البحرين تكثف حملتها العقابية الواسعة: صرف موظفين وإيقاف رياضيين

كثفت السلطات البحرينية امس، حملة إجراءاتها العقابية بحق مختلف قطاعات المجتمع البحريني من رياضيين وحقوقيين وعمّال يمتون بعلاقات لحركة الاحتجاجات المعارضة، بصرفها 111 موظفا من وزارة التربية لمشاركتهم في الاحتجاجات، واعتقالها محاميا بارزا وطبيبين، إضافة إلى 150 شخصا في القطاع الرياضي، فيما اتهمت قناة «العالم» الايرانية بمواصلة «بث الاكاذيب» بشأن الوضع الداخلي في البحرين.
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية «بنا» ان 111 موظفا من وزارة التربية قد تمت معاقبتهم بالطرد من العمل، لمشاركتهم في احتجاجات آذار الماضي، وأضافت أنه «ستتم مقاضاتهم لارتكابهم انتهاكات خطيرة لقانون الخدمة المدنية»، معتبرة أن «إضراب المدرسين كان محركا سياسيا وهادفا إلى عرقلة عمل المدارس».
من جهة أخرى، أكدت جمعية «شباب البحرين لحقوق الإنسان»، وجمعية «الوفاق» السياسية إن قوات الامن اعتقلت المحامي محمد التاجر أمس الأول. وذكرت الجمعية الحقوقية في بيان إن قوات الامن اقتحمت منزل التاجر في الثانية صباحا، فيما قال عضو «الوفاق» مطر ابراهيم مطر إن السلطات البحرينية اعتقلت التاجر لإثارة خوف المحامين. وتولى التاجر الدفاع عن زعيم حركة «حق» حسن مشيمع الذي عاد من المنفى في لندن في شباط واعتقل في آذار الماضي. كما قال مطر إن طبيبين اثنين اعتقلا أيضا.
وقررت لجنة تحقيق رياضية أيضا ايقاف 150 رياضيا «بداعي مشاركتهم في مسيرة رياضية غير مرخصة». وأشار بيان رسمي صادر عن اللجنة «اتخذت اللجنة قرارا بايقاف 150 من اللاعبين والإداريين والمدربين بصفة فورية وقد تم ابلاغ بعض الاتحادات الرياضية والأندية الوطنية بفحوى هذا القرار على أن يتم إبلاغ كافة الاتحادات والأندية المعنية مطلع الأسبوع المقبل».
وكانت لجنة التحقيق التي قرر رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الاولمبية البحرينية الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة تشكيلها مؤخرا عقدت اجتماعات متواصلة للتحقيق في «التجاوزات» التي ارتكبها عدد من منتسبي الحركة الرياضية. واضاف البيان «عقدت لجنة التحقيق سلسلة اجتماعات على امتداد الأيام الماضية تم خلالها رصد العديد من المخالفات التي قام بها عدد من منتسبي الحركة الرياضية من خلال المشاركة في مسيرة الرياضيين غير المرخصة بالاضافة الى بعض الأعمال المخلة بالنظام العام في الفترة الماضية».
وجاء في البيان ايضا «عكفت اللجنة على إجراء التنسيق اللازم مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، بالإضافة إلى معاينة العديد من الدلائل والبراهين، وبناء على تلك المخالفات فقد اتخذت اللجنة قرارا بايقاف 150 من اللاعبين والإداريين والمدربين بصفة فورية»، من بينهم بطل رياضة كمال الأجسام طارق الفرساني.
وأكدت لجنة التحقيق أن هذه القائمة من الرياضيين الموقوفين «تعتبر قائمة اولية إلى حين الانتهاء من إجراءات التحقيق، كما أن إيقاف هؤلاء الرياضيين يعد إجراء مبدئيا إلى حين اتخاذ العقوبات الرادعة التي تتناسب مع مستوى التجاوزات والأعمال المسيئة للوطن والقيادة».
واعتقلت السلطات في المنامة مساء الجمعة الماضي، نجل مدرب كرة قدم عراقي شيعي، وذلك فيما يبدو على خلفية التوترات بين البحرين والعراق، كما اعلن والده لاعب كرة القدم العراقي السابق عبد الامير ناجي. وقال ناجي ان ابنه ذو الفقار (16 عاما) اعتقل من منزله على ايدي اجهزة الامن البحرينية التي اقتادته بملابس النوم من دون ان نعرف الاسباب التي تقف وراء ذلك». واضاف «اعتقد بان هناك اشتباها او لبسا في الامر لان نجلي بعيد كل البعد عن القضايا السياسية والدينية وهو منصرف لكرة القدم ويهتم بالموسيقى والغناء، وآمل من السلطات البحرينية ان تطلق سراحه».
وذكر ناجي أن «ذو الفقار موجود الان في دائرة التحقيقات في العاصمة المنامة وتحديدا في منطقة العدلية وقد طلب من والدته ان تجلب له ملابس صباح الاحد واتمنى ان تسير الامور على ما يرام ويطلق سراحه». ويواصل ذو الفقار (16 سنة) دراسته الثانوية في اعدادية الشيخ عبد العزيز في منطقة العــدلية في العاصمة المنامة.
إلى ذلك، اعتبرت وكالة «بنا» أن قناة «العالم» الايرانية دأبت على «تهويل أحداث البحرين»، وأضافت أنه «كان آخر هذه الادعاءات من القناة دائمة الكذب الزعم بوفاة فتاة بحرينية عمرها 16 عاما اثر تعرضها للتعذيب بينما توفيت الفتاة وفاة طبيعية وهذا الامر مثبت ويؤكده ذوو الفتاة».

المصدر: وكالات