"الجهاد" "تكسر الصمت": عشرات الصواريخ على اسرائيل

13-03-2014

"الجهاد" "تكسر الصمت": عشرات الصواريخ على اسرائيل

بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة ومن حملات التصعيد والتهديدات، التي سجل آخرها يوم الثلاثاء باغتيال ثلاثة مقاومين من "سرايا القدس"، كسرت حركة الجهاد الإسلامي الوضع القائم منذ أشهر في قطاع غزة عبر إطلاقها، أمس، في عملية أسمتها "كسر الصمت"، العشرات من الصواريخ باتجاه جنوب الأراضي المحتلة، لتخلق بذلك مفاجأة وحالات من الإرباك، كانت من أبرز ملامحه التصريح الناري لوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرلمان حيث دعا إلى "إعادة احتلال" قطاع غزة.إسرائيليون يهرعون للاختباء بعد إطلاق صفارات الإنذار في سديروت أمس (أ ف ب)
وفي أول ردّ فعل عسكري مباشر من قبل قوات الاحتلال، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، ليل أمس، سلسلة غارات جوية على أهداف عدة في قطاع غزة، حيث قال شهود في مدينة رفح جنوب القطاع إنّ "طائرات الاحتلال شنّت أربع غارات على الأقل على المدينة استهدفت إحداها موقعا لسرايا القدس (الجناح المسلح للجهاد الإسلامي)". كما قال شهود عيان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع إنّ "الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخ عدة على موقع يتبع لسرايا القدس"، فيما تحدث الاحتلال في بيان أنه استهدف "29 موقعا إرهابيا". كما ذكرت القناة الأولى في التلفاز الإسرائيلي إن جيش الاحتلال قرر تنفيذ "سلسلة إجراءات عقابية" على قطاع غزة، أهمها "إغلاق كافة المعابر".
إزاء هذه التطورات، أعلن أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح أنّ "المقاومة الفلسطينية جاهزة للرد على أي اعتداء بمدى أبعد وحجم أكبر"، مضيفاً أنّ "المقاومة ستظهر قدراتها الصاروخية في وجه الكيان". وأشار شلح إلى أنّ "رد المقاومة الفلسطينية هو رد صغير مقابل التجاوزات التي لا تحصى للكيان الصهيوني"، مؤكداً أنّ "المقاومة وقّعت على وقف إطلاق نار وليس على استسلام".
ووسط التداعيات التي خلقتها صواريخ المقاومة على الساحة الإسرائيلية، سارعت واشنطن إلى "التنديد"، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، في بيان، إنّ "الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بالهجمات بالصواريخ التي وقعت اليوم (أمس) مستهدفة إسرائيل والتي ارتكبها إرهابيون في قطاع غزة"، مضيفة أنه "ليس هناك أي مبرر لهذه الهجمات. ندعو إلى وقف فوري لهذه الهجمات الإرهابية. إنّ إسرائيل كأي دولة من حقها أن تدافع عن نفسها".
ويأتي الرد العسكري الإسرائيلي ليتوافق على ما يبدو مع تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي علّق على العملية بالقول "سنواصل إحباط العمليات الإرهابية التي ترتكب ضدنا وسنستمر في ضرب من يريد أن يعتدي علينا وسيكون ردنا قويا للغاية"، مضيفاً "كان عدد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة خلال العام المنصرم الأقل منذ أكثر من عقد ولكننا لا نكتفي بذلك. سنواصل العمل من أجل ضمان أمن المواطنين في الجنوب وفي كل أنحاء البلاد".
وكان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان دعا إلى "إعادة احتلال" قطاع غزة بعد إطلاق الصواريخ. وقال للقناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية "بعد هجوم كهذا، لا يوجد بديل عن إعادة احتلال كل قطاع غزة بشكل كامل".
وفي حين تعتبر أحداث الأمس الأكبر والأوسع منذ عملية "عمود السحاب" العسكرية الإسرائيلية في شهر تشرين الثاني العام 2012، إلا أنّ المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة داود شهاب أوضح أنّ "الجهاد لم يكن معنيا بالتصعيد لكن إسرائيل ارتكبت انتهاكات كبيرة ... إلى حين وصلت هذه الانتهاكات إلى مستوى تنصل إسرائيل من البند الذي يلزمها بعدم العودة إلى سياسة الاغتيالات"، مضيفاً أنه "كان يجب أن تصل رسالة مفادها أنّ إسرائيل إذا ما استمرت بسياسة الاغتيالات فإنها ستقابل برد فلسطيني قوي". واعتبر أنّ إسرائيل "هي من تقوّض التهدئة الآن"، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية في العام 2012.
من جهتها، حمّلت حكومة حماس المُقالة إسرائيل مسؤولية "التصعيد" في غزة، محذرة من "تداعيات" هذا الأمر. وقال إيهاب الغصين، المتحدث باسم حكومة حماس في بيان، "نحمّل الاحتلال المسؤولية ونحذّر من تداعيات أي تصعيد ونؤكد أنّ المقاومة حق للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه". وأكد على أنّ "الفصائل الفلسطينية فصائل حكيمة وتبحث عن مصلحة الشعب الفلسطيني وتنطلق في قراراتها من هذا المنطلق وترى أن التهدئة مصلحة والاحتلال يقوم باختراقها".
وكانت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أصدرت بياناً أعلنت فيه مسؤوليتها عن "استهداف مغتَصبات العدو الصهيوني بعشرات القذائف والصواريخ ردا على العدوان المستمر ضد شعبنا المجاهد في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة"، مضيفة "تمكنت مجموعات سرايا القدس المنتشرة على طول خط المواجهة من قصف بلدات وكيبوتزات العدو التالية: سديروت ـ ناحل عوز ـ نير اسحق ـ صوفا ـ كيبوتز سعد ـ كفار عزا ـ مفلسيم ـ زكيم ـ نتيفوت، بـ130 صاروخا من طراز 107 ومحلي الصنع وقذيفة هاون".
وأكد البيان على أنّ العملية "تأتي في إطار الرد على العدوان الصهيوني المتواصل ضد أهلنا في القدس والضفة الغربية و قطاع غزة، والتي كان آخرها جريمة اغتيال أربعة من أبناء شعبنا في الضفة الغربية المحتلة (في الأيام الماضية) وثلاثة من مجاهدي سرايا القدس شرق خان يونس (أمس الأول)" هم عبد الشافي معمر وشاهر أبو شنب وإسماعيل أبو جودة، لافتاً بأن الرد "سيكون بحجم الخروقات الصهيونية في حال استمرارها".
كذلك، وفي وقت لاحق، أعلنت "كتائب المقاومة الوطنية ـ الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" مسؤوليتها عن "إطلاق ثلاثة صواريخ 107 على موقع صوفا بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد أيمن جودة".
وكانت شرطة الاحتلال قد رفعت حالة التأهب في جنوب الأراضي المحتلة، وقالت إنّ الصواريخ سقطت على طول الحدود مع قطاع غزة حيث سقط واحد منها بالقرب من مكتبة عامة في بلدة سديروت وآخر بالقرب من محطة وقود. وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنّ نظام "القبة الحديدية" قام باعتراض ثلاثة صواريخ.
وأضافت المصادر أن صفارات الإنذار دوت في كافة البلدات والمدن الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، في حين قامت قوات الاحتلال بعمليات التمشيط بحثا عن أماكن سقوط الصواريخ، فيما قال مصدر أمني إسرائيلي، في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، "لقد تجاوز عدد الصواريخ الخمسين الآن وما زالوا يواصلون إطلاق المزيد".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...