أزمة مرورية خانقة وسط دمشق..وتوقف السيارة بأحد الشوارع مغامرة
تعيش مدينة دمشق هذه الأيام أزمة توقف حقيقية نتيجة لعوامل عديدة أهمها عدم وجود مرائب منتشرة في شوارع المدينة في الوقت الذي نشهد فيه ازدياداً جنونياً لأعداد السيارات وما زاد الطين بلة تطبيق قانون السير الجديد الذي نص على عقوبات رادعة وغرامات مخيفة وخاصة للوقوف الممنوع حتى أصبح النزول إلى وسط البلد باستخدام السيارة مغامرة غير مضمونة النتائج وغالباً يكون فيها المواطن هو الخاسر الوحيد.
فرجال المرور وبعد أن منحهم القانون الجديد صلاحيات مطلقة في إصدار المخالفات باتوا يزاولون عملهم كخلايا النحل التي لا تهدأ حيث شهدت الفترة الماضية نشاطاً ملحوظاً في عملهم بدليل كثرة المخالفات والضبوط مع عدم وجود حلول ناجعة لأزمة التوقف.
- تحدث بعض المسؤولين والمعنيين في محافظة دمشق وعلى مدى السنة الماضية عن حلول وإجراءات لمعالجة هذا الواقع حيث تم التطرق إلى إنشاء مجموعة من المرائب بنحو 100 مرآب في شوارع مدينة دمشق طابقية وغير طابقية حتى إنهم تطرقوا إلى الاستعانة بخبرات دولية في هذا المجال لا بل أكثر من ذلك أقروا اعتماد مجموعة من التسهيلات لدفع المستثمرين نحو هذا المجال من الاستثمار.
وبعد مرور أكثر من سنة نتساءل ما الذي تم تنفيذه على أرض الواقع؟!
يؤكد الواقع أنه لم يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن وفي هذا الإطار يتحدث أحد المواطنين (موظف) الذي تعرض لمخالفة وقوف ممنوع قائلاً: يقولون لك بأنك مخالف ومن دون أي نقاش مع الشرطي قام بتحرير مخالفة، أين علي الوقوف؟ لا أعرف فلا يوجد أي مكان خال في الأماكن المسموحة ولا يوجد أي مرآب في هذه المنطقة (حسبي الله ونعم الوكيل).
- مواطن آخر (صاحب محل) يتحدث ليقول: بعد هذه الحالة التي وصلنا لها لم أعد استخدم سيارتي للنزول إلى وسط البلد فالحالة صعبة فلا أماكن للوقوف ولا مرائب ورجال المرور لك بالمرصاد لذا فإن استخدام وسائل النقل العامة أو التكسي أقل خسارة من استخدام السيارة (مكره أخاك لا بطل).
- وتقول مواطنة (طبيبة) في حال وجدت مكاناً مسموحاً لركن السيارة فإنه يخضع لرقابة سماسرة الطريق الذين لا يسمحون لك بالوقوف إلا بعد أن تدفع لهم المعلوم الذي قد يصل إلى 200 ل.س مع غسيل السيارة الذي يكون إلزامياً في معظم الأحيان.
- عمدت إحدى الشركات الاستثمارية إلى تأمين مواقف مأجورة بعد أن استثمرت معظم شوارع دمشق وفق عقود مع محافظة دمشق وفي هذا الإطار يتحدث مواطن آخر (تاجر) قائلاً: إنه حل جيد نوعاً ما فلا مشكلة لدينا في دفع مبالغ نقدية مقابل الوقوف إلا أن مشكلة هذه الشركة تكمن في أنك لو استطعت إيجاد مكان ضمن المواقف المخصصة لاستطعت الوقوف إلا أنها غالباً ما تكون مكتظة، أما المشكلة الأخرى فتكمن في حال أنك لو تأخرت دقائق معدودة فإنهم يقومون بحجز سيارتك حيث إنك تضطر عندها لدفع مبلغ 300 ل.س لتحريرها وبهذا قد يتجاوز المبلغ 400 ل.س مقابل الوقوف لساعة واحدة هل هذا من العدل في شيء؟!
وأخيراً نقول: هل تخصص مساحات لتشييد مرائب جديدة مثلاً رأفة بالمواطن وحلاً لبعض جوانب الأزمة..!!
نورا حربا
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد