الإرهابي المحيسني لـ«نيويورك تايمز»: أنا شيخ مستقل ورمز وطني للسوريين!
اختار «القاضي الشرعي» في «جيش الفتح» السعودي عبد الله المحيسني، صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، ليبرئ نفسه من اتهامات واشنطن له بالإرهاب، مستغرباً خطوة الإدارة الأميركية في إدراجه على لائحة الإرهاب وتجميدها أرصدته، ونافياً أي علاقة له بـ «جبهة النصرة».
وأوضحت الصحيفة، الأولى الغربية التي تجري مقابلة مع المحيسني، أنه، وبعدما صنّفته وزارة الخزانة الاميركية على انه إرهابي، تواصل معها عن طريق وسيط وطلب إجراء مقابلة ليدافع فيها عن نفسه، فنفى أي علاقة له بـ «جبهة النصرة»، مقدماً نفسه على أنه «شخصية معروفة مستقلة ولا يعمل في السر».
وكان مسؤولون أميركيون اتهموا المحيسني بأنه أحد أفراد «دائرة القيادة الداخلية» لـ «جبهة النصرة»، (فرع «القاعدة» في سوريا)، فضلاً عن ضلوعه بجمع مبلغ خمسة ملايين دولار للمجموعة الإرهابية وقيامه بتجنيد آلاف المقاتلين.
المحيسني أعرب خلال مقابلته التي أجراها، الأسبوع الماضي عبر تطبيق «سكايب»، عن دهشته للخطوة الأميركية، قائلاً: «اليوم، صُدم السوريون لدى معرفتهم بأن الولايات المتحدة وضعت على لائحة الارهاب شخصاً يعتبرونه رمزاً وطنياً. إنه أمر غريب جداً».
وأضاف «عبد الله المحيسني شخصية مستقلة» متسائلاً «كيف يمكن لوزارة الخارجية الأميركية أن تصف عبد الله المحيسني بأنه ينتمي إلى فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)؟».
وقال «أنا شخص معروف جداً، أنا مثل شيخ»، موضحاً أنه يتحدث عبر «سكايب» من مكان في حلب، وقد طلب إليه أشخاص حوله بإخفاء مكان تواجده، لكنه أجابهم «لا أستطيع أخفاء أي شي لأني معروف للجميع، لا يمكن لي أن أعمل بالسر لمصلحة أي أحد».
وأوضحت «نيويورك تايمز» أنها عندما سألت المحيسني عن لقائه بزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، أكد أنه تحدث معه «في العام 2014 لأنه شيخ عجوز وكريم، طلبت منه أن يتحدث عن داعش نظراً للجمهور الكبير الذي يملكه، من أجل منع الشباب من الانضمام إلى التنظيم»، مشيرة إلى أنه تمّت مواجهة «القاضي الشرعي» في «جيش الفتح» بعدد من الصور التي ظهر فيها مع قادة معروفين في «القاعدة»، فقال إن تلك الصور «تشبه الصور التي يمكن أن يتم التقاطها للرئيس الأميركي باراك أوباما جالساً إلى جانب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في لقاء قمة»، موضحاً أن «ذلك لا يعني أنهما يتشاركان الإيديولوجيا ذاتها».
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الخبراء يتفقون مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين على اعتبار المحيسني قيادياً بارزاً في «جبهة النصرة»، إذ لا تزال له علاقات وخطوط اتصال مع تنظيم «القاعدة»، ويرون أن ذلك برز جلياً من خلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بعد كلمات التعزية والرثاء التي دوّنها المحيسني لبعض قادة «القاعدة»، فضلاً عن دعواته وتشجيعه للمقاتلين على تنفيذ عمليات انتحارية، مرجّحة أن تكون «النصرة» حاولت من خلال المقابلة أن تظهر نفسها على أنها مرنة (بعيدة عن التشدد)، مع العلم أن أياً من دوائر مكافحة الارهاب لا تعتقد بأن «النصرة» ابتعدت حقاً عن «القاعدة» لمجرد أنها أعلنت فك ارتباطها بالتنظيم الإرهابي، وغيرت اسمها إلى «فتح الشام».
وأشار المحلل توماس جوسلين، الذي تعقب المحيسني منذ العام 2013 ووثق علاقاته الوطيدة مع «القاعدة»، إلى أن وصف المحيسني لنفسه بأنه مراقب مستقلّ «يصب في خانة الاستراتيجية التي تعتمدها القاعدة لعدم الكشف عن الذين يوالونها، وهي تستخدم مجموعات محلية كورقة تين لإخفاء أهدافها الحقيقية»، معتبراً «كلام المحيسني والنصرة مسرحية من كتاب القاعدة، يريدون إضفاء الغموض على انتماءاتهم الحقيقية، لأنه إذا كان انتماؤهم للقاعدة ظاهراً، فإن تنفيذ أهدافهم يصبح أكثر صعوبة، لذلك لا نعطي إنكارهم أي قيمة».
السفير نقلاً (عن «نيويورك تايمز»)
إضافة تعليق جديد