الأزمة السورية من المنتصر حتى الآن؟

07-08-2012

الأزمة السورية من المنتصر حتى الآن؟

الجمل- قسم الترجمة:
 

مع بداية دورة جديدة من العنف في مدينتي دمشق وحلب اللتان تعتبران من أكبر وأهم المدن السورية، ومع تحقيق الجيش العربي السوري انتصارا نسبيا في السيطرة على هاتين المدينتين، يتبادر السؤال: من الرابح حتى الآن من مجريات الأحداث.
سنطرح 5 نقاط كمقدمة للإجابة عن هذا السؤال:
1-بدا الآن واضحاً أن المعارضة السورية والدول التي تدعمها ليست قادرة على تحقيق الانتصار في ميدان المعركة في مواجهة الجيش السوري والقوات الأمنية. في ميدان الحرب، وفي أي واقعة تقابل الجيش والمعارضة المسلحة كان الجيش النظامي السوري هو المنتصر، المعارضة السورية غير قادرة حتى اليوم على استقطاب الشعب السوري لجعل الأزمة ذات بعد اجتماعي. في أسوأ الأحوال الشعب السوري في حالة انفعال ينتظر ويرتقب من سينتصر في هذا النزاع. حتى الآن دمشق آمنة بشكل كامل والوضع الأمني في حلب يتجه إلى الاستقرار مع أن المعارضة السورية أعلنت أنها زجت بكل قواتها لاحتلال مدينة حلب.
2-الجيش السوري يختبر الآن السيناريوهات الجديدة بالموازاة مع تحول المعارضة السورية إلى التسلح وانكشاف استراتيجيتها وجوهرها الإرهابي، اليوم منح الجيش تفويضا بالعمل بحرية أكبر في مواجهة المعارضة المسلحة.  كما قامت الحكومة السورية بوضع استراتيجية تركز بموجبها على تغيير الوضع الداخلي وهي مصممة بشكل جدي على وضع قضية انعدام الأمن على الحدود مع الدول التي تتدخل في الشأن الداخلي السوري  في أوليات عملها وبرامجها. نقل شحنات صواريخ وأسلحة كيمياوية وسقوط عدة قذائف هاون على الحدود السورية والأراضي المحتلة في الجولان كل هذه الأعمال تعتبر مؤشرات أولية على هذا التغيير الاستراتيجي.
3-الآن بات واضحاً بشكل كامل بالنسبة للغربيين أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية والحل العسكري والأمني لن يكون ناجحاً هنا. حتى لو سقطت الحكومة السورية  -وهذا احتمال يتضاءل يوماً بعد يوم-  فإن أكثر الأحداث المحتمل وقوعها في هذا البلد تتمثل في تغير الأدوار حيث سيتغير مكان الحكومة والمعارضة وهذه المرة الفريق الذي يدعم الحكومة الحالية وهو فريق كبير ومنسجم وقوي على الساحة السورية سيتحول إلى معارضة للنظام الذي سيحل مكان النظام الحالي. لذلك بدا واضحاً لكل الأطراف أنه يتوجب على الجميع السعي وراء حل سياسي للأزمة يكون حلا مرضيا لجميع الأطراف على الرغم من فشل خطة كوفي عنان بشكل كامل. لكن دون شك أي مشروع سياسي يحضر لسوريا في المستقبل لا يمكن أن يصدر عن الغرب أبداً.
4- هناك مؤشرات تدل على وجود رغبة لدى المعارضة للتفاوض مع الحكومة السورية، حتى أن هناك فصائل من التشكيلات الإرهابية المنضوية تحت ما يسمى "الجيش الحر" أعلنت عن استعدادها لقبول الحكومة الحالية برئاسة معاون الرئيس السوري. البعض سمع أخبار عن بدء الأمريكيين بإجراء اتصالات مع بعض المقربين من الرئيس السوري من أجل تطبيق سيناريو مشابه للسيناريو اليمني حيث يذهب الرئيس وتبقى الحكومة على رأس عملها. وقد فشلت جميع الاتصالات والمحاولات حيث أعرب المقربون من الرئيس الأسد عن دعمهم المطلق والقاطع لحكومته الشرعية. كما أن تقبل أمريكا والمعارضة السورية التابعة لها فكرة الحوار والحل السياسي مؤشر على انعكاس العمليات ومقتل العديد من المجموعات الإرهابية والمرتزقة في ساحة المواجهة العسكرية التي يفرض الجيش النظامي السوري سيطرته على أحداثها في الوقت الذي يشاء.
5- بالرغم من كل التصريحات والكلام الذي يسمع من جهة الكيان الصهيوني والأمريكيين، يقول المحللون المهتمون بهذا الشأن أن احتمال دخول الغرب في أي نوع من أنواع المواجهة العسكرية مع سوريا أمر مستبعد جداً ومنتفي، والسبب الرئيسي يتمثل في أن الأمريكيين يدركون جيداً أنهم مقبلين على انتخابات رئاسية والشروع بأي تدخل عسكري جديد سوف يسقط شعبية أوباما لدى الشعب الأمريكي بسرعة كبيرة، لذلك هناك مساع لاستبعاد موضوع التدخل العسكري الخارجي وتركيز الحكومة الأمريكية على القضايا الداخلية. على االرغم من أن الصهاينة لم يصرحوا بشكل علني بذلك لكنهم حصلوا  على معلومات استخباراتية تتحدث عن أنه في حال نشوب أي مواجهة عسكرية يمكن أن تتحول الحدود غير المستقرة في الأساس إلى حدود غير آمنة بالكامل ويمكن أن يتحول الجولان السوري المحتل إلى سيناء أخرى.

 

مهدي محمدي: خبير في القضايا الاستراتيجية-التاريخ :  31/7/2012   

تُرجم عن : مشرق نيوز
الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...