في سورية الاتصالات التي تجري بشأن التوتر والعمل على جمع الاخوة في فلسطين على رأي رجل واحد.
وأكد القدومي ان اسرائيل هي بؤرة توتر في المنطقة، وتلعب دورا اساسيا في ذلك، وتقوم بالقصف بشكل دائم وواضح مشيرا الى المجازر الاسرائيلية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني. وانتقد القدومي الدول الغربية على ذلك والتي قال عنها إنها تبدو وكأنها غير معنية بما يحصل وتساعد في حصار الشعب الفلسطيني، معتبراً الأمر مساهمة منها في التوتر وتعكير الامن والسلام في المنطقة. وقال مصدر رسمي سوري إن الشرع بحث مع القدومي مستجدات الاوضاع على الساحة الفلسطينية في ظل تصاعد التوترات الداخلية والحصار الخارجي، واطلع منه على نتائج لقاءاته مع القيادات الفلسطينية في تونس ودمشق. ونقل المصدر عن نائب الرئيس السوري تجديده دعوة بلاده الى كافة الفصائل الفلسطينية لاعتماد الحوار الوطني البناء والابتعاد عن أية خطوات استفزازية بهدف الوصول الى رؤية موحدة ازاء التحديات الراهنة وبما يخدم قضية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع لاستعادة حقوقه في العودة واقامة دولته المستقلة
الجمل
إضافة تعليق جديد