أوجلان ينذر الحكومة التركية: السلام أو الحرب المفتوحة
التقى وفد من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي في تركيا قادة «حزب العمال الكردستاني» في جبال قنديل في شمال العراق، وسلموهم رسالة من زعيم «الكردستاني» عبد الله أوجلان في إطار المفاوضات الجارية لحل المشكلة الكردية في تركيا.
والتقى الوفد، الذي ضم النواب غولتان كيشاناق واحمد تورك وآيسيل توغلوق، الرجل الأول في «الكردستاني» مراد قره يلان وآخرين بعد تأخير يوم، بسبب تزامن موعد اللقاء مع غارات تركية على قواعد للحزب في المنطقة، في انعكاس لكلام رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أن الحرب على «الإرهاب» ستستمر حتى النهاية.
وقد سلم النواب الأكراد قره يلان الرسالة التي سلمّها أوجلان لثلاثة نواب أكراد زاروه في معتقله في جزيرة ايمرالي الأسبوع الماضي. وقد وعد «قيادة قنديل» بإرسال جواب على رسالة أوجلان خلال 10 أيام.
وقالت كيشاناك، في مؤتمر صحافي في اربيل بعد عودة الوفد من قنديل، إن «اللقاء كان مهما جدا ومثمرا، وان قنديل ستتخذ خطوة لإطلاق سراح معتقلين أتراك لديها»، فيما قال احمد تورك انه «وجد في قنديل إرادة للسلام. وتمنى التسريع بالخطوات المتبادلة بين الدولة واوجلان». وأعلنت توغلوق ان «لقاء قنديل ضاعف الأمل بالسلام».
من جهة ثانية، نفى ألتان تان، النائب الكردي وأحد النواب الأكراد الثلاثة الذين قابلوا أوجلان في السجن وحملوا منه الرسائل، ان يكون هو الذي سرّب محاضر اللقاء مع زعيم «الكردستاني» في السجن، مضيفا انه سيظهر زيف هذه المزاعم.
وكانت صحيفة «ميللييت» انفردت بنشر النص الحرفي بكل تفاصيله عن لقاء النواب الثلاثة مع أوجلان، ما أحدث صدى واسعا وتساؤلات عمن سرّب تفاصيل اللقاء، ولمصلحة من، وما اذا كان ذلك لتخريب عملية المفاوضات.
وكان أوجلان، وفقا للمحاضر المنشورة، قال انه هو الذي قدم السلطة إلى «حزب العمال الكردستاني» على صينية من ذهب، بسبب وقف إطلاق النار الذي أعلنه في العام 2001، فظنوا ان اوجلان انتهى. وأوضح «لقد قدمنا السلطة لهم على صينية من ذهب، ولكنهم لم يقابلونا حتى بالشكر. والذين ظنّوا انهم أتاتورك حاولوا ان يسحقونا. انهم أخطأوا في الحسابات. أنا الذي أوقفت حزب العدالة والتنمية على قدميه. لقد اراد (رئيس الحكومة رجب طيب) اردوغان ان يكون اتاتوركا ثانيا، وان يكرر تجربة الرأس الواحد. حزب العدالة والتنمية يظن انه نزل من السماء».
وأضاف: «إنهم (الدولة العميقة) كانوا يريدون القيام بانقلاب على الاستخبارات التركية ويستدعون رئيسها حاقان فيدان للمحاكمة بسبب محادثاته معنا. ولكن قلت لهم إن هذا انقلاب وتدخلت لمنع الانقلاب. لو اعتقلوا حاقان فيدان لكان تلاه اعتقال اردوغان بتهمة خيانة الوطن، لذا سارع اردوغان إلى إصدار قانون يمنع التحقيق مع فيدان». وتابع إن «الفريق المحيط بأردوغان أقنعوه بإمكانية إنهاء حزب العمال الكردستاني في السنتين الأخيرتين، فقاموا بعمليات عسكرية واسعة واعتقلوا عشرة آلاف من المناصرين، ودخل القضاء على الخط وأرادوا اعتقال حاقان فيدان فتدخلت وأوقفت هذا لأنه لو سقط فيدان لسقطت كل القلاع في تركيا».
وقال أوجلان: «إننا اليوم نعيش مرحلة تاريخية أكثر أهمية بكثير من مرحلة التنظيمات والمشروطية والجمهورية والتعددية الحزبية بدءا من الخمسينيات، وإذا نجحنا فسنكون أمام جمهورية جديدة ديموقراطية بالكامل».
واعتبر انه إذا فشلت هذه العملية فإنهم سيقولون: «مات آبو» (لقب أوجلان). وقال: «في حال انسحاب المقاتلين من تركيا فلن ينعكس ضعفا على قوة الحزب، إذ لدينا عشرة آلاف في قنديل و50 ألفا في سوريا و40 ألفا في إيران. وسنصبح أكثر قوة». وأضاف انه «إذا نجح فلن يبقى معتقل واحد وسنعيش كلنا أحرار، لكن إذا فشلنا فسوف تكون حرب شاملة يشارك فيها 50 ألف مقاتل وسيسقط قتلى، ولن أتدخل حينها. لن نعيش كما كنا وسنحارب كما لم نحارب من قبل. آمل ألا يفهمنا حزب العدالة والتنمية خطأ. إذا فهمنا خطأ فستكون كارثة».
واعتبر أوجلان انه «ليس من الضرورة ان يشير الدستور الجديد إلى الهوية الكردية، بل يكفي ألا يشير الى اي هوية، ومنها التركية بل يعرّف المواطن بأنه من ينتمي إلى تركيا وليس حتى إلى الجمهورية التركية، بحيث لا يكون للدولة دين ولا اتنية». وشبّه «حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية بأنهما فاشيان مثل هتلر وموسوليني وهما نشآ في الفترة نفسها». واتهم «اللوبيات اليهودية والأرمنية واليونانية في الولايات المتحدة بالعمل لتخريب مفاوضات السلام، وهي ليست لوبيات هامشية».
وتطرق أوجلان، في حديثه مع النواب الأكراد، إلى الوضع في سوريا، فدعا «أكراد سوريا إلى التحالف مع من يعطيهم حقوقهم، سواء النظام أو المعارضة». ودعا إلى «جبهة تضم السوريين، من الأكراد والعرب والأتراك والتركمان»، معتبرا ان السلفية السعودية خطيرة جدا. وقال انه لا يمكن ان يدخل اكراد سوريا تحت أمرة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني لأن خطه السياسي مختلف، وعليهم حتما تشكيل قوة دفاع خاصة بهم.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد