الأسد وشافيز بحثا إلغاء الفيزا بين البلدين ويعقدان مؤتمراً صحفياً
الجمل : انتقد الرئيس بشار الأسد عمل مجلس الأمن الدولي واعتبر أن القرارات الأخيرة الصادرة عنه المجلس بخصوص القضايا المطروحة في منطقة الشرق الأوسط قد خرجت عن ميثاق الأمم المتحدة وأصبحت تدخلا في الشؤون الداخلية للدول، محذراً من أنه إذا استمر دور مجلس الأمن بهذه الطريقة فإن الأمور لا تدعو إلى التفاؤل على الإطلاق وربما سيؤدي هذا الشيء إلى المزيد من الفوضى والمزيد من الدماء ويصبح السلام ابعد منالا بكثير من قبل عن منطقتنا.
وقال الرئيس السوري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز الذي يزور دمشق حالياً: هذه القرارات صدرت بهذه الطريقة نتيجة الهيمنة الامريكية وبعض الدول الاخرى الحليفة لها ونتيجة خضوع بعض الدول الاخرى للضغوط الولايات المتحدة الامريكية.
واستشهد الرئيس السوري بالقرار 1680 الذي يدعو لفتح سفارات بين سوريا ولبنان وقال: بكل تأكيد فان أي مواطن في فنزويلا لا يمكن ان يقبل ان يأتي قرار من مجلس الامن يفرض عليهم شيئا هو من سيادة بلدهم والا علينا ان نتحول كما قلت في احدى المرات الى محافظة من محافظات جمهورية الامم المتحدة، قبل أن يؤكد أن الدول ذات السيادة هي التي تستطيع ان ترفض الضغوط وتقول كلمة حق وعدل وهي التي ستساعد في هذه المرحلة الصعبة في خلق الاستقرار سواء في منطقتنا او في مناطق اخرى من العالم.
واعرب الرئيس السوري عن دعم بلاده لترشيح فنزويلا لعضوية مجلس الأمن الدولي للعامين 2007و2008 مطالبا المجلس بالقيام بدوره بما ينسجم مع القوانين والمواثيق الدولية وداعياً إلى ضرورة التعاون بين دول جنوب جنوب.
ووصف الرئيس الأسد المرحلة المقبلة التي ستترشح فيها فنزويلا للعامين 2007و 2008 بالمرحلة الحساسة جدا بالنسبة للعالم بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص.
وردا على سؤال رأى الرئيس السوري ان الدور الذي يقوم به نظيره الفنزويلي على مستوى امريكا اللاتينية والعالم هو دور يخدم كثيراً من الدول التي تعاني من سياسات الهيمنة ومحاولة السيطرة على قرارها, قبل أن يضيف: هذا الاساس الذي دفعنا لدعم ترشيح فنزويلا(لعضوية مجلس الأمن) وكل الدول التي من الممكن ان تأخذ مواقف عادلة وهذا سيكون من مصلحة المنطقة ومن مصلحة العالم ككل، معلناً عن النية في القيام بمحاولة تسويق فكرة دعم فنزويلا لدى الدول العربية وغير العربية والدول الصديقة.
واشار الرئيس الاسد الى انه تم تأكيد ضرورة تعزيز التعاون بين الدول العربية ودول امريكا اللاتينية، وأشاد بمواقف الرئيس شافيز المعروفة والمعلنة منذ زمن طويل تجاه قضايا المنطقة وخاصة ما يتصل بدعم سوريا باستعادة اراضيها المحتلة ودعم شعب فلسطين في اقامة دولته المستقلة والعمل على مساعدة لبنان من خلال رغبة البلدين اللذين تطابقت مواقفهما حول الشأن العراقي من خلال التأكيد على ضرورة انسحاب القوات الاجنبية من العراق والحفاظ على وحدته ارضا وشعبا.
ولفت الرئيس الأسد إلى اتفاق سورية وفنزويلا على ضرورة تعزيز التعاون فيما بينهما، وأشار الى انه اتفق والرئيس تشافيز على الغاء تأشيرات الدخول الى البلدين، وقال الرئيس الاسد انه سيزور فنزويلا في وقت لاحق وانه يتم التحضير لهذه الزيارة التي سيتم في اثنائها التوقيع على مزيد من الاتفاقيات الاقتصادية تضاف الى الاتفاقيات الثلاثة عشرة التي تم التوقيع عليها اليوم.
وأوضح الرئيس الأسد أنه تمَّ التطرق في المحادثات إلى التفاصيل وأن الجانب السياسي أخذ حيزا واسعا من هذه المحادثات التي ركزت على القضايا الملتهبة في الشرق الاوسط، واصفاً محادثاته مع الرئيس تشافيز بالمكثفة والهامة جدا والمثمرة والناجحة.
