الشارع السوري : المزيد من القتلى وتدمير ممتلكات الدولة

ااستمر المشهد العام هادئا في البلاد أمس السبت ، حيث نفى مراسل «الوطن» في دوما بريف دمشق ما نقلته وكالة أنباء «رويترز»، وتبنته سريعاً كل من قناتي «العربية» و«الجزيرة»، عن نبأ حدوث تظاهرات في المدينة، مؤكداً أن الوضع بقي هادئاً في دوما ومحيطها أمس وأول من أمس، وجاء ذلك بينما تحدثت بعض المصادر عن خروج مسيرات تأييد كبيرة بالسيارات في جديدة عرطوز.
وشهدت محافظة ريف دمشق الجمعة تجمعات خرجت في الحجر الأسود والقدم ومناطق سقبا وجديدة عرطوز وحرستا والتل وكناكر ولم تسجل فيها أي احتكاكات مع قوى الأمن وانفضت دون إشكالات حسبما أكدته سانا.
إلى دير الزور، حيث مر يوم الجمعة مضى في المدينة دون حادثة تذكر، ولاسيما بعد الصلاة، عدا تجمعات صغيرة جداً شهدها محيط مسجد «قباء» عبر مجموعات متفرقة من الشبان .
أما في مدينة الميادين فقد شهدت تحرك نحو خمسين شاباً ضمن الشارع الرئيسي، وتفرقوا بشكل تلقائي، بعد أن حاول بعضهم الاعتداء على عناصر حفظ النظام باستخدام «نقيفات» حسب اللهجة الدارجة، سعياً لإلحاق الأذية بعناصر حفظ النظام من بُعد الذين لم يتدخلوا بمجريات ما حدث نهائياً، ولم يتم التعرض لهم لحين تفرقهم بعد  نصف ساعة حيث تم الاعتداء على عدة دراجات نارية كانت متوقفة على جنبات الطريق.
أما في البوكمال فبدا الحديث مختلفاً تماماً حيث قامت مجموعة من الشبان بالتظاهر ضمن ساحة المدينة العامة، وطالبوا عبر هتافاتهم بمطالب إصلاحية منوعة تحت شعار تكرر على ألسنتهم (سلمية حرية)، ولم تتدخل قوات حفظ النظام لفض تجمعهم لتقيدهم بالأوامر الصارمة بعدم استخدام القوة مع المتظاهرين، إلا أن هؤلاء الشبان لم يتوقفوا عند هذا الحد حيث قاموا بإحراق أربع سيارات تابعة للشرطة، وأصروا على الاعتداء على مبنى قيادة المنطقة مضرمين النيران في سجن الموقوفين ما اضطر هؤلاء لمغادرة المقر هرباً من ألسنة اللهب واللافت في الأمر أن أغلبيتهم عاد بشكل طوعي لتسليم نفسه .
وفي الحسكة قال مراسل «سانا» إن المئات تجمعوا عقب صلاة الجمعة في مدينة القامشلي وهتفوا للحرية وانفضوا من تلقاء أنفسهم دون تدخل القوى الأمنية كما شهدت مناطق عامودا والدرباسية تجمعات بالعشرات والمئات تفرقت عقب وقت قصير.
كما شهدت شوارع القبيات في بانياس والصليبي في اللاذقية والشارع الرئيسي في مدينة السلمية وشارع جامع المسعود بحماة تجمعات متفرقة للعشرات انفض معظمها بشكل تلقائي دون تدخل قوى الأمن التي حافظت على وجودها بالقرب من هذه التجمعات لحماية الممتلكات العامة والخاصة.
لكن المشهد في حمص وإدلب كان مختلفا، حيث سقط الجمعة 17 شهيدا من المدنيين وقوات الشرطة والأمن برصاص مجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في ريف إدلب وأطراف حمص وأطلقت الرصاص عليها كما هاجمت مقار للشرطة في أريحا ودير الزور بهدف تهريب مساجين جنائيين.
وأكدت مصادر محلية من محافظة إدلب أن من قام بأعمال الشغب في المدينة مجموعات قدمت إليها من قرى جبل الزاوية، وقامت بتخريب منشآت عامة في عدد من القرى والبلدات المحيطة بالمدينة بما فيها مخافر الشرطة، وبشكل خاص مقر محكمة أريحا، الأمر الذي ربطته المصادر بوجود خلفيات جنائية لتلك المجموعات التي استهدفت المحكمة، مشيرة أيضاً إلى أن منطقة جبل الزاوية تشهد حضوراً قوياً لتجمعات إسلامية،  على حد تعبير المصادر.
وكان مصدر عسكري أعلن الجمعة عن جرح ستة من قوى الأمن خلال تصديهم للمجموعات المسلحة في ريف إدلب والتي قامت بتخريب وحرق عدد من المؤسسات العامة.
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أنه عقب أداء صلاة الجمعة استغلت بعض المجموعات التخريبية المسلحة خروج بعض التجمعات المتفرقة لمتظاهرين والتزام عناصر الشرطة بالتعليمات المشددة من قبل وزارة الداخلية بعدم إطلاق النار حفاظا على أرواح المواطنين وأقدمت هذه المجموعات المسلحة على إطلاق النار على عناصر الشرطة وتخريب وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة وبعض الوحدات الشرطية في عدد من المناطق.
وذكر المصدر أن عدداً من المخربين المسلحين في محافظة إدلب أقدموا على حرق مبنى مديرية المنطقة في خان شيخون ما أدى لإصابة ثمانية من الشرطة بينهم ضابطان كما قاموا بحرق المجمع الحكومي في منطقة أريحا وثلاث سيارات لمركز البريد واعتدوا على مبنى ناحية محمبل وتكسير الأثاث فيه والسيارات التابعة له إضافة لمهاجمتهم عدداً من المفارز الأمنية ومقار الشرطة في منطقة معرة النعمان.
وأضاف المصدر: إن مجموعة مسلحة في محافظة حمص أقدمت على إطلاق النار من سيارة بيك اب سكودا على رجال الشرطة والأمن ما أدى لإصابة ستة عناصر شرطة بينهم ضابط برتبة رائد واحتراق سيارة تابعة لشرطة النجدة.
وذكر المصدر أن قوى الشرطة والأمن تتابع ملاحقة المجرمين لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة مشيراً إلى أن معظم حالات الشغب تركزت في أطراف المدن وأن حالة الأمن عادت للهدوء في كل المدن السورية.

المصدر: سانا +الوطن