أوباما يؤكد عدم التوصل الى اتفاق مع موسكو وبكين بشأن الملف السوري
اعلن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين ان تغيير السلطة في سورية ممكن فقط في اطار الدستور، معلنا ان "لا احد يملك الحق في ان يقرر نيابة عن الشعوب الأخرى ومن يجب ان يأتي الى السلطة و من يجب ان يذهب".
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في اعقاب مشاركته في قمة "مجموعة العشرين" بلوس كابوس يوم الاربعاء 20 يونيو/حزيران: "نعم، نحن نعلم ان جزءا من الشعب السوري، الممثل بالمعارضة المسلحة، يريد ان يرحل الرئيس الاسد، لكن، اولا: هذا ليس كل الشعب السوري، وثانيا، والاهم: من المهم الا يحصل فقط تغيير النظام بل من المهم التوصل الى وضع يسمح بعد تغيير السلطة، ان حصل ذلك، وحصول ذلك ممكن فقط بطريقة دستورية، بأن يحل بعد ذلك سلام في البلاد وان تتوقف اراقة الدماء".
واضاف انه "للتوصل الى هذا الهدف يجب العمل مسبقا وبشكل جيد، ويجب التوصل من كافة اطراف الازمة المسلحة الى وقف اراقة الدماء هذه، وان يجلسوا حول طاولة الحوار ويتفقوا مسبقا حول كيفية العيش فيما بعد، في بلد مشترك، وكيفية توفير مصالح وامن الناس المساقين الى هذه الازمة. يجب فعل ذلك مسبقا وليس كما حصل في بعض بلدان شمال افريقيا حيث تستمر الى الآن اراقة الدماء مع انه حدث تغيير للنظام فيها".
وشدد الرئيس الروسي على ان "الشركاء، وخلال المناقشات حول المشكلة السورية، وافقوا الى حد ما مع هذا الموقف"، مستطردا ان "الاختلافات في تقييماتنا ما تزال، وقد اتفقنا على اننا سنعمل سوية لحل هذه المشكلة".
من جهته أكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما عدم التوصل الى اتفاق مع موسكو وبكين بشأن الملف السوري، مشيرا مع ذلك الى ان روسيا والصين "واعيتان لمخاطر حرب أهلية" في سورية. جاء هذا التصريح في مؤتمر صحفي عقده اوباما في لوس كابوس المكسيكية يوم 19 يونيو/حزيران في ختام قمة مجموعة العشرين الكبار التي التقى على هامشها نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو.
واعتبر اوباما ان الأسد "فقد شرعيته، ومن المتعذر تصور أي حل للعنف في سورية يبقيه في سدة الحكم في بلاده". وأكد انه قال لنظيريه الروسي والصيني ان الاسد لا يمكنه ان يبقى في السلطة، لكن روسيا والصين - حسب قوله - "لم تنضما بعد" إلى أي خطة دولية ترمي إلى تنحي الرئيس السوري عن السلطة.
وأوضح الرئيس الامريكي: "لا أستطيع أن أشير في هذه المرحلة إلى أن الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي تتناغمان مع موقفي روسيا والصين (بشأن سوريا)، إلا أنني أعتقد أنهما باتتا تدركان المخاطر الجدية التي ينطوي عليها اندلاع حرب أهلية شاملة في تلك البلاد." وقال ايضا "لا اعتقد انه بالامكان القول في هذه المرحلة ان الروس والصينيين انضموا الى قضيتنا.. يقرون بأن الوضع الحالي خطير.. وانه لا يخدم مصالحهم".
واشار اوباما أيضا الى ان العلاقات التاريخية بين روسيا ودمشق وتحفظ الصين حيال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى أخر التوصل الى حل الازمة .
هذا وكان قد أفاد دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي عن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية، الجنرال روبرت مود قوله خلال جلسة مغلقة للمجلس يوم الثلاثاء 19 يونيو/حزيران ان المراقبين "ملزمون اخلاقيا" بالبقاء في سورية حتى ولو ادى تزايد اعمال العنف الى تعليق دروياتهم.
واكد ان المراقبين باقون وسيعودون الى عملهم حال تسمح الاوضاع بذلك.
وقال الدبلوماسيون ان مود ابلغ اعضاء المجلس ان سيارات المراقبين تعرضت "لاطلاق نار مباشر" عشر مرات خلال قيامهم بدورياتهم و"لاطلاق نار غير مباشر" مئات المرات.
واشار الى ان 9 سيارات تابعة للامم المتحدة اصيبت بعيارات نارية خلال الايام الثمانية الماضية وحدها، حيث استهدفت من مسافة قصيرة من جانب حشود معادية.
واضاف ان العنف في سورية "يتصاعد" ما يجعل الوضع خطيرا جدا على المراقبين الدوليين بشكل يعيق عملهم.
واوضح ان الاوضاع متدهورة في سورية بعد اربعة ايام من تعليقه عمليات البعثة المؤلفة من 300 مراقب غير مسلح، بحسب ما افاد الدبلوماسيون الذين شاركوا في الاجتماع لوكالة "فرانس برس".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد