إعصار "غونو" يشلّ سلطنة عُمان

ضرب إعصار غونو المداري سواحل سلطنة عُمان، الثلاثاء، فيما تخشى أسواق الطاقة أن يلحق أضرارا بمضيق هرمز، الذي تنتقل عبره ربع صادرات النفط العالمية.

وحتى قبل وصوله، شلّ الإعصار بالكامل السلطنة، التي أعلنت حالة الطوارئ، وأغلقت كافة المؤسسات، بما فيها المدارس إلى نهاية الأسبوع.

كما وضعت السلطات خطة عاجلة للتدخل، وحذّرت من الآثار المدمرة للإعصار من خلال نشرات إخبارية على مدار الساعة، تحيط السكان علما بآخر تحركات الإعصار، وما يتعين القيام به للتخفيف من التداعيات المتوقعة.

وقالت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية، في برقية نقلتها وسائل الإعلام المحلية عدة مرات، إنّ آخر صور التوابع الاصطناعية تشير إلى أنّ كتلة السحب المصاحبة للإعصار مستمرة في التأثير بأمطار غزيرة وأمواج عالية جدا ورياح شديدة على سواحل المنطقة الشرقية.

وتوقعت الوكالة أن يضرب الإعصار سواحل المنطقة الشرقية مساء الثلاثاء.

وأضافت، نقلا عن بيان للمديرية العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية، أنّ مركز الإعصار يتحرك باتجاه ساحل خليج عُمان بسرعة 10 كلم في الساعة، مصحوبا بأمطار رعدية غزيرة، ورياح شديدة تتراوح سرعتها حول مركز الإعصار بين 213 و250 كلم في الساعة.

وتشير المعلومات الاخيرة الصادرة عن إدارة العلاقات العامة بشرطة عمان، وفقا لوكالة الأنباء العمانية، إلى دخول مياه البحر إلى بعض منازل السكان فى منطقة رأس الحد بالمنطقة الشرقية وفيضان بعض الأودية فيما انقطع التيار الكهربائي والاتصالات فى بعض المناطق بصور.

واتخذت السلطات على سبيل الاحتراز قرارا بغلق مصنع الغاز المسال ومصنع الاسمدة بالمنطقة ذاتها.

وفى محافظة مسقط أشارت المعلومات إلى ارتفاع أمواج البحر فى منطقة شاطىء القرم وعلى طول الساحل باتجاه ساحل العذيبة والسيب وكذلك فى ولاية قريات مما أدى إلى دخول مياه البحر فى اليابسة فى منطقة الحاجر لمسافة تقدر بنحو300 متر، وكذلك بمنطقة دبا .

وقالت الوكالة إنّ آخر صور التوابع الاصطناعية تشير إلى أنّ كتلة السحب المصاحبة للإعصارمستمرة فى التأثير بامطار غزيرة وأمواج عالية جدا ورياح شديدة على سواحل المنطقة.

كما يؤثر على منطقتي الظاهرة والداخلية ومحافظة البريمي المجاورة لإمارة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث من المتوقع أن تشهد هذه المناطق فيضانات وحركات مدّ بحري.

وأعدّت السلطات العُمانية على الفور خططا للإجلاء في المناطق المهددة لنقلهم إلى مناطق أكثر سلامة، وقالت وكالة الأنباء إنّ الخطة تتضمن أيضا توفير المؤن الكافية لإعالة المتضررين والذين سيتم نقلهم من أماكن إقامتهم.

وحتى مساء الاثنين، تم بواسطة أجهزة الأمن الداخلية والدفاع المدني نقل ما لا يقلّ عن 7000 شخص، ولاسيما من جزيرة مسيرة، وفقا لمسؤول في الداخلية العُمانية.

وتتوقع السلطات أن يضرب الإعصار كل السواحل، بما فيها ساحل جزيرة مسندم، التي تقع في مضيق هرمز، الذي يشكّل مدخل الخليج، ويؤمن مرور ربع صادرات النفط العالمية.

وفي الدول المجاورة، وفيما قللت كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة من آثار الإعصار، روى شهود عيان  الثلاثاء، أنّه لم يسبق لهم أن شاهدوا ارتفاعا في أمواج البحر بإمارة الفجيرة، القريبة من عُمان، بمثل ما رأوه.

وقال شاهد عيان، في اتصال هاتفي، إنّ الأمواج عاتية والبحر هائج بكيفية وقف معها المئات قبالته لالتقاط صور.

وأوضح أنّ فرق الدفاع المدني في الفجيرة قامت بإعداد سواتر ترابية كبيرة وأنفاق للحدّ من تقدم موجات المدّ.

وفي اليمن، قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إنّ السلطات نشرت فرقا للدفاع المدني في المناطق الساحلية تحسبا لكلّ أضرار محتملة.

وتأثرت أسعار النفط بأنباء الإعصار حيث شهدت ارتفاعا خشية تأثر الإمدادات.

وعلى الفور، تمّ إعلان حالة الطوارئ في السفن الحربية الأمريكية في الخليج بسبب الإعصار، حيث أنّ سرعة الرياح بلغت 195 كلم في الساعة وهي في طريقها إلى السواحل العمانية، وفقا لما أعلن مسؤولون أمريكيون.

ومن جهتها، أصدرت السفارة الأمريكية في مسقط تحذيرا إلى 1200 أمريكي يقيمون في السلطنة.

ودعت السفارة رعاياها إلى تجنب الإعصار الذي يصنّف في الدرجة الثالثة، قائلة إنه من الأفضل البقاء في المنازل أكثر ما يمكن من الوقت.

وقال مسؤولون أمريكيون إنّ البوارج الأمريكية ستبقى بعيدة عن الإعصار وأنّ أي واحدة منها لن تدخل مضيق هرمز حتى مرور العاصفة.

ومن المتوقع أن تخف حدة الإعصار بعد مروره بسلطنة عمان وهو يتجه إلى الساحل الجنوبي الشرقي لإيران في غضون الساعات الأربع والعشرين القادمة.

وتعتبر الأعاصير القوية نادرة الحدوث في المحيط الهندي، وأقواها ضرب عام 1999 جنوب شرق كراتشي في باكستان، حيث بلغت سرعة الرياح 275 كلم في الساعة، وخلّف مئات القتلى.

وقال الجيش الأمريكي إنه مستعد للمساعدة لمواجهة تداعيات الإعصار.

وهناك مخاوف معتبرة حول فيضانات في المناطق المنخفضة من سلطنة عمان التي أعلنت حكومتها أنّها ستتعامل مع الوضع من دون "الحاجة إلى مساعدة خارجية" وفقا لمسؤول في الشرطة العمانية.

وفيما عرضت واشنطن المساعدة على مجابهة الإعصار، قالت مسقط إنّها ستطلبها من "الدول الصديقة" إذا دعت الضرورة.

المصدر: CNN