إسرائيل تسابق الزمن لتهويد القدس وتعدّ لعدوان «سريع» على غزة

16-11-2011

إسرائيل تسابق الزمن لتهويد القدس وتعدّ لعدوان «سريع» على غزة

على وقع التهديد بشنّ عملية عسكرية ضد قطاع غزة، باشرت إسرائيل أمس سلسلة خطوات تصعيدية لتعزيز الاستيطان وطرد الفلسطينيين عن أرضهم، فيما استمر الحراك الدولي لإطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من دون نتائج تذكر.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غينتس إن الجيش الإسرائيلي سيشن هجوماً برياً سريعاً ومدروساً على قطاع غزة، مشيراً إلى أن هناك خطة لشن عملية عسكرية «بمبادرة إسرائيلية وليس انجراراً وراء استفزاز التنظيمات الإرهابية في غزة».
وأكد غينتس «الجيش سيستعدّ جيداً للمعركة المقبلة، وسيقوم باختصار المدة الزمنية لها، بحيث تكون حرباً قصيرة ومباشرة، ومن أجل ذلك علينا أن نكون مستعدين وفي حالة استنفار دائم».
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال مساء أمس عن وزارة الداخلية الإسرائيلية نشرها عطاءات لبناء 5000 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن هذا النشر يمهّد لبناء سريع في مستوطنات موديعين وكفار سابا، بسغات زئيف. فيما نشر أيضاً عطاءات لبناء 800 وحدة في القدس وحدها.
وتعليقاً على الموضوع قال الخبير والناشط في مجابهة الاستيطان زياد حموري في مدينة القدس المحتلة لـ«السفير» إن «هذه الوحدات لا نعلم إن كانت جديدة أم قديمة، وهذا ما تريده إسرائيل، حيث تنشر يومياً عطاء بناء جديداً، وتدخلنا في متاهة تلو المتاهة». وأضاف «ربما العدد أكثر ربما أقل، لا نعلم، لكن ما نعلمه بالتأكيد هو أن اسرائيل تسابق الزمن للبناء في القدس».
وأشار حموري إلى أن مشاريع البناء الإسرائيلية تأتي في إطار «تهويد القدس والضفة في أسرع وقت وزيادة أعداد اليهود على حساب العرب وتحديداً في مدينة القدس المحتلة». وأضاف «عملياً منذ مؤتمر أنابوليس للسلام في العام 2007 في الولايات المتحدة وحتى اللحظة تم طرح عطاءات لبناء 60 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس والضفة، وهذا يأتي ضمن خطة لبناء مليون وحدة استيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة قبل حلول العام 2020».
وتسعى إسرائيل إلى بناء مشروع «القدس الكبرى» المسمى «2020» والذي يحتمل انهاؤه بحلول العام 2020 ويهدف إلى بناء مئات آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية وتحويلها إلى مدينة بغالبية يهودية من 85 في المئة مقابل 15 في المئة للعرب فقط.
وبدورها قالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان لها أمس إن اسرائيل تقوم بتحركات نشطة وغير عادية تجري في هذه الأيام في محيط مقبرة مأمن الله في القدس تمهيداً لبناء «متحف التسامح « الذي سيقام فوق أكثر من 1000 قبر لعرب ومسلمين مدفونين في المقبرة.
وأشار بيان صدر عن المؤسسة «سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة البناء فوق المقبرة الإسلامية». ويأتي هذا في موازاة إعداد خطة فلسطينية لمواجهة المخطط الإسرائيلي لهدم طريق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى.
ولم توضح الشخصيات الفلسطينية التي شاركت في صياغة الخطة تفاصيلها، لكنها أكدت وجود تحضيرات لحشد أكبر قدر ممكن من الدعم الشعبي والدولي لمنع باب هدم الباب الأثري لاستبداله بجسر عسكري يسهل عمليات اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في غضون ذلك هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 منازل في قرية الديوك التحتا في محافظة أريحا تعود ملكيتها للفلسطينيين، عمار الفاخوري، ومحمد الشيخ علي، ومصباح مطور، ويوسف الظلام. وقال محافظ مدينة أريحا ماجد الفتياني «هذه الممارسات جزء من السياسات والأدوات التي تستخدم بحق الشعب الفلسطيني وخاصة في الأغوار بهدف إفراغ هذه المنطقة من السكان الفلسطينيين وكسر إرادة شعبنا الصامد على أرضه».
وعلى الصعيد السـياسي عقــدت اللجنة التنــفيذيــة لمنظمة التحرير اجتماعاً مطولاً أمس بحث قضايا عدة أبرزها «رفــض مطلـب أميركي جديد لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل».
وقال عضو اللجنة واصل أبو يوسف لـ«السفير»: «بحثنا نتائج اجتماعات الرئيس محمود عباس مع نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل، ولقاءات صائب عريقات بمندوبين عن اللجنة الرباعية، وأعدنا التأكيد على موقفنا القاضي بأن لا مفاوضات إلا بعد وقف الاستيطان بالكامل في الضفة والقدس، وإعلان إسرائيل قبولها بحلّ الدولتين على أساس حدود العام 1967».

أمجد سمحان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...