الصحافة الأمريكية اليوم

10-09-2006

الصحافة الأمريكية اليوم

أبرزت الصحف الأميركية اليوم الأحد الذكرى الخامسة لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وازدياد عدد المسلمين المهاجرين إلى أميركا رغم سياسة التشديد التي تتبعها واشنطن، كما علقت على زيارة خاتمي لأميركا داعية إلى زرع الشقاق بين النخبة الحاكمة بطهران.

مع اقتراب الذكرى الخامسة لأحداث 11 سبتمبر/أيلول، حاولت نيويورك تايمز أن تسلط الضوء بتقريرها على ازدياد معدلات المهاجرين المسلمين إلى أميركا رغم ما تلجأ إليه البلاد من سياسات التشديد على الهجرة وتقييد الحريات المدنية.
وقالت الصحيفة، إن المهاجرين الذين يأتون من دول إسلامية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، يحاولون زرع جذور جديدة لهم في الولايات المتحدة ابتداء من فرجينيا مرورا بتكساس وانتهاء بكاليفورنيا.
ففي عام 2005 حظي العديد من المسلمين المهاجرين بإقامة دائمة شرعية بالولايات المتحدة حيث يربو العدد على 96 ألفا، في أعلى نسبة منذ عقدين من الزمن.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هؤلاء المهاجرين يسعون، وراء الوعد الذي جلب الأجانب إلى الولايات المتحدة لعدة عقود، للفرص الاقتصادية والحرية السياسية.
تحت عنوان "الذكرى الخامسة" قالت واشنطن بوست في افتتاحيتها إن الرئيس جورج بوش كان محقا بحديثه عن حجم التهديد الذي يشكله "التطرف الإسلامي" مضيفة "ورحبنا ببعض التعديلات التي أجراها كالخطوات التي أخضعت جميع العمليات العسكرية لميثاق جينف".
ولكن -تذكر الصحيفة- هناك أمران يستدعيان القلق في خطاب بوش: وصفه للتهديد الإسلامي "كحركة واحدة" تشمل القاعدة وإيران، وإصراره على أن الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في انتهاك القوانين الإنسانية الدولية.
ومضت تقول إن إيران لا تشكل تهديدا حقيقيا كما هو الحال في تنظيم القاعدة، لشن هجمات على أميركا. كما أن مصالح طهران أكثر وطنية وإقليمية من كونها أيديولوجية وكونية.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن ثمة فجوة كبيرة داخل النظام الإيراني بين "المتطرفين" مثل محمود أحمدي نجاد وبين "المعتدلين" كالرئيس السابق محمد خاتمي.
كما أعربت عن خشيتها من أن تؤدي التعريفات الخاطئة للإرهاب والتهديدات إلى تبني إستراتيجية خاطئة، مشيرة إلى أن مواجهة التهديد القادم من امتلاك إيران للأسلحة النووية واجب، في حين أن العقيدة الإسلامية لدى طهران لم تثبت أنها تمثل خطرا على العالم أو حتى على المنطقة على مدى ربع القرن الماضي.
ولدى تعليقها على ميول الإدارة الأميركية للدبلوماسية، قالت الصحيفة إن بوش بيدو أنه أخذ يفهم بشكل أفضل مما كان عليه بالسنوات الخمس الماضية، بأن الدبلوماسية والترويج للقيم الديمقراطية بهدف الفوز بالحرب تحظى بأهمية لا تقل عن العمل العسكري.

غير أن الإصرار على الاحتفاظ بالسجون السرية من شأنه -حسب واشنطن بوست- أن يحول دون حصول واشنطن على تعاون الحلفاء الأوروبيين الأساسيين، ويعرض الأميركيين في الخارج للخطر.
وخلصت إلى أن الخدمة التي يستطيع بوش أن يقدمها لشعبه هي استغلال ما بقي من ولايته لوضع الحرب ضد الإرهاب ضمن مسار طويل الأجل وقابل للاستمرار، ولكن الجمع بين التهديدات المتفاوتة والإصرار على أساليب تنفر الحلفاء وتنتهك القيم الأميركية واستخدام الحرب من منطلق حزبي يجعل البداية غير واعدة.

وتعليقا على زيارة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي لواشنطن، قالت واشنطن تايمز في افتتاحيتها إن خطابات خاتمي التي ألقاها هذا الأسبوع كانت متوقعة كالحوار الحضاري والدفاع عن البرنامج النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة إن خاتمي لا يعد أفضل من خليفته، مستشهدة بأن الخطوات المتقدمة في البرنامج النووي جرت بعهده.
وأشارت إلى أنه ينبغي عدم المغالاة في عد الانقسامات بين القيادة الإيرانية الحالية "المتشددة" وبين خاتمي، وإن كانت قائمة، وخير دليل على ذلك انتقاد خاتمي علنا في إيران بسبب هذه الزيارة.
ولم تستغرب واشنطن تايمز المفارقة بين انتقاد خاتمي بواشنطن لفكرة مغادرة القوات الأميركية وترك العراق تحت رحمة "المتمردين" وبين مطالبة بلاده الرسمية بالمغادرة غير المشروطة، مرجحة أن تكون هذه المفارقة مجرد لعبة الشرطي الطيب والشرطي السيئ، وأن الرئيسين خاتمي وأحمدي نجاد ليسا إلا رأسين لشر واحد.
واختتمت بالقول إنه بقدر ما تستطيع واشنطن أن تزرع الشقاق والنزاع بين النخبة الحاكمة بإيران، تستطيع أن تمنح المنصة لغيرهم بقدر ما يترتب على ذلك من نتائج أكثر إيجابية.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...