الإبراهيمي يباشر مهمته من باريس وسط شكوك سورية واسعة
أطلق المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي، الذي تلقى خلال الساعات الاولى من مهمته انتقادات كل من النظام السوري و«المجلس الوطني» المعارض، مسار لقاءاته في باريس امس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي رأى أن لا حل سياسياً في سوريا إلا «برحيل» الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك قبل اجتماع وزاري لمجلس الأمن دعت باريس الى عقده الاسبوع المقبل لمناقشة الملف السوري.
في المقابل، اصطدمت التصريحات التركية عن ضرورة إقامة منطقة عازلة في شمالي سوريا، بتأكيد روسي على رفض القيام بخطوة أحادية الجانب من هذا النوع، ورفض لأي تدخل عسكري في سوريا خارج عن إطار الأمم المتحدة. أما الرئيس الأميركي باراك اوباما فقال إن أي نقل واستخدام للاسلحة الكيميائية والبيولوجية من قبل النظام السوري أو أي طرف آخر «على الأرض» هو «خط أحمر»، معتبراً أنه لم يعط «عند هذه المرحلة» تعليمات للقوات الأميركية بالتدخل في سوريا.
وأكدت وزارة الخارجية السورية أنه «ليس من مهام أي دولة أو طرف أو مبعوث أممي الحديث عمن يقود سوريا وان الشعب السوري وحده صاحب هذا القرار»، معتبرة «ان نجاح المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مرهون بالتقيد بالاطار المحدد لمهمته».
وقال مصدر في الوزارة السورية إن «التصريح بوجود حرب أهلية في سوريا هو مجافٍ للحقيقة وهو فقط في أذهان المتآمرين على سوريا»، موضحاً أن «ما يجري هو جرائم إرهابية تستهدف الشعب السوري تنفذها عصابات تكفيرية مسلّحة مدعومة من دول معروفة بالمال والسلاح والمأوى».
وأتت هذه التصريحات ردا على تصريحات صحافية للابراهيمي وصف فيها الوضع في سوريا بأنه «حرب أهلية». ونفى الإبراهيمي، في تصريح لقناة «الجزيرة»، أن يكون قد قال انه من المبكر الحديث عن تنحي الأسد، وهو تصريح نسب إليه وطالبه «المجلس الوطني السوري» المعارض بسببه بـ«الاعتذار».
وذكّر الابراهيمي بعد لقائه هولاند في باريس والذي استمر 45 دقيقة، بتولي فرنسا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، واعتبر أنها «بلد مهم في ما يحدث حول سوريا». وتابع قائلا «إن اللقاء مع الرئيس هولاند هو بالتالي بداية مفيدة جدا بالنسبة إلي وإلى مهمتي»، وأضاف أن هولاند «استمع إليه باهتمام».
ورأى هولاند ان «لا حل سياسيا في سوريا دون رحيل بشار الاسد» عن السلطة. وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية فان هولاند «ذكر ايضا بتعهد (فرنسا) لصالح قيام سوريا حرة وديموقراطية تحترم حقوق كل مجموعة من المجموعات» الموجودة على اراضيها مؤكدا للابراهيمي «دعمه» له.
من جهته، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في تصريح صحافي نشر أمس، ان بلاده لا يمكنها ان تستضيف على اراضيها اكثر من مئة الف لاجئ سوري، مؤكدا انه لا بد من اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين.
وقال داود اوغلو لصحيفة «حرييت» التركية انه «اذا زاد عدد اللاجئين عن مئة الف لن يكون بإمكاننا استضافتهم في تركيا. علينا ايواؤهم في هذه الحالة داخل الاراضي السورية». واقترح الوزير التركي لهذه الغاية ان تقيم الامم المتحدة مخيمات للنازحين السوريين «داخل الحدود السورية» لاستيعاب دفق الفارين من النزاع الدائر في مناطقهم.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اثناء اللقاء مع نظيره الفنلندي ايرمي تويومويا في هلسنكي ان «فرصة ايقاف العنف في سوريا ستتوفر اذا ما طلبت اطراف النزاع كافة بدء المفاوضات حول تشكيل حكومة انتقالية». كما اعرب عن «القلق من عدم توصل الشركاء في مجلس الامن الدولي الى اتفاقات حول تسوية الازمة».
وقال لافروف «إننا على قناعة كالسابق بأنه اذا ما طلب جميع الشركاء في لقاء جنيف من الاطراف السورية كافة، الشيء ذاته اي ايقاف العنف وبدء المفاوضات لتشكيل هيئة ادارة مؤقتة فستتوفر فرص التسوية السلمية وانقاذ حياة الناس والحؤول دون سقوط ضحايا جديدة». وقال ان «موقفنا معروف جيدا فنحن الى جانب ايقاف أي عنف والاسراع بالتسوية السلمية للأزمة من قبل السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي وعن طريق الحوار الداخلي بين الحكومة والمعارضة، والذي يمكن من خلاله حل المشاكل الناضجة في البلاد بحرية وبدون فرض شروط مسبقة وبالطريق الديموقراطي».
وقال الوزير الروسي «عندما طلبنا في مجلس الامن الدولي المصادقة على قرار يتألف من عبارة واحدة من شأنه ان يثبت هذه الوثيقة كأساس للمفاوضات قال لنا زملاؤنا الغربيون ان القرار اصبح قديما... ان مثل هذا الوضع في عدم الاتفاق يبعث على القلق».
واضاف لافروف: «لقد سعينا الى الحصول على موافقة حكومة الجمهورية العربية السورية على وثيقة جنيف. اما شركاؤنا فلم يحاولوا القيام بأي شيء كهذا، زد على ذلك ان جماعات المعارضة الرئيسية رفضت هذه الوثيقة علنا. ولم يحاول احد العمل معها».
وقال لافروف ان «فكرة إقامة مناطق عازلة في سوريا، شأنها شأن الخطوات الاخرى الأحادية الجانب لا تقود الى حل الأزمة في هذه البلاد. لقد توفرت لدي أكثر من مرة الفرصة لكي أتحدث عما يجري في سوريا وحولها. ولا تطبق اية افكار أحادية الجانب».
وتابع الوزير الروسي قوله: «المواقف الفعالة لن تكون إلا جماعية والمثال على الافعال الجماعية للاعبين الخارجيين هو الوثيقة التي تمت المصادقة عليها في جنيف في 30 حزيران الماضي».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد