ألعاب أطفالنا: غير صالحة للعب واسعار كاوية
من أبسط حقوق أطفالنا، أن يلعبوا، ويقتنوا ألعاباً تنمي مداركهم وشخصيتهم، ونحن، صغاراً كنا أو كباراً، تلفت انتباهنا الألعاب، ولكن البعض يكبر ويبقى اقتناء لعبة حلماً لديه. تفاءلنا خيراً عندما سمح باستيراد الألعاب، ولكنها كانت دون المستوى المطلوب، فهل الموجود بالسوق ينمي مدارك أطفالنا وهل الأسعار الكاوية تستطيع أي أسرة أن تنال منها؟ وبالتالي هل ستبقى الألعاب حكراً على فئة معينة من الأطفال أم سيكون لهم فقط بعض الألعاب البلاستيكية وألعاب الجر وغيرها.
أثناء تجوالنا في أسواق دمشق، بدأ بعض الآباء والأمهات رحلة البحث عن ألعاب لأطفالهم بما يتناسب ودخلهم والراتب العتيد، وبدأت الفرجة على واجهات المحلات، فما تحويه «أشكال وألوان» ولكن هل تناسب الأطفال وهل تناسب ما يوجد في الجيب من مال، وخاصة إذا كان الأطفال كثراً، أما الألعاب الرخيصة الثمن فهي عبارة عن ألعاب بلاستيكية وسيارات وبعض السيوف التي تجرح الأيدي والجرارات والكرات وبعضها يجر عن طريق الخيط، أماالألعاب ذات التقنية المقبولة وإذا وجدت فأسعارها كاوية!!
بعض الأسر التي التقيناها أكدوا سوء تصنيع الألعاب المحلية لدينا، بحيث إنها لا يمكن ان تعمر طويلاً، بل على العكس وبمجرد وصولها الى أيدي الأطفال تتفكك ويصبح كل جزء منها في جهة، ويعود الأهل الى الدوامة ذاتها والبحث عن لعبة جديدة، فالطفل لا يدرك ان هناك متطلبات أخرى غير الألعاب وان دخل والده لا يكفي!!
إحدى السيدات مع أطفالها ذكرت أن جميع محلات بيع ألعاب الأطفال تتوفر فيها الألعاب الأجنبية ذات النوعيات المتفاوتة ولكن بأسعار غير معقولة فاللعبة في بلدها مثلاً لاتساوي أكثر من 200ل.س تصل للمستهلك لدينا بأكثر من 1000 ل.س لماذا؟ لأنها تمر عبر حلقات سمسرة كثيرة والجميع يريد الربح السريع والوفير؟!!
طرح باعة الألعاب العديد من المشكلات التي يعانونها سواء من الألعاب الأجنبية أو من سوء تصنيع بعض المنتجات المحلية، ورأينا أمثلة واضحة من بروزات تعرض أيدي الأطفال للخدش أو حتى من ألعاب المكعبات وصعوبة تطبيقها حتى بالنسبة للكبار، وكأن المهم فقط تصنيع الألعاب وتوزيعها على المحلات وبيعها للأطفال دون الاستفادة منها.
أما أسعار هذه الألعاب فتتفاوت بين محل وآخر وسوق وآخر بحجة أنها معروضة مثلاً في الصالحية أو في سوق الحميدية وتفاوت الأسعار يكون كبيراً غير ان الفكرة الأهم التي طرحها البعض فهي أن ما يعرضونه للبيع، يرفضون اعطاءه لأطفالهم لأنهم يعلمون تماماً ان البلاستيك والأصبغة وسوء التصنيع وانعدام أدنى درجات التقنية لن تفيد الأطفال بل على العكس ستضرهم.
من مصلحتنا جميعاً ومصلحة أطفالنا ان يكون لدينا ألعاب تنمي مدارك وشخصية أطفالنا، وان نبتعد عن ألعاب الجر والبلاستيك فعصرنا عصر الحاسوب والتقنيات، لم يعد يناسبه ما كان سائداً، فمن الضروري توفير نوعيات جيدة من الألعاب وبأسعار مناسبة للجميع فلا أحد يستطيع الحد من رغبات أطفاله، ومن المنطقي ان أول ما يلفت انتباه الطفل الألعاب أكثر من الطعام نفسه، فهل حان الوقت للاهتمام ولو قليلاً بألعاب أطفالنا أم أننا سنترك الموضوع لقلة قليلة من التجار يتحكمون ويفرضون ذوقهم وأسعارهم علينا وعلى أطفالنا؟!!
سناء يعقوب
تشرين
إضافة تعليق جديد