«قمر سورية».. مشروع موسيقي سوري يحاور حضارات العالم
قبل عشر سنوات، وتحديدا في عام 1999 أطلق الموسيقار السوري حسام الدين بريمو، أول فرقة موسيقية أسماها «قوس قزح»، وضمت 20 خريجا من المعهد العالي للموسيقى، الذي يشغل بريمو الوكيل الإداري فيه. وبعد ذلك تطورت الفرقة لينبثق منها أربع فرق أخرى بأعمار مختلفة وبمدارس موسيقية وغنائية مختلفة، حيث شكلت مشروعا موسيقيا أطلق عليه اسم «لونا سيريا» (قمر سورية) ترك بصماته على الخارطة الموسيقية السورية. وكان حلم بريمو أن يكمل المشروع بتأسيس فرقة سادسة تضم الأطفال الصغار وبأعمار من 3 وحتى سبع سنوات، وهذا ما حدث. وفي الذكرى العاشرة لـ«قوس قزح»، إذ قرر إطلاق بريمو فرقته الفنية التي تحمل اسم «سنا» اليوم السبت في حفل جماهيري بدمشق، وستختص هذه الفرقة بتقديم ألوان من الغناء المحبب للأطفال الصغار ما دون السبع سنوات.
وحول مسيرة وآفاق مشروعه الفني الموسيقي الغنائي قال حسام الدين بريمو لـ«الشرق الأوسط» «بدأنا قبل عشر سنوات بفرقة من عشرين عازفا ومغنيا، منهم خمسة محترفين فقط والباقي من الطلاب والهواة، وبعد ذلك تطورت الفرقة وتحول الهواة إلى محترفين وأصبح رصيد الفرقة أكثر من 180 أغنية مع عشرات الحفلات والأمسيات الفنية الغنائية والموسيقية أقيمت داخل وخارج سورية..ونحن نقدم في فرقتنا غناء موزعا بأكثر من صوت، وأسلوبنا الفني منذ تأسيس أول فرقة هو تحويل التراث الكلاسيكي إلى أغانٍ، وبأربعة أصوات لأعضاء الفرقة، في حين أننا نحافظ على التراث الشعبي ولا نحوله إلى أغانٍ بل نفضل توزيع الأغاني الشعبية مع الآلات الموسيقية المرافقة ومعادلتها مع الأصوات البشرية».
وحول انبثاق فرق عديدة ضمن المشروع الفني الموسيقي الذي يديره قال بريمو «أصبح لدينا حاليا ست فرق ضمن مشرعنا وهي (قوس قزح) و(كورال الشام)، وتضم أكبر عضو بالفرقة وعمره 68 عاما، وفرقة (ورد) وهي لأعمار المراهقين، وفرقة (ألوان) لأعمار من7 ـ 13عاما، والفرقة الجديدة، الخامسة، التي نحتفي حاليا بإطلاقها، وهي (سنا) لأعمار أقل من سبع سنوات، (أوركسترا ندى)».
ويضيف بريمو «ونحن نستخدم في مشرعنا الفني وحفلاتنا التجريب ولذلك الجمهور لم ترق له الفكرة في البداية مثل أن نقدم أغنية عربية بأربعة أصوات مختلفة، وحتى واجهنا انتقادا شديدا في بداية عملنا قبل عشر سنوات وأحد النقاد استهجن مثلا أن نقدم قصيدة «لما بدا يتسنى» موزعة بأربعة أصوات، واتهمونا بتشويه الموشح، ولكن نفس الشخص وبعد شهرين وحضوره ثلاث حفلات لفرقتنا جاء ليقول لي توزيع الموشح جميل لديكم، فكيف كان قبل شهرين غير مقبول وأصبح بعد شهرين جميلا؟!».
أما ما يميزه كمشروع موسيقي فهو أن الفرقة تجرب وتجدد، ولهذا فقد أطلقت قبل فترة مشروعا اسمه «حوار الحضارات عبر الموسيقى»، ويتضمن البحث عن قواسم مشتركة في الآلات الموسيقية مع الشعوب الأخرى وإقامة الحفلات باستخدام الآلات المتماثلة، فمثلا «وجدنا صلة وصل بين الموسيقى السورية والمجرية من خلال آلة لديهم تشبه القانون لدينا، كذلك في اليابان هناك آلة موسيقية تشبه القانون عندنا تسمى الكوتر. لكن الصعوبة هنا تكمن في كيفية نطق الكلمات في الأغاني والحفلات باللغات الأخرى من قبلنا مثل الصينية واليابانية فنحن من خلال المشروع نقدم حفلاتنا بـ (16) لغة حية. وأكثر الصعوبات التي واجهتنا في تعلم اللغات كانت الصينية لقد أتعبنا تعلمها لأن الكثير من مخارج حروفها صعبة وفيها تقارب بالأحرف وكنا نعتقد أحيانا أننا ننطق بشكل صحيح الكلمة ولكن اكتشفنا أننا ننطق كلمة غير الكلمة المعنية ولكن بوجود خبراء من السفارة تعلمنا نطقها بشكل جيد».
وحول تمويل نشاطات الفرق ومشاريعها، قال بريمو «انطلقنا في البداية من أنفسنا نمول ذاتنا ونقدم الحفلات مجانا للجمهور حتى اقتنع بمشروعنا الفني وأصبح هناك بعض من القطاع الخاص يرعى عملنا ولكن يبقى اعتمادنا على الاشتراكات التي يقدمها الأعضاء في الفرق الست أي على التمويل الذاتي».
هشام عدرة
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد