افتتاح المنتدى الأول لتحالف الحضارات في مدريد
افتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مدريد أمس، المنتدى الأول لـ «تحالف الحضارات»، بحضور قادة وممثلين لستين بلداً، لمناقشة سبل التقارب بين الغرب والشرق ومكافحة التطرف والكراهية العنصرية.
وحضر افتتاح المنتدى رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ونظيره التركي رجب طيب اردوغان والرئيس البرتغالي السابق خورخيه سامبايو، ممثل بان في الحوار بين الحضارات.
وحض الأمين العام للأمم المتحدة المشاركين في المنتدى على اتخاذ إجراءات عملية للتقريب بين الشرق والغرب، وقال: «من السهل الكلام عن ثقة متبادلة وعن تسامح وصداقة بين الثقافات، الا ان من الصعب جداً ترجمة هذه الكلمات الى أفعال».
واعلن رئيس الوزراء الإسباني ان الهدف من تحالف الحضارات هو «تأكيد وجود سبل عملية للتعاون بين العالمين الإسلامي والغربي، ما يدحض فكرة المواجهة الحتمية بين الثقافات»، في إشارة الى نظرية «الصدام بين الحضارات». واعتبر ثاباتيرو ان مبادرة تحالف الحضارات «تسد فراغاً لأنها تأتي رداً على مشكلة فعلية» ظهرت في اعقاب اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة. وكان ثاباتيرو طرح فكرة تحالف الحضارات أمام الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) 2004، بعد شهور من اعتداءات 11 آذار (مارس) 2004 في مدريد.
وفي كلمته أمام المنتدى، أعلن رئيس الوزراء التركي الذي كان اول الداعمين لفكرة ثاباتيرو ان هدفها «سد ثغرة في عالم تزداد فيه مظاهر عدم التسامح». واعتبر ان النجاح العملي لهذا المنتدى يعني العثور على «دواء مضاد للإرهاب».
وشدد اردوغان على ان «انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي سيكون مؤشراً واضحاً الى ان تحالف الحضارات ممكن». وأضاف ان «ملايين الأشخاص» ينتظرون هذا الانضمام، مشيراً الى ان تركيا «تتمتع بمركز فريد في العالم، اضافة الى كونها دولة علمانية وعضواً في الحلف الأطلسي، ومستعدة للوفاء بشروط انضمامها الى الاتحاد الأوروبي».
ولوحظ ان اربعة دول لم تشارك بوفود رسمية في المنتدى وهي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وتتقاسم تركيا وإسبانيا رعاية فكرة تحالف الحضارات التي ايدتها أنقرة لدى إطلاقها، ثم أعلنت الأمم المتحدة دعمها الرسمي لها. ويتيح المنتدى لأكثر من 350 شخصاً، من مسؤولين سياسيين وممثلي وسائل اعلام وصناعيين اضافة الى شخصيات دينية، إجراء «مناقشات صريحة» تتناول القضايا الخلافية. وحضر المنتدى ايضاً رؤساء السنغال وسلوفينيا وفنلندا، ورئيسا وزراء ماليزيا والجزائر ونحو 30 وزير خارجية.
واقترح ثاباتيرو 57 اجراء لدفع الحوار بين الحضارات، بدءاً بتشجيع التعارف بينها وتحريك القيم المدنية، وتحسين اندماج المهاجرين. وتشكل تلك الإجراءات دعماً لمجموعات ناشطين من اجل السلام، على امل تحويل تحالف الحضارات الى «سياسة للدول» المعنية. وشدد ثاباتيرو على اهمية تهميش أصحاب الخطاب المتطرف.
وأعلنت الشيخة موزة زوجة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال المنتدى عن «تمويل خاص» قيمته مئة مليون دولار لإقامة شبكة لتوظيف الشبان العرب. وأطلق على الشبكة اسم «سيلاتك»، وتتمثل مهمتها في ربط الشبان بأرباب عمل ورصد أموال لاستثمارها في إنشاء مؤسسات من جانب شبان» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
غسان الخوري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد