الجيش والحكومة في تركية يختلفان بشأن الأكراد والعراق

18-02-2007

الجيش والحكومة في تركية يختلفان بشأن الأكراد والعراق

قالت وكالة أنباء حكومية إن رئيس هيئة الاركان العامة للجيش التركي اتهم السلطات الكردية في شمال العراق بتقديم الدعم بشكل نشط للمتمردين الاكراد في تركيا واشار الى أن انقرة قد تضطر لاتخاذ اجراء.
ولكن في اشارة على تزايد التوترات بين الجيش التركي والحكومة حول طريقة محاربة المتمردين قال وزير الخارجية عبد الله جول انه يتعين على الجنود التركيز على أداء واجباتهم وترك القضايا السياسية ليتعامل معها رجال السياسة.
وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الاسبوع الماضي ان أنقرة تريد اقامة علاقات مع حكومة الاقليم الكردي الذي يحظى بالحكم الذاتي في شمال العراق وهي خطوة يعارضها الجيش.
ونقلت وكالة أنباء الاناضول التركية الحكومية عن الجنرال يسار بويوكانت رئيس هيئة الاركان العامة قوله بعد محادثات مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن "في الوقت الراهن هناك مجموعتان تقدمان الدعم لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق" مشيرا الى الحزبين الكرديين الرئيسيين في العراق.
وأضاف بويوكانت "الجانب العراقي من الحدود المشتركة بيننا لا توجد حراسة عليه مطلقا. تنازل العراق عن منطقة الحدود بالكامل لحزب العمال الكردستاني. هناك كثير من الارهابيين المسلحين على الجانب العراقي من الحدود."
وتحث تركيا منذ فترة طويلة القوات الامريكية والقوات الحكومية العراقية على قمع متمردي حزب العمال الكردستاني المختبئين في شمال العراق. وقال بويوكانت ان العدد الاجمالي للمتمردين في العراق في الوقت الحالي 3500.
وتقول واشنطن التي تتفق مع أنقرة في اعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية انها تريد مساعدة تركيا حليفتها في حلف شمال الاطلسي الا أن قواتها مثقلة بالتزامات التصدي للتمرد في أجزاء أخرى من العراق.
ولمح بويوكانت الى أن تركيا قد تضطر الى اتخاذ اجراء عسكري منفرد ضد حزب العمال الكردستاني في العراق. وأصدرت تركيا مثل هذه التحذيرات مرارا لكن خبراء يقولون ان شن غزو شامل سيكون محفوفا بالمخاطر وأنه مستبعد الى حد كبير.
ونقلت الوكالة عن بويوكانت قوله ان "تركيا مضطرة لاتخاذ اجراءات" بدون أن يحدد كيف يمكن ان تكون طبيعة هذه الاجراءات.
وتلقي أنقرة باللائمة على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ أن بدأت الجماعة صراعها المسلح لاقامة دولة كردية مستقلة جنوب شرق تركيا في عام 1984.
وتشعر انقرة بالخوف من أن يكون الاكراد العراقيون يخططون لاقامة دولة لهم في شمال العراق وهو ما سيشجع بدوره حزب العمال الكردستاني وأنصاره داخل تركيا.
وفي انتقاد شديد لاردوغان بسبب تصريحاته مؤخرا حول اجراء محادثات مع الاكراد العراقيين قال بويوكانت انه لن يجلس مع من يقدمون الدعم لحزب العمال الكردستاني.
وقال جول في أنقرة يوم السبت انه يجب على الحكومة اجراء محادثات مع كل الجماعات في شمال العراق للمساعدة في ضمان اتخاذهم القرارات السليمة.
وأضاف جول قبل توجهه الى السعودية لمناقشة قضايا اقليمية ان "الجنود يتحدثون بالاسلحة... ولكن من أجل عدم الوصول الى تلك المرحلة يتعين على الساسة والدبلوماسيين القيام بعملهم أيضا. سيكون خطأ كبيرا تحويل هذه القضية الى (موضوع) جدلي".
ويشك جنرالات الجيش التركي الذين يرون أنفسهم حراسا على النظام السياسي العلماني في البلاد في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان بسبب جذوره الاسلامية.
ويشعرون بالقلق من أن أردوغان قد ينافس على منصب الرئيس في انتخابات من المقرر اجراؤها في مايو ايار ويبدأ في تقويض الفصل الصارم بين الدين والدولة.

 

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...