القتلُ حباً

قتلها لأنه يحبها: كذلك قال قاتل طالبة جامعة الحواش.. لقد توقفت عن حبه بعدما رسب في البكالوريا بينما ارتقت هي إلى عالم أعلى من عالم المراهقة والانجذاب الجنسي.. لم يستطع أن يفهم هذا التحول فأطلق الرصاص على رأسها من الخلف دونما إنذار.. وهذا ما يحصل معنا طيلة الوقت: الحكومة تطلق علينا من الخلف لأنها تحبنا.. المتشددون يطلقون نيرانهم علينا لأنهم يحبون أن نكون مثلهم.. المعلمون يعاقبونا لأنهم يحبوننا.. الآباء والأخوة والأخوات وباقي العائلة تقيدنا لأنهم يحبوننا.. الموظفون يسرقون مؤسساتهم محبةً بمستقبل أولادهم.. شرطة المرور تطلق مخالفاتها غيابياً لأنها تهتم لأمرنا .. الأزواج يخنقون زوجاتهم حباً، والزوجات يراقبن الأزواج بسبب المحبة.. ذلك أن المجتمع المريض ينتج محبة مريضة مثله، محبة لا تعترف باختلاف الآخر عما نحن عليه.. إننا نحب أنفسنا ونُقسر الآخرين على أن يشبهوننا.. هذه أنانية وليست محبة يا أولا ال.....

نبيل صالح