الجيش السوري يبدأ "المعركة الموعودة" لاستعادة ريف حلب الجنوبي
بدأ الجيش السوري، مدعوماً من الطيران الروسي، عملية عسكرية كبيرة في ريف حلب الجنوبي انطلاقاً من محاور خان طومان وجبل عزان والوضيحي وتل شغيب.
وقال مصدر عسكري سوري: "هذه هي المعركة الموعودة"، مضيفاً أن غالبية القوات البرية مؤلفة من جنود سوريين تدعمهم ضربات جوية روسية، لكنّ الأساس هو الجيش السوري".
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وحلفائه قرب منطقة جبل عزان على بعد نحو 12 كيلومتراً جنوب حلب التي تتقاسم القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة السيطرة عليها.
وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن المنطقة التي يستهدفها الجيش والقوات الروسية تقع بالقرب من طريق رئيسي يتّجه جنوباً صوب العاصمة دمشق.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على قرى: الوضيحي، وحدادين، وعبطين وقلعة نجم من مقاتلي المعارضة فضلاً عن قاعدة لكتيبة دبابات في قرية السابقية.
كما أحكمت وحدات الجيش العاملة في ريف المحافظة سيطرتها على قرية نعام وتل نعام وألحقت خسائر كبيرة في العتاد والأفراد في تنظيم "داعش".
وذكرت "القيادة الموحدة لعمليات الجيش العربي السوري"، في بيان، أن " أي تعاون أو إيواء للمسلّحين يُعتبر هدفاً للقوات المسلحة"، وأن "أي قرية تنطلق منها مؤازرات للمسلحين تعتبر شريكة لهم وبالتالي تدخل ضمن إطار العمليات الحربية"، وتابعت أن "كل من يرفع الراية البيضاء فهو آمن".
وكان الجيش شنّ، الخميس، عملية عسكرية في ريف حمص الشمالي والشمالي الشرقي، وتمكّن، على إثرها، من إحكام السيطرة على خالدية الدار الكبيرة في ريف المحافظة الشمالي الغربي، كما أحكمت فيه وحدات أخرى من الجيش سيطرتها على بناء "سيرياتل" ومجمعات سكنية في حي المنشية في درعا البلد وبلدتي فورو والصفصافة في ريف حماة الشمالي الغربي ومزارع الأمل في ريف القنيطرة.
لوجستياً، أعرب الجيش الأميركي عن استعداده لإلقاء المزيد من الذخائر للمقاتلين السوريين الذين يُحاربون تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" في شمال سوريا، بعدما ألقت قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة خمسين طناً من الذخائر الأحد الماضي.
وتعكس هذه العملية التوجّه الجديد لإدارة باراك اوباما بهدف التصدّي للإرهابيين في سوريا بعد فشل برنامجها لتدريب المعارضين السوريين المعتدلين.
وقال مسؤول أميركي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة مستعدّة لإلقاء أسلحة شرط أن يُثبت المقاتلون أنهم يستخدمونها ضدّ "داعش"، مضيفاً "سنقوم بعمليات أخرى لإلقاء ذخائر بالمظلات فقط في حال أثبتوا أنهم يستخدمونها بشكل فعّال ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية".
وحول برنامج تسليح المعارضة السورية، أشار المسؤول إلى أنه ""قائم على أدائهم. بقدر ما يُثبتوا ذلك، بقدر ما سيتلقّون كميات أكبر من الذخائر، كما أن المقاتلات الاميركية ستُنفّذ غارات جوية في مواقع بحيث تُساعد عملياتهم على الأرض"، مضيفاً: "سنترك الباب مفتوحاً لإلقاء بعض الأسلحة لكن إذا فشلوا أو وقعت الذخائر بأيدي المعسكر الخطأ، فإننا سنستبعد المجموعات التي كانت وراء ذلك".
وفي معرض تقييمه للتدخّل العسكري لبلاده في سوريا، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية "محكومة زمنياً" بالعملية الهجومية التي يُنفّذها الجيش السوري، مؤكداً أن سلاح الجو الروسي حقّق نتائج ملموسة.
وأكد بوتين، في مجلس قادة رابطة الدول المستقلة في كازاخستان، اليوم الجمعة، أن موسكو تدعو دائماً إلى "إقامة تحالف أوسع ممكن لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين"، مشيراً إلى تحقيق تقدّم في مجال تنسيق الخطوات والجهود لمكافحة الإرهابيين في هذه المنطقة.
وقال: "نجري مباحثات مع السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل وغيرها من الدول ونحاول إقامة التعاون مع الولايات المتحدة وتركيا"، داعياً جميع الاطراف المعنية إلى الانضمام إلى عمل مركز التنسيق المعلوماتي في بغداد.
وجدّدت الصين، بدورها، معارضتها لاستخدام القوة لحل الأزمة في سوريا، معتبرة أن حلاً سياسياً "يبقى السبيل الوحيد لإنهاء الصراع".
في المقابل، رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بدوره، أن التدخّل العسكري الروسي في سوريا "لن ينقذ" الرئيس السوري بشار الأسد مع إقراره بأنه قد "يرسّخ النظام"، مضيفاً أنه يجب "التحرّك بأقصى سرعة ممكنة نحو عملية انتقالية سياسية" في سوريا من دون الأسد.
وفي سياق متّصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي باراك اوباما، في اتصال هاتفي، هدفهما المشترك لزيادة الضغوط العسكرية على داعش وتقوية المعارضة المعتدلة لإيجاد الظروف المناسبة لانتقال سياسي في سوريا".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد