القدس عاصمة عربية .. في المهجر!

22-10-2008

القدس عاصمة عربية .. في المهجر!

الجمل- أيهم ديب:  تتعاطى المؤسسات الثقافية و السياسية العربية اليوم في شأسور القدسن مكان استضافة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية -2009  .
و الملفت هو محاولة التفاف الجميع على حق القدس في ان تمثل نفسها بالمعنى الجغرافي و الإنساني فالقدس لم تتحول بعد إلى عاصمة لإسرائيل و العرب الذين لم يخرجوا من فلسطين قد لا يملكون حرية دعوة إخوانهم العرب للمشاركة في فعاليات مثل هذه المناسبة أو أبناء جلدتهم من فلسطيني المهجر و لكن هذا لا يجعل الحل هو إقامة الاحتفالية في عاصمة عربية بالنيابة! و كأن الهم هو الاحتفال نفسه!
فبدل ان تستغل الدول العربية و أحرار العالم الفرصة لتثبيت هوية القدس العربية و حق فلسطين كدولة من خلال فضح الحصار الإسرائيلي على القدس و فلسطين و  من خلال تحدي هذا الحصار و وضع العالم و مثقفيه أمام محنة الفلسطيني الذي يرفض مغادرة أرضه نرى الدول العربية و معها فلسطينيي المهجر يأخذون على عاتقهم  مهمة مراعاة الوضع الإسرائيلي و يرون في الاحتفالية باب ارتزاق و سمسرة! فالدول العربية ستقدم المنح و سينتج المنتجون و سيخطب الخطباء و ستغني ريم البنَى و سيلقي الشعر خالد أبو خالد و سينشر روايته حسن سامي يوسف !!
و سيحضر الأصدقاء العرب و سيحتفلون بالنيابة عن القدس التي لا يوجد مثقفين فيهاًًً!!!!!!!! ففي القدس لم يبق إلا أبناءها و هم غير جديرين بإقامة احتفالية ناجحة!
إن الأنانية ستدفع بالجميع إلى سرقة العاصمة الفلسطينية و ابن العاصمة الفلسطينية. و سنرى كيف سيتقاتل فلسطينيو المهجر مع أشقائهم العرب على لحم فلسطينيي القدس :  آليات تقسيم المنح  و من سيأخذ فرصته من أهل الثقافة و هل يحق للعربي ان يشارك فلسطيني المهجر بهذه الفرصة الذهبية و يقاسمه النجومية و الأجور؟ المشهد واضح من بدايته : مثقف عربي و فلسطيني ليس أقل هشاشة من السياسي .
كنت أتمنى -في أضعف الإيمان- أن تكون الاحتفالية في لندن و ليس في دولة عربية! فبريطانيا التي منحت فلسطين لليهود أولى بان يأتي إليها فلسطينيو العالم على طول عام كامل حتى يتعرف أبناؤها إلى ما فعلت دولتهم بشعب و دولة. إن الاحتفال لعام كامل -في العاصمة لندن- بالقدس عاصمة عربية سيكون انتصار رمزي أو على الأقل مناسبة لمخاطبة الضمير الغربي . و لكن عرب النوايا الطيبة يريدون ان يعلنوا هجرة العاصمة في الوقت الذي تعمل إسرائيل جهدها لإعلانها عاصمة لها بدل تل أبيب!

الجمل


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...