السلطات السورية تطلق عملية السوار النحاسي وواشنطن ترد بدعم التمرد المسلح
عاد الوضع في سوريا إلى دائرة الضوء بعد الاشكال الجديد بين مجموعة من المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد والسفير الاميركي روبرت فورد الذي كان يعقد اجتماعا في مكتب احد المعارضين في العاصمة دمشق خلافا للاصول الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول.
واعقب الاشكال، الذي لم يكن الاول من نوعه بين النظام والدبلوماسيتين الاميركية والفرنسية، موجة جديدة من الاتهامات وجهتها الحكومة السورية إلى الولايات المتحدة بالتدخل في الشأن السوري من خلال دعم المسلحين والحض على استعمال السلاح وتحويل التظاهرات السلمية إلى ثورة مسلحة ضد النظام، في مشهد يؤكد على عمق المأزق الدبلوماسي الاميركي في مقابل حراك امني سوري يترجمه النظام قبضة حديدية من شأنها ان تسقط محاولات اشعال حرب استنزاف داخلية طويلة الامد.
وفي حين تؤكد مصادر دبلوماسية اجنبية ان التقارير التي رفعتها اجهزة الاستخبارات الاميركية والاوروبية إلى اداراتها السياسية قللت كثيرا من اهمية سوريا، كما اخطأت في تقدير وضعها السياسي الداخلي وقدراتها العسكرية، وغالت كثيرا في موضوع تماسك القاعدة العسكرية وتلاحمها مع النظام، ما ادى إلى خلل حسابي فاضح من شأنه ان يقود إلى استمرار النظام في مقابل هزيمة المعارضة المسلحة التي رفعت من سقف مطالبها إلى حدود عدم القبول باي تسوية لا تلحظ رحيل النظام، يكشف القادمون من العاصمة السورية ان الامور قد تعود إلى مجراها الطبيعي في خلال الاشهر القليلة المقبلة، وذلك في ظل تحولات ومتغيرات تطاول سياسات الدول التي خططت لاسقاط النظام السوري. فالولايات المتحدة التي شكلت رأس الحربة بدأت تدرك تماما أنّ حربها خاسرة، ولذلك فهي تسعى إلى تسوية تحفظ لها ماء الوجه، خصوصا بعد ان رفض العراق التمديد او التجديد للجيش الاميركي في العراق، كما رفض اعطاء الحصانة لاي من الاجهزة الامنية او الادارية التي ترغب بالاستمرار في عملها بالعراق بحكم الضرورة والحاجة.
ويربط زوار العاصمة السورية ممن التقوا قياداتها السياسية والعسكرية بين الحراك الاميركي العلني والمباشر باتجاه المعارضة المسلحة، وبين نجاح الجيش السوري وجهاز الامن والاستطلاع في تنفيذ الخطة التي اطلق عليها القادة تسمية "السوار النحاسي" وهي تقوم على محاصرة مدينتي حمص والرستن، وهما الخزان البشري والتنفيذي للمجموعات الاصولية لاسيما منها حركة الاخوان المسلمين بشكل كامل بعد مراقبة مداخلها ومخارجها وبالتالي الاطباق على من تصفهم القيادة بالمجموعات الارهابية المسلحة من خلال عمليات موضوعية ومركزة، بعد قطع خطوط التموين عنها وعزلها عن امكانية الاتصالات كيفما كانت الوسائل، وكل ذلك لحصر التوتر في نطاق محدد وابعاده عن سائر المحافظات التي بدأت الحياة الطبيعية تعود اليها بشكل تدريجي، مع الاشارة إلى ان القوات الخاصة الشديدة التدريب هي التي تقوم بتنفيذ العملية لضمان نجاحها بالوقت المطلوب.
يضيف هؤلاء ان القيادة السورية لم تكتف بهذه العملية لوضع حد لاعمال العنف المتنقلة، بل عمدت إلى مراقبة الحدود الممتدة من تركيا حتى لبنان مرورا بالاردن لمنع ادخال السلاح ووصول المسلحين من جهة، ولقطع طرق الامداد اللوجستي الذي يستخدمه المسلحون لتعزيز قدراتها الهجومية والدفاعية، وبالتالي الالتفاف على تلك المجموعات وعزلها عن محيطها وقطع الاتصال بها في عملية مدروسة للغاية الهدف منها اعادة الهدوء الكامل تمهيدا للبدء بتنفيذ رزمة الاصلاحات في ظل اجواء امنية منتظمة وسياسية حوارية.
ويؤكد الزوار ان نجاح النظام في تنفيذ عملياته العسكرية اربك واشنطن خصوصا والدول الغربية عموما، فنجاح سوريا في تخطي هذه المرحلة يعني حكما فشل الساعين إلى اسقاط النظام، كما يعني سقوط بعض الرؤوس الكبيرة.
أنطوان الحايك
المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية
التعليقات
لا تخاطروا مع سوريا
اخون مسلمون!!
في المنام يشارك الخونجية في
إضافة تعليق جديد