من جهته اكد الرئيس الفنزويلي دعمه لسوريا ووقوف بلاده الى جانبها فيما تتعرض له من ضغوطات مطالبا الحكومة الاسرائيلية بسحب قواتها المعتدية من الاراضي اللبنانية وبرفع الحصار المجرم الذي تفرضه على الشعب اللبناني وبوقف المجازر والتهديدات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والانسحاب من الجولان واصفا احتلاله بأنه سرقة فاضحة تحدث امام العالم بأجمعه مؤكدا ان اسرائيل تذكر العالم دائماً بالجرائم والوحشية النازية ووحشية هتلر ضد اليهود 0
واستعرض الرئيس الفنزويلي فصولا من السياسة الامريكية ضد بلدان امريكا اللاتينية وخاصة ضد غواتيمالا والدومينكان وتشيلي وبنما معتبرا ان العصر الامبريالي في طريقه الى زوال ومؤكدا ان شعوب ستنتصر على الولايات المتحدة الامريكية رغم ما تمتلكه من قوات وغطرسة واعتبر شافيز ان تطوير العلاقات السورية الفنزويلية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية سيلعب دورا مؤثرا في تصدي شعوب العالم لمحاولات واشنطن التدخل في شؤون دول اخرى والهيمنة عليها وعلى مقدراتها . واشاد بمواقف الرئيس الايراني احمد نجاد وبحق ايران باستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية مشددا في الوقت ذاته على ضرورة اخلاء العالم من اسلحة الدمار الشامل واعتماد الحوار سبيلا لحل المشاكل الدولية .
وكان الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز وصل دمشق الليلة الماضية في زيارة دولة لسورية تستمر ثلاثة أيام.وأكد شافيز في تصريحات أدلى بها في مطار دمشق الدولي وجود نفس الرؤية السياسية الدولية لسورية وفنزويلا، وقال: نحن بلدان وشعبان يقاومان ويجابهان العدوان الامبريالى، ويجمعنا موقف حازم وثابت ضد الامبريالية وضد محاولات الهمينة الاتية من الامبراطورية الامريكية وهذا ما سيكون مثالا للعالم اجمع لازالة الخوف، داعياً في الوقت نفسه إلى السلام واحترام الشعوب وسيادتها.
وأشار الرئيس شافيز إلى وجود آفاق جديدة تولد بين الشعبين، منوهاً بكثرة العلاقات والروابط التى تجمع بين فنزويلا وسورية، ومشدداً على أهمية العمل على تشكيل لجان اعمال وبناء قنوات وجسور اتصال بين كركاس ودمشق.ونوه الرئيس شافيز بوجود اتفاقات نفطية، وفي مجال الطاقة، والثقافة، وتبادل المعلومات.
بدوره، أكد الرئيس السوري أن مواقف بلاده وفنزويلا قريبة جداً من بعضها بالنسبة للقضايا الدولية ورفض الهيمنة الدولية ورفض القطب الواحد أي مع التعددية السياسية والحضارية.
ولفت الرئيس الأسد إلى ان الافاق مفتوحة قبل الزيارة والمواقف متفق عليها، وقال: ان ما سنقوم به خلال هذه الزيارة هو ان نحول هذه الافاق الى عمل واتفاقيات والى اليات عمل لمتابعة هذه الاتفاقيات وتنسيق سياسى على اعلى مستوى خاصة فيما يتعلق بقضية تعاون دول الجنوب الجنوب التى ستحمى كل الدول المعرضة لضغوط ومحاولات حصار كما هو الوضع مع فنزويلا وسورية.
ووصف الرئيس بشار الاسد الرئيس شافيز بالقائد الكبير على مستوى فنزويلا وعلى مستوى امريكا اللاتينية وعلى مستوى العالم، مشيداً بمواقفه الكبيرة بالنسبة للقضايا العربية بشكل خاص ومثمناً عواطفه تجاه الشعوب المغتصبة وعواطفه الانسانية والاخلاقية والتى تعكس عواطف شعبه فى فنزويلا.
وقال الرئيس الاسد عن زيارة الرئيس شافيز إنها تاريخية بكل معنى الكلمة ويبقى ان نرى النتائج بأقصى سرعة. وكان الرئيسان الاسد وشافيز عقدا اجتماعا موسعا حضره اعضاء الوفدين الرسميين، قبل أن يعقدا اجتماعا ثنائياً.وبحضور الرئيس الاسد والرئيس شافيز جرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون بين مجلس الشعب السوري والمجلس الوطني في فنزويلا وفي مجال حماية البيئة والسياحة والزراعة والنقل البحرى والجوى والتشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين واعلان نوايا، والتعاون الاقتصادى والتجارى والفني والمناطق الحرة وفي مجالات النفط والطاقة والاذاعة و التلفزيون والاعلام والاسكان والتعمير.
الجمل
إضافة تعليق جديد