«دمشق» في ظل «دمشق عاصمة الثقافة العربية»
حدثنا عيس بن هشام فقال :
وصلت إلى مسامعي بأن دمشق أصبحت عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 فسجدت راكعاً حامداً شاكراً وعزمت الخروج في إحدى الليالي متفقداً شوارعها وأرصفتها لأرى هل تليق باحتفاليتها
آثرت النزول سيراً على الأقدام لأستنشق عطر الياسمين الدمشقي ، سلكت طريقي بكل ثقة فإذا بي واقعاً جاثياً في أول مطب لاهو مقعر ولا هو محدب ولاهو مبسمر ولا هو مزخرف فاعتقدت أن المشكلة في وطأ حذائي البالي ولم أقصد هنا ماركة ( بالي ) . لملمت ثيابي واستعدت قوتي وتابعت طريقي راجعاً بذاكرتي إلى طرقات الشام القديمة التي تغنى بها الشعراء وأحجارها التي ينبعث منها تاريخ البطولات والأمجاد ، عادت بي الذاكرة إلى صديقي الحرفي الذي أبدع أجمل اللوحات الفنية الفسيفسائية ،التي نقلها الغرب عنا لشدة إعجابهم بهذا الفن العريق . تابعت أدراجي متحسراً على ماآلت إليه الطرقات ولم أستطع أن أدرك أهو مفهوماً ثقافياً فنياً أم أنه مفهوماً شيطانياً سرطانياً ؟؟ .
وصلت إلى الـ (داون تاون) فرأيت مريدوها منغموسون بشرب النرجيلة ولعب الطاولة .... فسألت مستفسراً يادمشقيون ماذا حل بلوحات الفسيفساء التي زينت شوارعكم وكانت أمانة وضعناها في أعناقكم ؟؟ وماهذه الحال التي آلت إليه طرقاتكم ؟؟ فأجابني صغير الرعية حاشاك يامولاي فإنه تنفيذُ فذُ من طارق ُ عاسميُ مبدع آمن بالفكر المقعر وحوله إلى فكر محدب فأصبحت لا ترى إلا إشارة ضوئية عند كل زاوية إما بيضاء أو صفراء واستغنى والحمد لله عن اللونين الأخضر و الأحمر كي لانصاب بعمى الألوان . وتابع مسشتار الرعية قائلاً يامولاي لماذ العجب والتعجب ! ألم تستفد الصين وبلاد الواق الواق من تجربة بلديتنا بما في ذلك فكر العاسم المعصوم يامولاي وبدأت تطبق وتستورد وتبسمر الفكر العاسمي النير المنير ، بارك لنا فقد تم اشادة معمل جديد للخزف والتخزيف وقد أضيف والحمد لله إلى سلسلة معاملنا الخاسرة . أتصدق يامولاي بأننا نحتاج إلى 90% من انتاج المعمل لشوارع دمشق ونصدر الـ 10 % إلى بلاد السند والهند لحاجتهم الماسة لدك هذه المسامير دون معرفة أين ؟؟
ماغاب عنك يامولاي هو أن الصين واليابان قد استقدمت خبراءها وعلمائها ليس لبحث الأزمة المالية بل للإطلاع المباشر ودراسة الظاهرة العاسمية ومتابعة مراحل نموها فقد إكتشفوا ما تسترنا عنه هو أن الطالب الطارق كان من أفضل من يدق المسامير خلال فترة دراسته بمنعى وبلا معنى وبالطلاب والأساتذة ، فهي فكرة الإبداع تنمو وتترعرع ولاحول ولا قوة إلا بالله حاول أحد الرعية أن يزيد لكنني انتفضت وعدت أدراجي وأنا أغني عمر يامعمر العمار
فاتن علي
إضافة تعليق جديد