أتمتة الفوضى؟
منذ حوالى عقد من الزمان وسياسة «نشر الأتمتة» متواصلة في مؤسساتنا الحكومية، وشراء الأجهزة والبرامج والدورات التدريبية قائم على قدم وساق في مختلف المؤسسات والجهات العامة.
لو سألنا أنفسنا الآن، أين وصلنا في موضوع الأتمتة، في عصر السرعة تبدو عشر سنوات كافية للانتقال من نظام اقتصادي كامل الى نظام جديد فكيف بقضية محددة وهي الأتمتة؟
الجواب الذي نلمسه واقعياً دون الحاجة الى دراسات وتقارير تبلغنا بنسبة الإنفاق على مشاريع الأتمتة وبعدد الكمبيوترات التي تم شراؤها وبعدد من اتبع دورات تدريبية، الجواب هو أننا مازلنا في الخطوة الأولى؟!
قد يكون الواقع صادماً ومؤلماً لكنها الحقيقة..
مازالت تحتاج الى أكوام من الورقيات لإنجاز معاملة ومازالت الدواوين تعمل بنفس العقلية القديمة ومازالت الآلة الحاسبة وجداول الرواتب الورقية المكتوبة بخط اليد هي الأكثر حضوراً.
مازال وزراؤنا ومديرونا يحملون الى الاجتماعات ملفات تزن كيلوغرامات بدلاً من بضع وريقات أو كمبيوتر محمول عليه كل ما يريدونه.
مازال كثيرون لا يعرفون شيئاً عن الانترنت والبريد الالكتروني سوى الاسم وبعض معلومات غامضة.
ندخل مكاتب الكثير من المسؤولين لنجد بين فترة واخرى تجهيزات حاسوبية جديدة لا تستخدم ويملؤها الغبار.
قليلة هي الجهات التي قطعت شوطاً جيداً في الأتمتة التي تشتمل على التجهيزات والعمل والكادر البشري.
أما البقية فاكتفت غالباً بالتجهيزات واقتصرت الأتمتة على طباعة الكتب وبعض أعمال المحاسبة.
هناك فوضى إدارية في مؤسسات الدولة بقطاعيها الإداري والإنتاجي ويمكن بحق أن نحل الكثير من مشكلاتنا من خلال الأتمتة ولكن لابد من معالجة الفوضى أولاً وإلا فإننا نقوم الآن بأتمتة الفوضى والتي ستنتج بدورها فوضى أسرع !
إيمن قحف
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد