الحكومة العراقية تؤجل بحث «المعاهدة»

حذر وزير الداخلية العراقية جواد البولاني أمس، من تداعيات عدم توقيع »المعاهدة الإستراتيجية« مع واشنطن، معتبرا ان ذلك سيكون »خطأ استراتيجياً«، فيما رأت طهران ان الأميركيين يحاولون تحت عنوان الاتفاقية الأمنية، خداع الرأي العام في الولايات المتحدة بوجود إنجازات للتغطية على »فشلهم الذريع« في العراق.
وقال البولاني لقناة »الشرقية« العراقية التي تبث من دبي »أنا أتكلم عن منجز امني يجب أن يحافظ عليه كل عراقي«. وتساءل »إذا حدث أي تراجع في هذا الملف، مهما كانت ظروفه، من سيكون مسؤولا عن هذا التراجع، وعن هذا الخطأ الاستراتيجي في وضع الأمور في غير نصابها«. ويعتبر هذا التحذير هو الأشد لهجة الذي يطلقه أحد المسؤولين العراقيين حتى الآن.
وتابع البولاني »في إطار رأينا المهني والمؤسساتي، عندما نطرح رأينا في هذا الموضوع، هذا الرأي يجب أن يؤخذ ويقيم سياسياً«، موضحا انه »من الجانب المهني والفني، لا تزال وزارة الدفاع ووزارة الداخلية تحتاجان إلى دعم، ولا زالت استراتيجية الخطوات بحاجة إلى أن تكتمل«.
وقد أعلن مستشار الحكومة العراقية صادق الركابي، ان مجلس الوزراء ألغى اجتماعه الاستثنائي لبحث المعاهدة بسبب مواصلة تقديم الوزراء لاقتراحاتهم حول كيفية تعديلها، مشيرا إلى أن المجلس سيعقد جلسته العادية غداً الثلاثاء.
وتظاهر أمس الأول المئات من العراقيين في البصرة ضد توقيع المعاهدة. ونظمت التظاهرة »حركة سيد الشهداء« التابعة للمجلس الإسلامي العراقي الأعلى. وطالب المتظاهرون »بضمان حقوق الشعب العراقي في الاتفاقية وعدم فسح المجال للقوات الأجنبية والأميركية في العراق بالقيام بتصرفات غير خاضعة للقانون«.
في موازاة ذلك، تلقى وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري اتصالا من نظيره البريطاني ديفيد ميليباند، بحثا خلاله العلاقات البريطانية العراقية والخطوات الجارية لإجراء مباحثات بين البلدين حول مستقبل القوات البريطانية في العراق.
من جهة اخرى، أعلن رئيس ديوان »رئاسة« إقليم كردستان شمالي العراق فؤاد حسين، ان »رئيس« الإقليم مسعود البرزاني سيزور واشنطن خلال اليومين المقبلين على رأس وفد رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الأميركيين حول المعاهدة، وذلك بعد أيام على زيارته طهران.
إلى ذلك، نقل الجيش الأميركي عن قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ريموند اوديرنو، قوله بعد لقــائه نائب رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال حسن اغسيز في أنقرة الجمعة الماضي، »إن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية، وارتكــبت جرائم بشعة ضد الشعب التركي«. وأضاف »أنا ملتزم العمل مع حكومتي تركيا والعراق لمنع وقوع مزيد من الفظاعات«.
وتعهد اوديرنو بتقديم كل أشكال المساعدة التقنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمساعدة الحلفاء، ومنع وقوع مزيد من الهجمات. وتابع »هناك أمور يمكن القيام بها الآن، في المدى القصير، لحماية أرواح الأبرياء، ونحن ملتزمون دعم شركائنا الأتراك والعراقيين في هذا الاتجاه«.
وذكرت وكالة »الأناضول« أمس، إن شركة الخطوط الجوية التركية استأنفت رحلاتها الجوية بين اسطنبول وبغداد، المنقطعة منذ عام ،١٩٩١ بسبب انعدام الأمن في العراق.
ميدانياً، قتل خلال اليومين الماضيين ٦ عراقيين، وأصيب ،١٢ في انفجارات وهجمات في بغداد وكركوك والموصل. وكان الحزب الإسلامي العراقي قرر أمس الأول، تعليق اتصالاته مع الأميركيين »عسكريين ومدنيين« اثر مقتل شخص في الفلوجة الجمعة الماضي، واعتقال خمسة، قال إنهم أعضاء قياديين في الحزب، خلال عملية دهم للقوات الأميركية والعراقية. وأكد الجيش الأميركي أن »القوات العراقية أوقفت مسؤولاً عسكرياً يشتبه بانتمائه إلى حماس العراق بموجب مذكرة صادرة عن وزارة الداخلية العراقية، وذلك خلال عملية دهم قتل خلالها احد الأشخاص«.

المصدر: وكالات