أخبار الحرب في الصحافة البريطانية

09-08-2006

أخبار الحرب في الصحافة البريطانية

لا يزال اهتمام الصحف البريطانية منصبا على تطورات الحرب الإسرائيلية على لبنان, إذ اهتم بعضها اليوم الأربعاء بردة فعل بعض اللبنانيين الذين يؤكدون أنهم مستعدون الآن للقتال استعدادهم للموت, وتطرقت أخرى لمطالبة مرتقبة لانعقاد مجلس العموم لمناقشة الوضع, بينما لاحظ غيرها بطء التقدم في المسار الدبلوماسي لحل القضية.

تحت عنوان "ماذا تقولون لرجل أسرته مدفونة تحت الأنقاض؟" كتب روبرت فيسك تقريرا في ذي إندبندنت أورد فيه قصص رجال فقدوا أسرهم في القصف الإسرائيلي على بيروت الجنوبية.

فها هو محمد الحسيني الذي غادر نيويورك مع زوجته وطفله لقضاء الإجازة مع ذويه في لبنان، يقف حائرا ينتظر جثث أعضاء أسرته تحت أنقاض البناية التي هدمتها الطائرات الإسرائيلية في منطقة الشياح ببيروت.

وينقل فيسك عن الحسيني قوله له "أنظر فقط إلى ما فعله الإسرائيليون, أنا حائر لا أدري ما أفعله".

وها هو علي الرميطي يرقد جريحا في المستشفى جراء نفس العملية بجراح عادية، وترقد زوجته في العناية المركزة، ولا يدريان أن أبناءهما الأربعة قد قتلوا جميعهم.

وتحت عنوان "نحن مستعدون للقتال, ونحن مستعدون للموت" نقلت كلانسي شاسي, مراسلة غارديان في بيروت، بعض ردود فعل اللبنانيين على ما يجري.

فمثلا نقلت عن الطفلة الزهراء اللاجئة الآن مع بقية أسرتها بإحدى مدارس بيروت قولها إن جميع أطفال لبنان يتوقون الآن إلى أن يكبروا ليقاتلوا الإسرائيليين, معتبرة ما يتعرض له الأطفال عارا وخزيا "فلا أحد يريد أن يقوم بأي شيء للدفاع عنهم".

أما زميلتها حوراء (11 سنة) فتؤكد أن اللبنانيين لن يستسلموا لإسرائيل مهما قتلت منهم ومهما استخدمت من التكنولوجيا المتطورة لتدميرهم.

ونقلت شاسي عن علي، وهو لاجئ من منطقة بنت جبيل، قوله "إننا مستعدون للقتال استعدادنا للموت ولا ننتظر سوى أوامر السيد حسن نصر الله لنتوجه إلى الجبهة".

أما حسان, الذي قالت إنه من أسرة شيعية غنية ومتعلمة ويدرس بإحدى الجامعات النخبوية في بيروت، فنقلت عنه قوله "إن مستواي التعليمي جيد وعائلتي جيدة وأصدقائي جيدون ولدي بيت ممتاز وأمامي مستقبل وظيفي واعد, غير أني مستعد للتضحية بكل ذلك لأعيش عزيزا مكرما".

وحسب محمد، وهو طالب آخر بنفس المدرسة، فإن الطلاب لم يعودوا يفكرون في المسائل المادية, حيث أصبح شغلهم الشاغل هو كيفية الدفاع عن الوطن والكرامة.
قالت غارديان إن ما لا يقل عن مائة من أعضاء البرلمان البريطاني, غالبيتهم من حزب العمال, سيطالبون بعقد جلسة خاصة بالأزمة في لبنان, ذلك على خلفية المخاوف المتزايدة حول إستراتيجية الحكومة حول هذه القضية.

وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن توجه هذه الدعوة خلال الثمان وأربعين ساعة القادمة, مشيرة إلى أن المطالبين بذلك بدؤوا مفاوضات مع حزب الليبراليين الديمقراطيين والأحزاب القومية الأسكتلندية لكسب تأييدها لهذه الدعوة.

وأضافت أن الطلب سيقدم لرئيس البرلمان جاك سترو لاتخاذ القرار باستدعاء البرلمان لجلسة طارئة.

لكنها أكدت أن مزاج رئاسة الوزراء لا يرى ضرورة لمثل هذا الاجتماع, ناقلة في الوقت ذاته عن بعض الوزراء تأكيدهم أن انهيار المباحثات الحالية في نيويورك قد يغير الموقف المعارض لهذا الاجتماع.

تحت عنوان "تقدم بطيء باتجاه صفقة لبنانية" أكدت تايمز في تحليل لها أن دبلوماسيي العالم لم يحيطوا أنفسهم هذا الصيف بهالة من المديح والمجد.

وعللت ذلك بالقول إنه بعد شهر مما اصطلح على تسميته الحرب العربية الإسرائيلية السادسة وبعد مقتل ما لا يقل عن 1000 لبناني و100 إسرائيلي, لا يزال المسؤولون يتجاذبون حول عبارات قرار قد لا يؤدي, لو تمت المصادقة عليه, إلى وقف العنف.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن القرار اللبناني بنشر 15 ألف جندي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية سيلطف المناخ لا محالة, إذ سينظر إليه على أنه مظهر من مظاهر نفوذ وسلطة الدولة اللبنانية بهذه المنطقة.

وتحت عنوان "لبنان لا يمكنه لوحده التصدي لحزب الله" قالت ديلي تلغراف بافتتاحيتها إن المجتمع الدولي سيرحب لا محالة بعرض لبنان نشر قواته في الجنوب, حيث إن الهدف الأساسي من القرار الأممي 1559 هو إحلال سلطة أخرى في الجنوب اللبناني محل حزب الله.

لكنها أكدت أن هذه القوة لن تكون كافية لتفكيك حزب الله ونزع سلاحه والحيلولة دون إعادة هذا الحزب تسليح عناصره, مطالبة بتدخل دولي لدعم هذه الخطوة.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...